طغت الصبغة الأمنية على أول حركة انتقالية في عهد حفيظ بن هاشم، المندوب العام لإدارة السجون، التي أعلن عنها أول أمس الاثنين، بعد أسبوعين على اجتماعه بمدراء سجون المغرب بمقر مديرية إدارة السجون بالرباط. وفي سابقة من نوعها، أقال حفيظ بن هاشم، بعد شهر من تعيينه، بوشعيب مجاهد، مدير السجن المركزي بالقنيطرة، من مهامه، وعين مكانه مدير السجن المحلي بأكادير، كما أوقف رئيس معقل السجن المركزي بالمدينة نفسها. وعين بن هاشم عبد العاطي الغازي، مدير سجن الزاكي بسلا، مديرا على المركب السجني عكاشة بالدار البيضاء خلفا ل»المعطي بوبيزة» الذي من غير المستبعد أن يكون ألحق بالإدارة المركزية بالرباط. واستقدمت إدارة السجون إدريس الشان، من المديرية المركزية، لتعيينه مديرا بالسجن المحلي عين برجة من البيضاء وتم تعيين محمد البوزيدي مديرا على السجن المدني بأيت ملول. وعين مدير السجن المحلي عين برجة بالدار البيضاء مديرا على سجن الزاكي بسلا، الذي يضم أكبر عدد من المعتقلين الإسلاميين بالمغرب، بينما لم تعرف باقي السجون أي تغييرات على مستوى مدرائها. ووفق معطيات «المساء»، فإن هاته الحركة الانتقالية التي وقعت عليها إدارة السجون في طبعتها الجديدة، جاءت بغرض «امتصاص غضب المعتقلين الإسلاميين بالسجون المذكورة». بيد أن مصدرا بإدارة السجون وصف هاته التغييرات، ب«الإجراءات» الإدارية العادية التي ترمي من ورائها إلى تقوية تدبير المؤسسات السجنية. وأوضحت المصادر أن «إعفاء مدير السجن المركزي بالقنيطرة تم استنادا إلى قضية «هروب السلفيين التسعة»، وأن توقيف رئيس معقل السجن ذاته، جاء على خلفية وفاة سجين بالكاشو يدعى جيلالي لحميدي.» وفي سياق متصل، كلف حفيظ بن هاشم، أمس الثلاثاء، سفيان أوعمرو، المدير المكلف بسلامة السجناء والأشخاص والمباني والمنشآت المخصصة للسجون، ومصطفى حلمي، المدير المكلف بالعمل الاجتماعي والثقافي لفائدة السجناء، بالتفاوض مع عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير، وعبد الإله بنعبد السلام، عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، حول «إضراب السجناء الإسلاميين.» وخلص هذا الاجتماع، الذي دام حوالي ساعتين بمقر إدارة السجون، إلى«التزام الإدارة بفتح حوار مع السجناء الإسلاميين بمجموع سجون المغرب ابتداء من اليوم(الأربعاء)» يقول بنعبد السلام. هذا وتظاهرت عائلات معتقلي السلفية الجهادية بدعوة من جمعية النصير للدفاع عن المعتقلين السياسيين، صباح أمس الثلاثاء، أمام مندوبية إدارة السجون بالرباط احتجاجا على تدهور الحالة الصحية لبعض أبنائها بعد أن دخلوا في إضراب عن الطعام تجاوز 50 يوما في بعض السجون كسجن عكاشة بالدار البيضاء. وشوهد عبد الإله بنعبد السلام نائب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في هذه الوقفة مع عائلات السلفية الجهادية التي لم تتعرض للمنع كما جرت العادة مع العديد من الوقفات التي نظمت في وقت سابق.