أعلنت مجموعة رونو، يوم الجمعة الماضي، في الرباط أن مصنعها الضخم قرب طنجة سيكون أول مصنع في العالم لتصنيع السيارات السياحية خال من انبعاث الكاربون ولن يطرح نفايات صناعية سائلة، وأوضح مسؤول رونو لمنطقة أورميد «جاك شوفيه» أن مصنع طنجة سيبلغ مستويات غير مسبوقة فيما يخص التأثير على البيئة، بحيث سيتم تجنب طرح ما يعادل 135 ألف طن من ثاني أوكسيد الكاربون سنويا، كما لن تطرح أي مياه عادمة ذات أصل صناعي في الطبيعة، فضلا عن تقليص استعمال الماء في الدورة الإنتاجية للمصنع بنسبة 70 في المائة، 437 ألف متر مكعب وهو ما يعادل كمية المياه الضرورية لملء 175 مسبحا أولمبيا. وأضاف «شوفيه»، في ندوة صحافية لتقديم المشروع، أن رونو نفذت ما التزمت به عند توقيع اتفاقية إقامة مصنع طنجة ملوسة سنة 2007 مع الحكومة المغربية، بجعل المصنع نموذجيا وسيكون من بين مصانع مجموعة رونو الأكثر تنافسية في العالم، ليس فقط فيما يخص كلفة الإنتاج بل من حيث الحفاظ على البيئة ونوعية البنية التحتية ومزودي الشركات بمكونات السيارات، وأيضا بجودة تكوين الموارد البشرية. هذه الثورة في مجال صناعة السيارات، حسب تعبير المسؤول نفسه، تم تحقيقها بفضل الشراكة مع المكتب الوطني للكهرباء وشركة فيوليا للبيئة، فيما أشار أحد مسؤولي شركة فيوليا للبيئة إلى أن العمل لم يكن سهلا في الطريق للتوصل إلى هذه النتيجة، إذ تطلب الأمر العمل على عدة مستويات ابتداء من تقليص استهلاك الوحدة الإنتاجية للطاقة الحرارية باستعمال الطاقات المتجددة، أو إعادة تدوير نفايات قسم الصباغة، وإنتاج طاقة حرارية خالية من ثاني أوكسيد الكاربون، أو استعمال كهرباء ناتجة عن الطاقات المتجددة كطاقة الريح أو الماء. وللتحكم في ما ينتج المصنع من نفايات غازية وسائلة، وضعت فيوليا ورونو نظاما خاصا لإنتاج الطاقة الحرارية، بحيث توفر وحدة للكتلة الحيوية الماء المغلي الضروري لتشغيل المواقد المخصصة لسلسلة صباغة السيارات التي تنتج الكثير من النفايات، وسيغذي الماء الساخن جهاز التسخين المخصص للعمليات الصناعية الأخرى. كما يعمل نظام مراحل الكتلة الحيوية بطريقة حرق نوى الزيتون المحلي كمادة طاقية، زيادة على مصادر أخرى كخشب شجر الأكاليبتوس المستورد من أوربا، خلال السنوات الأربع الأولى. وارتباطا بمصنع رونو بطنجة، رفض مسؤولو رونو الكشف عن لائحة مزوديهم الدوليين وعزوا ذلك إلى عدم الرغبة في التأثير سلبا على عمليات الشراء التي سيقومون بها لفائدة المصنع، مضيفين أن هؤلاء المزودين هم من سيعلن عن أنفسهم والتجهيزات التي سيقيمونها قرب مصنع رونو، إضافة إلى شركائهم في المغرب من مزودي المصنع نفسه. وعلى عكس تحفظ إدارة رونو، كشف وزير الصناعة والتجارة، رضا الشامي، عن بعض الشركات التي ستزود مصنع طنجة ملوسة، كشركة جونس وشركة يابانية وشركات أخرى أجنبية.