علمت» المساء»، من مصادر مطلعة، أن الرئيس المدير للشركة الوطنية، فيصل العرايشي دعا، نهاية الأسبوع الماضي، المدراء المركزيين للشركة ومديرين عامين في الشركة إلى اجتماع طارئ. وذكرت المصادر أن العرايشي، الذي تحدث بلغة حادة غير مألوفة، انتقد السير العام للشركة الوطنية وتساءل عن الوظيفة الحقيقية لبعض المدراء المركزيين والعامين، إذا كانت العديد أو أغلب الملفات تنتظر إشرافَه الشخصيَّ عليها، في الوقت الذي كان ممكنا أن تُحَلَّ على مستوى المديريات العامة أو المديريات المركزية. وأضافت المصادر أن فيصل العرايشي ألمح، بوضوح، إلى إمكانية إحداث تغييرات مهمة في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، إذا لم يتحسن أداء بعض مسؤولي الشركة، وهو التلميح الذي تردد صداه طويلا في كواليس «دار البريهي»، وبدأت سيناريوهات تُتداوَل في الشركة وبدأ شبح التغيير يتهدد البعض». وكان فيصل العرايشي قد عيَّن، في المدة الأخيرة، بعض المدراء المركزيين، على أمل تطوير أداء الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بعد الانتقادات القوية التي وُجهت لها، في محاولة لضخ دماء جديدة في الشركة الوطنية، إلا أن كثيرا من المشاكل بدأت تطفو على السطح، وحلت لغة «التحالفات» والخصومات محل تطوير أداء التلفزيون المغربي، ودخل الوافدون الجدد -حسب مصدر مطلع- في لعبة التحالفات. وكان فيصل العرايشي، رئيس القطب العمومي قد قرر، في الأشهر الأخيرة، الرفع من أجور المدراء المركزيين، وخلف الأمر انتقادات واستياء المدراء العامين، إلا أن الرفع من الأجور لم يستطع أن يُحسِّن أداء التلفزيون المغربي ويخلق تواصلا أفضل مع شركائه. وقد وصل أجر المدراء المركزيين إلى 57 ألف درهم، بعدما كان في السابق لا يتجاوز 47 ألف درهم في الشهر، في حين تجمدت أجور المدراء والعاملين ودخلت في مستنقع مشاكل الإدارة مع ممثلي النقابة. وفي تعليقه على ما ورد في الاجتماع، اعتبر مصدر مسؤول في الشركة أنه «في غياب التواصل العمودي والأفقي، تبقى أي مؤسسة محكوما عليها بالفشل، لسبب بسيط هو أن كل مسؤول لا ينظر إلا إلى ما يحدث حوله، دون أدنى رؤية استراتيجية تكاملية بين مكونات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وهذا يهدد السير العام للشركة ويشكك في جدوى الخطوات التي أقدم عليها العرايشي، مؤخرا، ويجعل تقييمَ المرحلة أمرا ضروريا، قبل فوات الأوان». وأضاف المصدر المسؤول: «يجب أن نُقِرَّ بأن هناك شيئا ما غير واضح في الأمر، فألا يتم التواصل بين مكونات الشركات، فهذا أمر في غاية الخطورة -وأنا هنا لا أتحدث عن التواصل الخارجي مع الصحافة الذي يغيب بشكل مطلق وتحضر بدله كواليس وصلت رائحتها خارج الشركة، مع بدء الرهان على «أسماء» بعينها لتسويق خطابات تعويمية لأداء الشركة ومشاكلها الحقيقية.. أنا أتحدث عن ملفات تتوه بين مكاتب المسؤولين، دون التركيز إيجاد حلول لها، بشكل عملي يسوغ وجود البعض في الشركة، وأتحدث عن وافدين دخلوا بمنطق الرهان على التناقضات الداخلية والحسابات الصحافية الخارجية، لحجب الرؤية عما يحدث في هذا التلفزيون المغربي». وجدير بالذكر أن الاجتماع حضره، إلى جانب الرئيس المدير العام فيصل العرايشي والمدير العام للشركة محمد عياد ومحمد الأزرق، المدير العام للبث، كل من العلمي الخلوقي، المدير المركزي للإنتاج والبرمجة، محمد الحضوري، المدير المالي المركزي، محمد مماد، المدير المركزي للأمازيغية، محمد القاسمي، المدير التقني المركزي، جلال عواطف، المدير المركزي للإنتاج والبرمجة في الإذاعة ونوفل الرغاي، المدير المركزي للتواصل والماركوتينغ والدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية.