شارك أزيد من 6000 متظاهر في المسيرة التضامنية التي وصلت صباح أمس الأحد إلى مدينة سيدي إفني، وضمت العديد من ممثلي الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية، القادمة من مختلف جهات المغرب للمساهمة في رفع الحصار والتهميش عن المدينة، والتحسيس بخطورة التدخل الأمني الذي طال الساكنة المحلية في السابع من الشهر الجاري، والحيلولة دون تكراره في أي من المدن المغربية الأخرى. ورغم ما تردد من أنباء عن عدم الترخيص لعدد من حافلات النقل العمومي بنقل متضامنين إلى حاضرة آيت باعمران، فإن أفواج المتضامنين تقاطرت على تزنيت قادمة من الرباط والدار البيضاء وتيزنيت وآيت ملول وإنزكان وأكادير وكلميم والداخلة وبوجدور والعيون ومراكش وصفرو والسمارة وورززات وبيزكارن وطاطا وآسفي وقلعة مكونة واشتوكة آيت باها. وخلال التظاهرة، حمل المحتجون صورا حية للانتهاكات الجسيمة التي طالت أبناء المنطقة بعد التدخل الأمني العنيف، ورسوما كاريكاتيرية تجسد فظاعة ما وقع بالمدينة صبيحة السبت الأسود، كما حمل المنظمون شارات حمراء، واتشحت النساء بالسواد دلالة على استمرارهن في الحداد على المفقودين والمعتقلين، كما رفع المتظاهرون الأعلام الوطنية ولافتات حمراء تتضمن صورا للزعيم الشيوعي «تشي غيفارا»، ولافتات سوداء ترحب بالقوافل المتضامنة، وتحيي مختلف وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية التي واكبت الحدث الأمني بالمنطقة، كما وزعت عشرات البيانات المطالبة بالإفراج الفوري عن المعتقلين، وإيقاف المتابعات الأمنية في حق الفارين إلى الجبال، كما طالبوا بالكشف عن مصير المفقودين، ورددوا شعارات تدعو إلى محاكمة مرتكبي الانتهاكات الحقوقية بالمنطقة، وتعويض الضحايا عن الأضرار النفسية والجسدية التي أصابت الجميع دون استثناء. وفي سياق التطورات الميدانية المتلاحقة بالمنطقة، بادرت السلطات المركزية للقوات المساعدة بإعفاء الكولونيل بلماحي، القائد الجهوي للقوات المساعدة بجهة سوس ماسة درعة، واستدعته إلى الرباط، كما أفادت معطيات أخرى حصلت عليها «المساء»، من مصادر مأذونة، بأن أحد المسؤولين الإقليميين للقوات المساعدة بتيزنيت أعفي هو الآخر من مهامه على خلفية الأحداث نفسها. التفاصيل ص 3