تحقق مصالح الأمن مع عمال شركتين للتطهير والماء الصالح للشرب عملوا في السجن المركزي بالقنيطرة أياما قبل فرار السجناء المدانين في ملفات الارهاب. "" ويشتبه المحققون في وجود شخص ما زود السجناء الفارين بتصاميم قنوات الصرف الصحي الموجودة تحت الأرض حيث اطلع السجناء الفارون على منافذها وطولها. غير أن مصادر من داخل السجن أكدت أن المسؤولية الحقيقية تتحملها إدارة السجون بوزارة العدل منذ عهد المدير الأسبق محمد ليديدي، حيث سمحت الادارة بالعديد من الامتيازات لسجناء السلفية الجهادية، خاصة بعد الاضرابات عن الطعام التي نفذوها وبعد الرسائل الاحتجاجية الكثيرة التي بعثوا بها إلى وزارة العدل والمنظمات الحقوقية الوطنية والدولية. وقد شرعت فرق أمنية ودركية وأخرى خاصة بحراس السجون المكلفين بعمليات التدخل السريع في تفتيش جميع زنازن سجناء السلفية الجهادية بالحيين "ألف" وباء. وذكرت مصادر مطلعة أن عددا كبيرا من رجال الأمن والدرك الملكي شرعوا في تفتيش زنازن المعتقلين المذكورين في حوالي السابعة من مساء الأربعاء وإخضاع السجناء لتفتيش دقيق إلى غاية منتصف الليل، ساهم فيه حراس سجون استقدموا من السجن المدني للقنيطرة (سجن عواد) وسجن الزاكي بسلا وسجن عكاشة بالدارالبيضاء. وأدت عملية التفتيش بزنازن عناصر السلفية الجهادية إلى حجز مبالغ مالية مهمة وهواتف نقالة وحواسيب و"سيديات" وأجهزة كهربائية وأخرى ترفيهية. ونهاية الأسبوع الماضيواصلت مصالح الأمن الاستماع إلى عدد من عناصر السلفية الجهادية بمكاتب الادارة، وحل الكاتب العام للوزارة، محمد ليديدي، واصطحب معه أربعة موظفين من السجن وغادره إلى جهة غير معلومة. وموازاة مع هذا الاجراء، وفي إطار تكثيف التحقيقات، منع المحققون ولجنة التحقيق الخاصة بوزارة العدل أول أمس جميع الموظفين من الخروج وتم الاستماع إلى 14شخصا، حيث شغل المحققون مكتبا بالبناية الخاصة بالموظفين وعمدوا إلى استدعاء كل واحد على حدة. من جهة أخرى، لاحظ مجموعة من السجناء أن الحزم عاد إلى السجن فقط فيما يخص مواعيد النداء على السجناء والمراقبة وإغلاق الزنازن، أما فيما يخص التغذية فأصبحت مواعيدها تتأخر كثيرا نظرا لإخضاع جميع الموظفين للتحقيق والاستماع إليهم. وفي نفس الاطار، ذكرت مصادر مطلعة أن الحراس والموظفين العاملين بالمستودع الخاص بالتغذية والخضر تم الاستماع إليهم نظرا لقيام السجناء الفارين باستعمال أكياس الخضر في جمع الأتربة التي استخرجوها من النفق. التحقيقات تواصلت أيضا خارج أسوار السجن بالاستماع إلى أفراد من عائلة السجناء الفارين، سواء بالدارالبيضاء أو بمكناس وسلا، وهي المدن التي ينحدر منها السجناء الذين لاذوا بالفرار نحو وجهة مجهولة عملية الفرار التي مازالت مصالح الأمن لم تستطع فك كل ألغازها، حولها سجناء السجن المركزي المحكومون في قضايا الحق العام إلى كاريكاتورات ونكات يتبادلونها فيما بينهم