شهدت مدينة سيدي أمس مسيرة حاشدة شارك فيها نشطاء من الحركات الحقوقية والأحزاب اليسارية والحركة الأمازيغية، وذلك تضامناً مع سكان المدينة التي شهدت أحداث عنف قبل أسبوعين. "" وحسب بعض المشرفين على الجانب التنظيمي للمسيرة، فإن المدينة عرفت تدفق أفواج من المتظاهرين الذين وفدوا من الأقاليم الجنوبية الصحراوية، خاصة من مدن كلميم وطنطان وسمارة وطاطا وغيرها، حيث تجمعوا في حي بولعلام، الذي يعتبر معقلا للحركات الاحتجاجية بالمدينة منذ انطلاقتها سنة 2005، لتنطلق بذلك مسيرة أولى في اتجاه وسط المدينة. وعرف وسط المدينة بدوره تنظيم تجمعٍ ثانٍ ضم سكان مدينة سيدي إفني، الذين التحق بهم المشاركون في المسيرة التي انطلقت من حي بولعلام، حيث توجهوا في مسيرة واحدة نحو مدخل المدينة الشمالي الذي يربطها مع مدينة تيزنيت، وهناك التقوا مع فوج ثالث قدم في قافلة من مدن الوسط والشمال. وكان هذا الفوج الثالث قد التأم في مدينة أكادير حيث انطلق في ثلاث حافلات وأزيد من عشر سيارات خصوصية حملت على متنها عددا من نشطاء الحركات الحقوقية والأحزاب السياسية الذين قدموا من مدن مراكش والدار البيضاء والرباط وآسفي وأكادير وتارودانت وغيرها، ليلتحق بهذا الفوج عدد آخر من الأشخاص الذين انطلقوا من مدينتي أنزكان وآيت ملول المجاورتين لأكادير قبل استكمال المسيرة صوب مدينة تيزنيت حيث كان في انتظارهم عدد آخر من النشطاء الذين أعلنوا مشاركتهم في المسيرة التضامنية مع سكان سيدي إفني. كما شهدت ساحة السلام في قلب مدينة أكادير تجمع عدد من نشطاء الحركة الأمازيغية المنضوين تحت لواء جمعيتي "تاماينوت" و"تامونت إفوس" الذين انطلقوا صوب سيدي إفني على متن سيارات خصوصية للمشاركة في المسيرة التضامنية. وحوالي منتصف نهار أمس كانت مختلف حشود المتظاهرين الذين تجمعوا منذ فترات الصباح في مدينة سيدي إفني قد جابوا عددا من شوارع المدينة ليلتقوا كلهم عند مدخلها الشمالي، حيث انطلقت المسيرة التضامنية الموحدة دون أية مضايقة أو مراقبة أمنية. وأشرف على الجانب التنظيمي للمسيرة عدد من الأشخاص كانوا حاملين للشارات الحمراء من دون أن يضطروا إلى التدخل لكون المسيرة مرت في أجواء من الانضباط إلى أن انتهت في حي بولعلام. وتراوحت الشعارات التي رفعها المتظاهرون في المسيرة، الذين حملوا الأعلام المغربية بين المطالبة برفع الحصار الأمني عن سيدي إفني، والاستجابة للمطالب الاجتماعية للسكان، وإطلاق سراح المعتقلين على إثر الأحداث العنيفة التي شهدتها المدينة قبل أسبوعين. كما أن بعض المتظاهرين كانوا يرددون بعض الشعارات المعبرة عن قضاياهم سواء المنتسبون منهم للحركات اليسارية أو للمنظمات المدنية الأخرى مثل "جمعية أطاك" المناهضة للعولمة.