لم يطرح انسحاب نيسان من مشروع مصنع طنجة أي مخاوف على مستقبل المشروع، فإذا كانت الكثير من الضغوط، على اختلافها، قد أدت بالشركة اليابانية إلى الإعلان عن عدم رغبتها في استكمال إنجاز المصنع فإن شركة رونو المساهمة ب 80 في المائة من المشروع لم تتوان عن الإعلان عن تشبثها بالمشروع، باعتبارها الطرف الذي وقع الاتفاقية مع الحكومة المغربية، وباعتبار أن هذا المشروع بالنسبة إليها يظل استراتيجيا نظرا لآفاقه الواعدة في ما يتعلق بتسويق إنتاجه. وحسب العربي بالعربي نائب رئيس شركة «رونو-المغرب» ومستشار «رونو-أورميد» أن أشغال تهيئة الموقع تجري كما كان مخططا لها باستثناء بعض التوقفات التقنية الناجمة فقط عن سوء الأحوال الجوية التي عرفتها المنطقة مؤخرا. وتسير أشغال التهيئة في الموقع الذي من المنتظر أن يحتضن مشروع بناء المصنع الضخم لعملاق صناعة السيارات الفرنسي «رونو» بالمنطقة الصناعية ملوسة بالقرب من ميناء طنجة المتوسط بشكل جيد وكما كان مخططا لها. وما زالت أشغال ترصيص الموقع الذي يمتد على مساحة300 هكتار متواصلة بشكل عادي حيث تشتغل آلات تهيئة الموقع في هذا الورش الذي سيحتضن واحدا من أهم استثمارات المجموعة الفرنسية. وأوضح بالعربي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الشركة المكلفة بأشغال ترصيص موقع ملوسة تواصل إنجاز الأشغال بالوتيرة ذاتها حيث تواضب حوالي مائة آلية وعربة على العمل يوميا لتهيئة الموقع ضمن الآجال المحددة. وأبرز مسؤول محلي مكلف بتدبير المشاريع الكبرى الجاري إنجازها بالمنطقة الحرة لطنجة أن قرار الشركة اليابانية «نيسان» بمراجعة مساهمتها في هذا الاستثمار إلى جانب شركة «رونو» ليس من شأنه أن يؤثر على أهمية مشروع مصنع طنجة. وبعد أن أوضح أن مساهمة شركة «نيسان» في هذا المشروع لا تتعدى20 بالمائة أكد أن مسؤولين بشركة «رونو» جددوا غير ما مرة التزاماتهم ببناء المصنع ويقع مشروع مصنع طنجة بالمنطقة الحرة الخاصة للتطوير بالقرب من ميناء طنجة المتوسط حيث خصص لإنجازه استثمار إجمالي بقيمة 600 مليون أورو. ومن المنتظر أن يساهم المشروع في إحداث حوالي ستة آلاف منصب شغل مباشر و30 ألف منصب غير مباشر بالإضافة إلى استقطاب استثمارات أخرى لشركات تصنيع أجزاء السيارات المتعاقدة مع الشركة الفرنسية رونو. وفي نفس الإطار وعلى المستوي الرسمي قال نزار بركة الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة يوم الثلاثاء بطنجة أن عملاق صناعة السيارات الفرنسي رونو ما زال ملتزما بمشروع بناء مصنع ضخم بالقرب من طنجة. وأوضح بركة الذي كان يتحدث خلال ندوة حول «إستراتيجيات التنمية الاقتصادية والاجتماعية للحكومة المغربية» أن انسحاب المجموعة اليابانية نيسان لم يكن له أثر كبير على التزام المصنع الفرنسي ببناء هذا المركب الصناعي الضخم. وأشار إلى أن الإنتاج المرتقب للمصنع المزمع بناؤه بالمنطقة الصناعية الحرة ملوسة بالقرب من ميناء طنجة المتوسط قد يتقلص إلى360 ألف سيارة بعد انسحاب شركة نيسان عوض400 ألف سيارة كما كان متوقعا في البداية. ومن المنتظر أن يساهم المشروع في إحداث حوالي ستة آلاف منصب شغل مباشر و30 ألف منصب غير مباشر, بالإضافة إلى استقطاب استثمارات أخرى لشركات تصنيع أجزاء السيارات المتعاقدة مع الشركة الفرنسية رونو. وكان أحمد رضا الشامي وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة قد أشار في تصريحات صحفية أن التزامات الشركة الفرنسية لصناعة السيارات (رونو) الخاصة بإقامة وحدة صناعية بطنجة التي تم التعاقد بشأنها مع الحكومة المغربية تظل قائمة ولم تتغير. وأضاف أن الشركة اليابانية قد تتراجع عن قرار انسحابها من المشروع بعد أن تتمكن من امتصاص آثار الأزمة المالية التي داهمتها بفعل ما يعرفه قطاع السيارات في العالم من تراجع نتيجة الأزمة الاقتصادية.