حجزت إدارة السجن المحلي بالدار البيضاء 460 هاتفا نقالا في حملات تفتيش وصفتها مصادرنا ب«الروتينية»، وصادرت أجهزة تلفاز ومعدات إلكترونية وسكاكين ضبطتها فرقة خاصة تحت إشراف مدير السجن بغرف النزلاء. وقالت مصادر من إدارة السجن إنه تمت كذلك مصادرة مبالغ مالية تقدر ب5 ملايين سنتيم، علاوة على حجز أجهزة كهربائية وأدوات حادة. وأفشلت إدارة السجن محاولات تهريب ممنوعات تشمل المخدرات والمشروبات الكحولية مما حاول بعض الزوار إدخاله إلى أقاربهم المعتقلين من نزلاء سجن عكاشة بطرق احتيالية بعد أن عمدوا إلى دسها داخل علب مسحوق «تيد» أو بين ثنايا ملابس أو داخل علب مصبرات. وبلغ عدد النزلاء بسجن عين السبع المحلي، إلى حدود صباح أمس الأربعاء، 6210 نزلاء، حسب مصدر مأذون من إدارة المؤسسة، موزعين على أجنحة وعنابر يعاني بعضها من الاكتظاظ. ونفت مصادرنا استمرار وجود ما كان يعرف ب«الجناح الأوربي» واستفادة بعض النزلاء من امتيازات خاصة، بناء على تعليمات من حفيظ بنهاشم، المندوب العام لإدارة السجون، تشدد على معاملة كل النزلاء على قدم المساواة وبدون تمييز عرقي أو ديني أو اجتماعي. وقال مصدر من إدارة المؤسسة السجنية إن 8 أطباء يشرفون على عمليات التطبيب بالنسبة إلى النزلاء المرضى، نافيا وجود خصاص على مستوى الأطر الطبية بالسجن، دليله في ذلك تخصيص الإدارة لطبيب واحد في السجن لكل 800 نزيل بالمقارنة مع طبيب واحد لكل 4000 مواطن مغربي حسب الإحصائيات الرسمية لوزارة الصحة. وزارت «المساء» صباح أمس الأربعاء سجن عكاشة وعاينت إصلاحات وأشغال صيانة وصباغة وتأهيل للمرافق الصحية ببناء مصحة لكل جناح بدل المصحة الوحيدة التي كان يتردد عليها النزلاء المرضى. مدخل المؤسسة أنيق، البوابة الحديدية السميكة طليت حديثا، بجوارها شيد حائطان قصيران، من ورائهما يمر الزوار بعد أن ينتظموا في طابور طويل تحت سقيفة تقيهم حرارة الشمس. «في السابق كانت البوابة تعج بالزوار، الآن صاروا يصطفون في طابور منتظرين دورهم في الدخول. وبعد أن يحين دورهم، يسمح لهم حارس مكلف بباب الزوار بالعبور إلى الداخل لزيارة أقاربهم المعتقلين. كان بعض الموظفين يستغلون الزحمة في السابق لتحصيل رشاوى، أما الآن فكل زائر ينتظر دوره تحت السقيفة، وبوابة السجن الرئيسية صارت معزولة»، تؤكد أم دأبت على زيارة ابنها المعتقل بتهمة الضرب والجرح المفضي إلى الموت دون نية إحداثه منذ أربع سنوات خلت. اللافت، حسب تصريحات عفوية لنزلاء تحدثت إليهم «المساء»، وجود تغييرات لمسوها لدى الإدارة الجديدة للسجن، أبرزها الاهتمام بشكاواهم والإنصات إليهم بعد أن كان مصير طلبات المقابلة التي يتقدمون بها في السابق هو سلة المهملات. «لا أصدق أنني أجلس فوق هذا الكرسي وأتحدث إلى والدتي. في السابق لم نكن نحظى بالزيارة المباشرة التي كانت حكرا على السجناء الأغنياء، أما الآن فجميع النزلاء يعاملون على قدم المساواة والحمد لله أنني صرت أجلس إلى طاولة تحيط بها ثلاثة كراس وأتحدث إلى والدتي وأخي اللذين يزوراني مرة في كل أسبوع، وقد أجلس بالقرب من أي سجين ميسور»، يقول نزيل بسجن عكاشة، ومشيرا إلى أن الكثير من الأمور تغيرت داخل المؤسسة بعد تعيين محمد عبد العالي بلغازي مديرا جديدا على السجن منذ شهر يونيو الماضي. مصدر من إدارة المؤسسة قال إن 432 موظفا يعملون بسجن عكاشة بالدار البيضاء، يوجد منهم 51 في جناح النساء و385 في جناح الرجال، إضافة إلى 56 موظفا يعملون في الإدارة والاقتصاد ومكتب الضبط القضائي، ويوجد مشرف اجتماعي واحد، وهناك حارس لكل 63 سجينا. ويتكون الطاقم المشرف على الحراسة من 112 حارسا، تظل أوضاعهم المادية والمهنية مزرية، ويعمل غالبيتهم 19 ساعة يوميا ويتقاضون أجورا هزيلة. لكن رغم عناء العمل، فإن موظفي السجن لا يبدون تأففا. وحسب موظف فضل عدم الكشف عن هويته، فإن ساعات العمل المضنية يقابلها إحساس بالرضى من سياسة الإدارة الجديدة للسجن، معربا عن اعتقاده بأنه مستعد للعمل ساعات طوالا إلى جانب الفريق الإداري الجديد بعد أن كان يبدي تهاونا في ظل وضع إداري مهترئ في السابق، على حد قوله. النزلاء الذين استقت «المساء» آراءهم أكدوا أن السجن المحلي عين السبع بالدار البيضاء، لم يعد كما كان في السابق، منوهين بتحسن الخدمات الطبية ومعاملة الإدارة لكل النزلاء على قدم المساواة، واختفاء أعمال السخرة التي كان يجبر النزلاء المغلوبون على أمرهم على القيام بها إرضاء لتجار المخدرات والسجناء الميسورين.