أقدم حمد عبد العاطي بلغازي، المدير الجديد لسجن عكاشة بالدارالبيضاء، على القيام بإجراءات جرّت عليه حقد بعد موظفي مديرية السجون وإعادة الإدماج وجعلت منه العدو رقم واحد بالنسبة إلى السجناء الميسورين الذين ظلوا يستفيدون، في عهد سلفه المعطي بوزبيزة، من امتيازات خاصة أقرب إلى العيش في فنادق الخمسة نجوم. مصادر من داخل سجن عكاشة أكدت أن الإصلاحات التي يقوم بها المدير الجديد ستفتح عليه جبهات حرب جديدة، يقودها موظفون مرتشون وتجار مخدرات وسجناء ميسورون ظلوا يدفعون الرشاوى لحراس السجن لتمكينهم من امتيازات خاصة، ضمنها التوفر على غرف بمكيفات هواء وأجهزة تلفاز وتسخير النزلاء الفقراء الباحثين عن فتات موائد السجناء الأغنياء ليعملوا لديهم كخدم وحشم. إلى حدود صباح أمس الأربعاء، بلغ عدد نزلاء السجن المحلي عكاشة بالدارالبيضاء، 6367 نزيلا، وقال مصدر من إدارة المؤسسة السجنية إن 8 أطباء يشرفون على عمليات التطبيب بالنسبة إلى النزلاء المرضى، نافيا وجود خصاص على مستوى الأطر الطبية بالسجن، دليله في ذلك تخصيص طبيب واحد في السجن لكل 800 نزيل بالمقارنة مع طبيب واحد لكل 4000 مواطن مغربي حسب الإحصائيات الرسمية لوزارة الصحة. وعلمت «المساء» من مصادر موثوقة بأن المدير الجديد شكل فرقة خاصة، يرتدي أفرادها زيا أسود اللون، تقوم بعمليات التفتيش داخل مختلف الأجنحة بمساعدة الموظفين المكلفين بحراسة أبراج السجن وتحيل المخالفين للقانون على إدارة السجن. وأشارت مصادرنا إلى وجود ما أسمته ب«اللوبيات المعارضة للإصلاح» في صفوف موظفي السجن المرتشين بإيعاز من تجار المخدرات والسجناء الأغنياء، مؤكدة أن الإدارة الجديدة تعامل كافة النزلاء بمنطق المساواة، وتعطي الأولوية للمسنين والمصابين بعاهات مستديمة وذوي الاحتياجات الخاصة. ومن بين الإجراءات، التي قامت بها الإدارة الجديدة للسجن وجرّت عليها غضب السجناء الميسورين، إلغاء نظام «الزيارة المباشرة» التي ظل أصحاب المال يتمتعون بها، وتعميم نظام الزيارة المباشرة على جميع المعتقلين بغض النظر عن انتماءاتهم الطبقية. وأكدت مصادرنا أن كل السجناء يستفيدون حاليا من نظام الزيارة المباشرة ويجلسون في قاعة فسيحة رفقة ثلاثة أفراد من أسرهم تحت مراقبة حراس السجن. مشيرة إلى أن كل جناح صار يتوفر على طبيب قار يقوم بفحص النزلاء المرضى الذين ظلوا يعرضون في السابق على مصحة السجن قبل تغيير رئيس الأطباء في عهد الإدارة الحالية. وفي اتصال هاتفي ل«المساء» بمدير السجن صباح أمس، قال إنه لا يمكنه الحديث إلا بإذن من الإدارة المركزية للسجون وإعادة الإدماج، وزاد قائلا: «أتمنى أن يقدرني الله سبحانه وتعالى على تحمل المسؤولية التي أنيطت بي، وسأعمل على تطبيق القانون، وكل النزلاء سواسية ولا وجود لتفضيل نزيل على آخر إلا بحسن السلوك والامتثال للقانون».