عندما حل المنتخب الفرنسي لكرة القدم بتونس لإجراء مقابلة استعداديه مع المنتخب المحلي قبل المونديال، لم يكن أفراده وحيدين، بل كانت إلى جانبهم زوجاتهم ورفيقاتهم. في تونس اجتمعت نساء المنتخب، واقترب بعضهن من البعض الآخر بحسب درجة التقارب والنقط المشتركة. وفي المونديال، خصصت لنساء اللاعبين الفرنسيين رحلة ذهاب وإياب لحضور المباراة الأولى للمنتخب. لكن بدا أن حضورهن لم يكن محفزا كما ينبغي. ففرنسا تعادلت مع الأورغواي في مباراتها الأولى، وانهزمت أمام المكسيك في الثانية. فهل هي لعنة النساء تنضاف إلى المستوى الباهت الذي بات يميز لاعبي المنتخب الفرنسي؟ قبل عقد ونيف، كان الفريق الأزرق في أوجه، ولاعبوه لهم خيرة الفتيات يتباهون بهن. في هذا المحيط الأنثوي الخاص، برزت عارضات مشهورات، كما كان الشأن مع ليندا إفانجيليستا, التي صاحبت فابيان بارتيز، وأدريانا كرامبوه مع كريستيان، ونويمي لووار مع كلود ماكيليلي، وشاهد الجمهور المغنية إلزا مع اللاعب بيكسينتي ليزارازو... كانت كذلك ملكات مجلات المشاهير يظهرن إلى جانب الزوجات النموذجيات على غرار فيرونيك زيدان، الزوجة الكتومة، التي تشبهها إلى حد بعيد زوجات اللاعبين الذين يخوضون منافسات كأس العالم في جنوب إفريقيا. لكن المرأة التي أثارت الكثير من الحديث في محيط اللاعبين هذه السنة لم ترافقهم لا إلى تونس ولا إلى لاريونيون، نهاية شهر ماي الأخير، بمناسبة المقابلتين الاستعداديتين. يتعلق الأمر بزاهية دهار، المومس التي هزت أركان المنتخب بعد أن ورطت معها ثلاثة لاعبين فرنسيين يخوض اثنان منهم مع منتخبهم منافسات كأس العالم حاليا (فرانك ريبيري وسيدني غوفو)، والتي تتابع المونديال على شاشة بيتها. أما الزوجات الشرعيات فقد تلقين دعوة للقيام برحلة سريعة (ذهاب وإياب) إلى جنوب إفريقيا لتشجيع أزواجهن في المقابلة التي جمعت بين فرنسا والأوروغواي قبل أن يعدن إلى البلد في اليوم الموالي ليوم المباراة. لكن هنالك احتمال كبير أن يعدن مرة أخرى إلى جنوب إفريقيا في حال تأهل الفريق الفرنسي إلى الدور الثاني وإلا كان أزواجهم هم من يعود إلى الوطن للتمتع، أخيرا، بعطلة الصيف. ففي 28 ماي، حل بسوسةالتونسية نساء وأطفال لاعبي الفريق الفرنسي للتمتع بآخر فرصة لقاء مع الأزواج قبل أن يشد الفريق الرحال نحو جنوب إفريقيا. ورغم حالة الطقس السيئة التي سادت الأجواء التونسية ذلك اليوم، فقد كان الاستقبال حارا بالمطار تخللته صور للذكرى ونغمات واحتفالات... حد أن المدرب دومنيك انزعج للمشهد المبالغ فيه. رايمون دومنيك كان هو الآخر مرفوقا بزوجته إستيل دنيس، النجمة الوحيدة بين النساء. تحول، إذن، فندق «مرحبا» في سوسة إلى ما يشبه البانكر. طيلة ثلاثة أيام، ظل جزء كبير من الوفد الرياضي سجين الإقامة الراقية، فيما تمت تغطية المكان المخصص للألعاب ببساط تفاديا للإزعاج. أما العشاء الذي كان مبرمجا تناوله في المدينة العتيقة، مساء اليوم الأول، فقد ألغاه رايمون دومنيك بعد أن انزعج من وجود المصورين على سطح الفندق المجاور للمكان الذي كان سيتناول فيه الفريق الفرنسي طعام العشاء. بعد يومين، وخلال المقابلة الحبية التي خاضها الفريق الفرنسي مع تونس في مدينة رادس (1-1)، اجتمعت زوجات اللاعبين في إحدى غرف ملعب 7 نونبر، بينما كن يلبسن أقمصة بألوان العلم الفرنسي وأسماء وأرقام أزواجهم اللاعبين. بدت كل النساء منسجمات فيما بينهن من خلال الجو العام الذي ساد في المكان. بعض الزوجات يعرفن بعضهن البعض منذ سنوات. وقد بدا ذلك من خلال الصحبة التي جمعت بين وهيبة ريبيري وحياة أبيدال، اللتين لا تفترقا أبدا بمجرد أن تلتقيا. المرأتان توطدت علاقتهما خلال كأس العالم 2006 بألمانيا. وإذا كانت المجموعة النسائية لم تتفرق إلى جماعات صغيرة وأحلاف، فقد تبين أن بعض التقاربات والاهتمامات المشتركة جمعت البعض دون الآخر. فصديقة تييري هنري، أندريا راجاتشيك، انسجمت مع شارلين سوريك، صديقة غايل كليشي. ربما لأن الاثنتين عارضتا أزياء. انضمت إليهما لودوفين سانيا، التي ترتبط بعقد إشهاري مع إحدى العلامات التجارية العاملة في المنتوجات الجلدية. لكن الموضوع الذي يبدو أنه كان الأكثر توحيدا لمواضيع النقاش هو الحديث عن الأطفال، اعتبارا لأن أغلبية رفيقات لاعبي المنتخب الفرنسي، باستثناء الشابات منهن، لهن طفل أو اثنين، ومنهن من لها أربعة مثل فلورانسيا مالودا، التي أنجبت الرابع بينما كان مالودا الزوج في تجمع إعدادي يوم 23 ماي الماضي. باستثناء الشابات منهن. زوجة مالودا البرازيلية الجميلة لم تكن، إذن، حاضرة في تونس، شأنها في ذلك شأن السيدة ديارا، التي أنجبت هي الأخرى بعد أن مرت خمسة أيام على يوم مولد الطفل الرابع لزوجة مالودا. أما مهاجم تولوز، أندري بيير فسينتظر إلى غاية انتهاء منافسات المونديال ليتعرف على مولوده الثالث. دور النساء سيكون أساسيا بالنسبة لتوازن اللاعبين، قبل وأثناء المنافسات وبعدها. لكن، هنالك سؤال يطرح نفسه: من ستكون مفاجأة كأس العالم 2010 في هذا الفريق الفرنسي الثاني، فريق النساء؟.
وهيبة تضامنت مع زوجها ريبيري ضد زاهية قبل أيام قليلة، حلت زاهية دهار بإحدى محاكم باريس لتمثل أمام قاضي التحقيق. وكانت المومس قد غادرت مدينة فال دو مارن بعد انفجار قضية مثيرة تورط فيها ثلاثة من لاعبي المنتخب الفرنسي، منهم ريبيري. إذ كانت تنوي السفر إلى الخارج رفقة أمها وأخيها الأصغر لتبدأ حياة جديدة، حسب ما أعلنه محاميها. أما ريبيري وزوجته فقد واجها الوضع بشجاعة، بعد أن انضمت وهيبة إلى زوجها، مفضلة وضع حد للقيل والقال، فظهرت إلى جانب زوجها بعد فترة قصيرة من انكشاف أمر العلاقة الجنسية بين ريبيري وزاهية. ومن غريب الصدف أن القضية جعلت ريبيري يمكث بفريق باييرن ميونيخ رغم العروض التي انهالت عليه من فرق كبيرة مثل تشيلسي وريال مدريد وبرشلونة. فقد عمل اللاعب بنصيحة زوجته، التي لم يستطع رفض طلبها بدعوته للبقاء مع الفريق البافاري، معتبرة أن الفريق الألماني دعم بقوة الزوجين عندما انفجرت القضية. في هذا السياق، أعلن القائم بأعمال ريبيري أنه أنهى جميع الإجراءات المتعلقة بتجديد العقد مع الفريق الألماني، وأن اللاعب الفرنسي سيتقاضى أجرا سنويا يقارب 10 ملايين أورو.