شددت مصالح الأمن المراقبة على كل منافذ مدينة القنيطرة، والمناطق القريبة منها، وخصوصا غابة معمورة، بعد هروب تسعة سجناء، ينتمون إلى «جماعة الهجرة والتكفير» صباح أول أمس الاثنين، بطريقة هوليودية من السجن المركزي بالقنيطرة. وذكرت مصادر أمنية ل«المساء» أن المراقبة الأمنية شملت أيضا الحدود الشرقية، حيث نصبت حواجز على طول الطريق المؤدية إلى مدينة وجدة، خوفا من تسلل الفارين التسعة إلى الجزائر للالتحاق بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يقوده عبد الودود. وأضافت المصادر ذاتها أن مصالح الأمن استمعت مساء أمس الثلاثاء إلى عائلات الفارين، غير أنها لم تتوصل إلى أي معلومات عن مكان الهاربين، مرجحة ألا تكون العائلات على علم بخطوة الهرب، خاصة وأن السجناء التسعة، المدانين بأحكام تتراوح بين الإعدام والمؤبد، عاشوا في عزلة خلال الشهور الأخيرة، حيث أكد بعض السجناء، خلال الاستماع إليهم من قبل الشرطة، أن الفارين لم يكونوا يخالطون باقي السجناء خلال الفترة الأخيرة. إلى ذلك، تم توقيف ثلاثة موظفين بالسجن المركزي بالقنيطرة على خلفية أكبر عملية هروب يشهدها سجن مغربي، وهؤلاء الموقوفون هم رئيس حي «ألف» ونائبه وحارس ليلي. ولم تتوصل السلطات الأمنية لحد الآن إلى أي معلومات عن اتجاه الفارين التسعة ولا الجهة التي ساعدتهم على الهروب. ويجري الحديث عن سيارة سوداء توقفت فجر يوم الاثنين أمام باب السجن المركزي بالقنيطرة نقلت بعض الأشخاص وانطلقت بسرعة البرق في اتجاه مجهول، لكن لم يتسن ل«المساء» التأكد من مدى صحة هذه المعطيات. ووفق معلومات حصلت عليها «المساء»، فإن السجناء المنتمين إلى جماعة الهجرة والتكفير باشروا عملية حفر النفق الذي هربوا منه منذ حوالي عشرين يوما فقط. واستنادا إلى بعض المصادر، فإن عملية الحفر تمت بواسطة ملاعق وأواني منزلية، خاصة «الكاسرونات» التي تم تحويلها إلى أدوات حادة للحفر. وأضافت مصادر «المساء» أن عملية الحفر كانت تتم بالليل، حيث استعان السجناء بمصباح كان يتم وصله بخيط كهربائي ومروحة صغيرة لتجنب الاختناق داخل النفق، مشيرة إلى أن عملية الحفر كانت تتم بتناوب بين السجناء، إذ كان كل واحد منهم يحفر ما معدله متران إلى مترين ونصف في كل ليلة. وفي سياق ذي صلة، عثرت مصالح الأمن في زنزانة السجناء الفارين على 47 كيسا مملوءا بالتراب يبلغ وزن كل واحد حوالي 50 كيلوغراما. وأوضحت بعض المصادر ل«المساء» أن السجناء الفارين كانوا يحصلون على أكياس الدقيق الفارغة من سجناء الحق العام الذين يعملون في الفرن عن طريق المقايضة، إذ كانوا يسلمونهم السجائر مقابل الحصول على أكياس الدقيق. وأشارت المصادر ذاتها إلى أنهم كانوا يكدسون الأكياس المملوءة في ركن معزول بالزنزانة، وغطوا الركن بستار كبير، حتى لا يكتشفه الحراس. ووفق معلومات حصلت عليها «المساء»، فإن سائق المدير كان وراء اكتشاف هروب السجناء التسعة، حيث لمح حفرة كبيرة بحديقة بيت مدير السجن، فاستفسر المدير عما إن كان يحفر بئرا فأجابه بالنفي. وقادت عملية البحث عن دواعي وجود حفرة بحديقة المدير إلى اكتشاف نفق طوله 25 مترا يقود إلى الزنزانتين 46 و48، اللتين وجدتا فارغتين من السجناء عند حدود الساعة التاسعة من صباح أول أمس الاثنين.