أكدت مصادر مطلعة أن أجواء من التشنج تلقي بظلالها، في الفترة الأخيرة، على قناة «تامازيغت»، مما يهدد السير العادي والفعال لهذه القناة التي تحمل -حسب ما صرح به وزير الاتصال والرئيس المدير العام للقطب العمومي فيصل العرايشي والمدير العام للقناة محمد مماد- «حلم» مشروع مغربي. في هذا السياق، ألمحت مصادر ل«المساء» إلى حدوث أو افتعال العديد من المشاكل، بدءا بالمشاكل التي وترت العلاقة بين الصحافيين بعد التأخير في الإفراج عن أجور الصحافيين، وهو ما هدد معه البعض بمغادرة القناة التي عاش فيها «الحلم». وما إن تراجعت حدة هذا الحدث المقلق بالإعلان عن صرف أجور العاملين في القناة، حتى شهدت القناة مشاكل أخرى، إذ علمت «المساء»، من مصادر مطلعة، أن أغلب شركات الإنتاج التي تتعامل مع قناة «الأمازيغية» تشتغل بدون عقود تربطها بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. وفي الوقت الذي تشير المصادر إلى أن الرئيس المدير العام للشركة فيصل العرايشي لم يؤشر بشكل نهائي على العقود، على الرغم من كون شركات الإنتاج تنتج للقناة منذ عدة أشهر، أكدت مصادر أخرى أن ملفات شركات الإنتاج لا تراوح دواليب مكتب المدير العام للشركة الوطنية، محمد عياد، وأضافت المصادر أن الأخير لم يوقع على العقود، بدعوى دراستها بشكل دقيق ومراقبة مدى خضوعها للشروط القانونية، في حين رأت مصادر أخرى أن يد العلمي الخلوقي، المدير المركزي للبرمجة والإنتاج وصلت إلى بعض الإنتاجات وحاولت أن تضفي عليها «اللمسة» الأخيرة، مما أدخل العقود في النفق المجهول. وفي سياق مرتبط، اعتبر مصدر مطلع أن التأخير في التوقيع على العقود، بعد مرور أشهر من الإنتاج لقناة «الأمازيغية» يعيد إلى الواجهة طرح السؤال حول الصيغة القانونية للإنتاجات التي تُنتَج دون عقود، كما أن عدم توقيع العقود يحرم الشركات من التراخيص التي تخول لها قانونيا التصوير في بعض الفضاءات، مع الإشارة إلى أن بعض الشركات التي استفادت من الدفعة الأولى لطلبات العروض هي الوحيدة التي تم التوقيع معها إلى حد الساعة. من جهة أخرى، اشتكت بعض المصادر من الانقطاعات المتكررة لشبكات الماء والكهرباء والهاتف، مما يشوش على السير العادي للقناة، فضلا عن ضعف التعويضات التي يتلقاها المشتغلون في القناة الثامنة، والتي لا ترقى إلى المستوى المطلوب، ولا تشجع على الاجتهاد وتقديم خدمة في مستوى طموحات المتلقي المغربي. ودعا المصدر إلى إنقاذ القناة من مصير بعض القنوات التي لا تحمل من وجودها إلا الاسم، وذلك عبر دفع الجميع في اتجاه إنجاح المشروع ومنحه الخصوصية التي يستحقها وقطع الطريق على كل الأيادي التي تحاول الحيلولة دون إنجاح المشروع التلفزيوني الجديد. وفي ارتباط بقناة «الأمازيغية»، علمت «المساء»، من مصادر مطلعة، أن مديرية البرمجة في القناة ستبرمج برنامجا عن الوحدة الترابية الوطنية، كما أنه من المنتظَر أن تخصص قناة «تامازيغيت» حلقة للمفكر المغربي الكبير محمد عابد الجابري، من خلال برنامج «إيغبولا»، الذي يبث على القناة.