كشفت مصادر مطلعة ل«المساء» أن ثلاثة مغاربة من الملتحقين بمعسكرات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والذين تم اعتقالهم منذ أسابيع قليلة بالجزائر، قد أحيلوا على سجن «سركاجي» بالعاصمة الجزائرية استعدادا لمحاكمتهم. ووفق مصادر مطلعة بالملف، فإن المغاربة الثلاثة أحيلوا مؤخرا على مؤسسة لإعادة التربية والتأهيل بسركاجي، بعد خضوعهم لتحقيق مكثف من طرف أجهزة الاستخبارات الجزائرية ومصالح أمنها المختصة في مكافحة الإرهاب. وأفادت المصادر ذاتها بأن ملف المغاربة الثلاثة مرتبط بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مضيفة أن معطيات التحقيقات الأمنية في هذا المجال، بينت أن «السلفيين الجهاديين» الثلاثة تمكنوا من التسلل إلى الجزائر عبر الحدود الغربية وفق خطة رسمها أحد مسؤولي التجنيد والربط والتنسيق بين مناطق الجماعة السلفية، لكنهم رغم ذلك تم ضبطهم واعتقالهم من طرف الأمن الجزائري، حيث ذكروا حينها أن الدافع إلى حملهم السلاح يتحدد في استهداف المصالح الأمريكية بالمنطقة وإسقاط ما يصفونه ب«النظام المغربي العميل لأمريكا». ولم يتسن، إلى حد الآن، وفق نفس المصادر، معرفة «ما إذا كان سيتم تقديم المغاربة الثلاثة إلى المحاكمة في الجزائر، أم سيتم ترحيلهم إلى المغرب لمحاكمتهم في سياق التعاون الأمني الجاري بين البلدين». وفي نفس السياق، ذكرت يومية الخبر في عددها ليوم أمس الأربعاء أن القضاء الجزائري سبق له أن بت في عدد من ملفات من يعرفون «بالعناصر الأجنبية في قاعدة المغرب الإسلامي»، حيث تمت محاكمة المغربي «الشرايبي. ع» في مجلس قضاء العاصمة قبل سنة ونصف، والذي يقضي حاليا عقوبة سجنية مدتها 12 سنة، كما حوكم المصري ياسر سالم ويقضي عقوبة 15 سنة، بعد اتهامه بتجنيد شباب جزائريين للقتال في العراق. وأشار المصدر ذاته إلى أن المغاربة الثلاثة «قدموا لمصالح الأمن معطيات هامة» حول كيفية تجنيد المغاربة ضمن صفوف الجماعة السلفية، خصوصا على الجبهة الغربية وكذا المسالك المعتمدة من طرفهم للوصول إلى وسط الشمال الجزائري، حيث تتمركز قيادات التنظيم وعناصر المنطقة الثانية التي تعرف بالصف الأول للتنظيم، ومعسكرها التدريبي للعناصر الوافدة من دول الجوار. وعلمت «المساء» أن التحقيقات الجزائرية تنسب إلى المغاربة الثلاثة تواجدهم ضمن «المشروع» الذي يعمل التنظيم على تحقيقه، وهو المتعلق «بعمليات تعاون بين خلايا مغربية والجماعة السلفية، عبر إنشاء جسر رابط بينهما بغية القيام بعمليات في عمق التراب المغربي». وكان الاختيار قد وقع على المنطقة الحدودية المغربية مع منطقة بشار، بشكل يسمح للجماعات الإرهابية المغربية والجماعة السلفية بنقل السلاح والذخيرة والتسلل إلى البلدين. وتؤكد المصادر أن المغاربة الملتحقين حديثا بالجزائر اختاروا معاقل الجماعات المتطرفة كمحطة أولى من أجل التدريب على حمل السلاح، استعدادا لفتح جبهة قتال في المغرب، وإن كان احتمال الالتحاق بالجماعات الجهادية في العراق يبقى ضمن الأولويات المطروحة لديهم أيضا. وتقول نفس المصادر إن المغاربة الثلاثة ذكروا في اعترافاتهم أن قدرة العناصر الأجنبية للوصول إلى المنطقة الثانية أصبحت أكثر صعوبة مقارنة بالسابق، مما دفع العناصر «الجهادية» إلى التوجه جنوبا نحو معسكرات تدريب بمالي أو شرقي موريتانيا، حيث تجري داخلها دورات تدريب على حمل الأسلحة واستعمال المتفجرات لفائدة المقاتلين الأجانب والمحليين. وسبق للمغرب أن أطلق حملة بحث واسعة عن ستة مقاتلين، ثبت فعلا انتماؤهم إلى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، منذ حوالي سنة، إثر ظهور ثلاثة أشخاص في تسجيلات مصورة بثها التنظيم، ويتعلق الأمر بمحمد بقالي ومحمد اغبالو، وحمام بلال، وبلهاشمي محمد رضا، وعزيز شقواني الملقب بيوسف، وعبد العالي شعيري الملقب ببشير، بعضهم مازالت صورهم إلى حدود اليوم تتصدر موقع وكالة المغرب العربي للأنباء كمبحوثين عنهم لارتباطهم «بجماعات إرهابية وخاصة منظمة «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، على حد قول الوكالة.