دخل المؤتمر الوطني الثامن للاتحاد الاشتراكي، المنعقد في بوزنيقة، مرحلة خلط كل الأوراق، حيث غرقت أشغال المؤتمر في بحر من الخلافات التنظيمية والسياسية والشخصية، مما يؤشر، حسب قياديين في اللجنة التحضيرية، على احتمال تمديد أشغال المؤتمر يوما أو أكثر للوصول إلى توافق بين تيارات الحزب. هذا وقال مصدر مطلع من المؤتمر إن هناك اتجاها وسط المؤتمرين لرفض التعديلات التي أدخلت على قانون انتخاب الكاتب الأول والمكتب السياسي والتي كانت تقضي باعتماد نظام اللوائح وانتخاب المكتب السياسي والكاتب الأول للحزب مباشرة في المؤتمر، وأن هناك دعوات عدة إلى الرجوع إلى النظام القديم والقاضي بانتخاب المجلس الوطني في المؤتمر، على أن يعهد لهذا المجلس انتخاب المكتب السياسي المخول له وحده انتخاب الكاتب الأول للحزب. وقال مصدر اتحادي، رفض الكشف عن اسمه ل«المساء»، إن أتباع اليازغي هم من فرضوا نظام اللوائح على اللجنة التحضيرية، والآن من المحتمل جدا أن تخلط كل الأوراق وأن تصوت أغلبية أعضاء المؤتمر على العودة إلى النظام القديم، وهذا سيخلق مفاجآت عدة بالنسبة إلى الكثير من القيادات الحزبية التي هيأت خططها على أساس أن نظام اللوائح سيعتمد من قبل المؤتمرين. وعلمت «المساء» أن اجتماعا تم في بيت محمد اليازغي، مساء السبت، جمع كلا من المرشحين عبد الواحد الراضي وجمال أغماني، أفضى إلى إعلان تحالف اللائحتين، على أساس أن يتنازل أغماني عن ترشيحه، مقابل أن يحتل موقعا متقدما، هو ورفاقه في لائحة الراضي. وأكد أغماني، في اتصال مع «المساء»، أنه تحالف مع الراضي، لكنه أضاف قائلا: «المشكل هو أن هناك من بات يدعو إلى التراجع عن نظام اللائحة». وأدى تسرب خبر التحالف إلى حصول ارتباك وسط بقية اللوائح، خاصة المرشحين الحبيب المالكي، وفتح الله ولعلو، وإدريس لشكر، الذين شعروا بأن الكفة ربما تميل إلى الراضي الذي تعززت حظوظه بدعم اليازغي. وإلى حدود الساعة الواحدة بعد زوال أمس الأحد، لم تنطلق جلسة المؤتمر، حيث كان مقررا الشروع في مناقشة المقرر التنظيمي الذي يقر نظام الترشيح باللائحة، وقال مصدر من أنصار لائحة الراضي ل«المساء» إنه لن يتم التسامح في التراجع عن اللائحة، مضيفا: «سنتصدى للذين يريدون التراجع». من جهة أخرى، عبر عدد من المتدخلين أول أمس وأمس في المؤتمر الثامن للحزب عن معارضتهم لاستمرار الاتحاد في الحكومة ب3 وزراء ونصف في إشارة إلى أن وزارة اليازغي مجرد نصف وزارة. كواليس المؤتمر الوطني الثامن يحاول محمد اليازغي، الوزير بدون حقيبة، التصدي للاتجاه الذي يدعو إلى الخروج من الحكومة. وقال اليازغي، في حلقة عقدت على هامش أشغال المؤتمر، إن النزول إلى المعارضة معناه الجلوس مع الإسلاميين في نفس المقعد وهذا ما لا يراه الكاتب الأول المقال في صالح الحزب. اتخذت سكرتارية المؤتمر الثامن للاتحاد إجراءات متعلقة بإقامة المؤتمرين ومراسلة مختلف الإدارات العمومية، قصد السماح لهم بالتغيب عن عملهم لأن أشغال المؤتمر سيتم تمديدها إلى يوم غد الثلاثاء. أثناء مناقشة التقريرين المالي والأدبي، طالب أحد الاتحاديين بمحاكمة قيادة الاتحاد الاشتراكي، وإصدار حكم الإعدام في حقها شنقا أمام الجماهير. انتفض محمد الحبابي، القيادي الاتحادي في المؤتمر، قائلا إنه يعرف أن المهدي بنبركة مدفون في سفارة المغرب بباريس. ووزع الحبابي بيانا قال فيه إن أمراض السرطان ستصبح قريبا كلها قابلة للعلاج. احتج عدد من الاتحاديين على ضعف الخدمات في المؤتمر، ومنها وجبات الأكل، حيث شرعت مجموعة من الاتحاديين في ضرب الطاولات بالملاعق احتجاجا على عدم إطعامهم، وقال اتحاديون ل«المساء» إن القيادة تريد تجويعنا حتى نغادر المؤتمر ويفعلوا ما يشاؤون. من الشعارات التي رفعت: «الهمة سير فحالك الاتحاد الاشتراكي ماشي ديالك»، و«سوى اليوم سوى غدا المعارضة ولابد»، و«سوى اليوم سوى غدا الاستقالة من الحكومة ولابد». تعرضت قيادة الاتحاد لهجوم حاد من طرف المؤتمرين، واتهم أحد المتدخلين القيادة بخيانة الشهداء والمعتقلين.