أفشلت إدارة سجن عكاشة بالدار البيضاء الشهر المنصرم 18 محاولة تهريب ممنوعات حاول زوار تمريرها إلى نزلاء باستعمال طرق احتيالية، تشمل قارورات «ويسكي» وصفائح مخدرات وأوراق نقدية ومضخات مسيلة للدموع وسكاكين. وحسب مسؤول بسجن عكاشة، فإن حراس السجن أوقفوا زوارا دسوا ممنوعات في بطون أسماك طرية، وداخل مساحيق التصبين، وأخطروا وكيل الملك بمخالفات حاول مقترفوها تهريب مخدرات وممنوعات إلى بعض النزلاء، خلال الفترة الممتدة مابين سادس يونيو الماضي والعاشر من يوليوز الجاري. من بين الزوار الموقوفين أمّ حاولت تسريب مخدرات لابنها المعتقل، حيث دست المخدرات بعناية في علب سجائر «كازا سبور» لتمويه الحراس، وعندما انكشف أمرها انخرطت في موجة بكاء هيستيرية مدعية أن ابنها المعتقل «مبلي». والدة أخرى جاءت إلى السجن بعد أن عبأت بعناية صفائح مخدرات داخل علبتين كرتونيتين لمسحوق «تيد»، ولم تنس أن تضع ثلاث زجاجات ويسكي بجانب الصفائح. وبعد اعتقالها، قالت للمحققين إن ابنها بحاجة إلى منشطات روحية تؤنس وحدته. وحسب مصدر موثوق، فإن والدة أحد المعتقلين تقدمت إلى إدارة السجن مرفوقة بعلب بسكويت كثيرة، وحين سألها الحارس عن «الحمولة» ادعت أن ابنها مغرم بالبسكويت، وعندما استدعاها وكيل الملك ليحقق معها كان جوابها أن قالت: «إن لم يبع ابني علب البسكويت داخل أسوار السجن فليس لنا مصدر للدخل يمكننا أن نعتاش منه نحن في الخارج». زائر آخر ضبطه الحراس عندما أخفى قطع حشيش تحت حزامه، خلال التفتيش الروتيني الذي يقوم به الموظفون عند مدخل بوابة الزوار، وبدل أن يبدي المهرب ندمه على فعلته فاجأ الحراس بنظرات متحدية وعبر عن استعداده لدخول السجن بعد أن فشل في تهريب المخدر إلى صديق له يتاجر بدوره في المخدرات داخل الزنازين. زوال أول أمس الخميس، أطلعنا مسؤول بإدارة سجن عكاشة على صور فوتوغرافية لممنوعات حاول زوار تسريبها إلى أجنحة السجن. شاهدنا علبة مسحوق «تيد» كبيرة، داخلها صفائح حشيش، تحمل أسماء شخصية فقط، حيث نقش على الصفائح بخط رديء اسما «مهدي» و«عصام» . في صورة أخرى، تظهر أسماك طرية بجانب علبة بلاستيكية سوداء اللون، شك الحراس في أمر زائر كان يحملها، وعندما ضغط حارس نبيه على بطن إحداها تدلى هاتف نقال من فمها. في بطن سمكة أخرى كانت قد دست كمية من مخدر الشيرا و«المعجون». «صادرنا أزيد من 200 سكين كانت في حوزة بعض النزلاء، خلال حملات تفتيش روتينية، حجزنا هواتف نقالة وأجهزة إلكترونية، وضبطنا 18 زائرا حاولوا تهريب ممنوعات ضمنها رشاشات مسيلة للدموع»، يؤكد موظف مسؤول بالسجن المحلي عكاشة بالدار البيضاء. اللافت، حسب مصادرنا، أن حي النساء ظل يعيش في بحبوحة من العيش، بوجود نسوة معتقلات يتوفرن على آخر تقليعات الهواتف النقالة ويعشن في أجنحة مخملية. وحجزت إدارة السجن، في جولة تفتيش روتينية ل«حي النساء» يوم الأربعاء الماضي، 31 هاتفا نقالا وكمية مهمة من الأوراق النقدية من العملة الوطنية والأجنبية، وصادرت معدات إلكترونية وأواني معدنية تستخدم لإعداد الكسكس.