قال وزير الصناعة أحمد رضا الشامي ، في أول رد له على خبر تعليق «نيسان» مشاركتها في مصنع السيارات بطنجة، إن انسحاب الشريك «نيسان» سيكون تأثيره على هذا المشروع محدودا للغاية ، وذلك بالنظر إلى كون مساهمة الشركة اليابانية في مصنع ملوسة لاتتعدى 20%، وبالتالي فإن المشروع لن يفقد قوته، خصوصا بعد إصرار المجموعة الفرنسية رونو، على إنجاز المصنع، الذي يشكل بالنسبة لها متنفسا استراتيجيا لمواجهة الأزمة التي يعرفها سوق السيارات دوليا. هذا وقد أعلن كارلوس غصن، الرئيس المدير العام، لمجموعة نيسان، رسميا عن تعليق الشركة اليابانية لمشروعها المشترك مع رونو في المغرب، وأكد غصن، خلال ندوة صحفية عقدها أمس الاثنين بطوكيو، أن نيسان تواجه صعوبات مالية تمنعها من مواصلة برنامجها الاستثماري الذي كان مسطرا من قبل، وذلك بسبب ثلاثة معيقات ضربت الشركة دفعة واحدة:أزمة القروض، تراجع الاقتصاد ووضعية الين. وهو ماكبدها خسارة مالية تجاوزت 2.25 مليار أورو. وكانت أنباء قد راجت في وقت سابق عن عزم شركة نيسان الانسحاب من مشروع ملوسة الذي أعلن سنة 2007 . مشروع رونو نيسان الذي يبلغ غلافه الاستثماري 600 مليون أورو، كان يقضي بإنشاء مصنع ضخم في غضون 2010 لإنتاج 200 ألف سيارة سنويا ، لترتفع طاقته الانتاجية إلى 400ألف سيارة في 2013. وحول هذا الموضوع صرح لنا كل من وزير الصناعة أحمد رضا الشامي ومعه وزير الاقتصاد والمالية صلاح الدين مزوار مؤخرا بأن مشروع رونو نيسان قد يتأخر عن موعده ب 3 أو 6 أشهر، لكن ذلك لا يعني مطلقا أن الفرنسيين سيصرفون النظر عن مصنع يعتبرونه حيويا بالنسبة لمستقبل «رونو»، ذلك ما أكده الوزيران اللذان قالا إن الأزمة العالمية الراهنة التي ألمت بقطاع صناعة السيارات تفرض على مسؤولي رونو الإسراع بإنجاز هذا المصنع الذي سيتخصص في صناعة وتصدير السيارات ذات الكلفة المنخفضة، والتي يرتقب أن يكثر عليها الإقبال في السنوات القادمة، وهو ما أبان عنه انخراط المستثمر الفرنسي في تمويل أشغال التهيئة التي انطلقت على الأراضي التي سيقام عليها هذا المشروع.