أخنوش يجري مباحثات مع الوزير الأول بجمهورية غينيا    الحكومة تُصادق على مرسوم جديد لتعزيز التأمين الإجباري عن المرض    بايتاس: التعيين في المناصب العليا لا تحكمه "المصالح" والنقاش الذي أثاره مشروع قانون الإضراب طبيعي    المحكمة الإدارية بوجدة تؤجل البت في طلب عزل نواب رئيس جماعة سلوان    انتهاء التحكيم الدولي في قضية "سامير" يجدد المطالب لأخنوش باستئناف التكرير ووقف التهرب من المسؤولية    البرلمان الأسترالي يقر حظر الشبكات الاجتماعية للأشخاص دون 16 عاما    المنتخب المغربي يتراجع إلى المركز ال14 عالمياً في تصنيف الفيفا    اتحاد طنجة يفرض عقوبة على الحارس ريان أزواغ    بطولة العالم للباراتايكوندو : المنتخب المغربي يحرز ست ميداليات منها أربع ذهبيات    تفكيك شبكة للتهريب الدولي للذهب    فتح بحث قضائي في جريمة قتل شخص لوالدته ومحاولة قتل اثنين من أشقائه    نوم في المراحيض واعتداءات جنسية.. تقرير ينبه إلى أن الاكتظاظ في السجون المغربية يحول حياة السجناء إلى جحيم    جريمة قتل تهز طنجة.. شخص ينهي حياة والدته ويحاول قتل اثنين من أشقائه    أزيد من 12 ألف شخص حضروا "فيزا فور ميوزيك"    الأكاديمية العليا للترجمة تناقش «رهَاناتُ التَّرجَمَة في التَّحْليل النَّفْسي»    مهيدية يحصل على جائزة أفضل والي في المنطقة العربية    رئيس جمهورية القمر الاتحادية يشيد بريادة الملك محمد السادس في إفريقيا    بوتين: الهجوم يرد على صواريخ أمريكا    عمدة الدار البيضاء تعترف بتحديات تدبير حديقة الحيوانات الجديدة بعد شراء حيوانات ب5 ملايير    تحديد تاريخ جلسة انتخاب رئيس لبنان    افتتاح تداولات بورصة البيضاء ب"ارتفاع"    الملك يهنئ موريتانيا بالعيد الوطني    كلمة مولاي رشيد بمناسبة مهرجان الفيلم    تلوث الهواء الناتج عن الحرائق يتسبب في 1.5 مليون وفاة سنوياً حول العالم    دراسة: جرعات نصف سنوية من عقار ليناكابافير تقلل خطر الإصابة بالإيدز    الفن يزين شوارع الدار البيضاء في الدورة التاسعة من "كازا موجا"    أخيرا.. حجز ملف "كازينو السعدي" للمداولة بعد أعوام من الجمود    المحكمة ترفض إطلاق سراح روبينيو المحكوم بالسجن ل9 سنوات    إسرائيل تستأنف قرار توقيف نتانياهو وغالانت    دوري أبطال أوروبا: فوز درامي لآيندهوفن وبنفيكا وإنهيار ريال مدريد أمام ليفربول    "الشان" ومونديال الأندية يلزمان العصبة على إنهاء مناسات البطولة الاحترافية في متم شهر ماي    اتحاد العمل النسائي يسجل تنامي العنف الرقمي اتجاه النساء    الذهب يتراجع بضغط من الدولار وترقب لأسعار الفائدة الأمريكية    نقابة "البيجيدي": مخطط "المغرب الأخضر" فشل في تخفيف غلاء أسعار المواد الأساسية    أمريكا هي الطاعون    تقرير ‬حديث ‬لصندوق ‬النقد ‬الدولي ‬يقدم ‬صورة ‬واضحة ‬عن ‬الدين ‬العمومي ‬للمغرب    زيت الزيتون المغربية تغيب عن تصنيف أفضل 100 زيت في العالم    الذكاء الاصطناعي أصبح يزاحم الصحفيين    أكثر من 130 قتيلا في اشتباكات بسوريا    أسعار القهوة تسجل أعلى مستوياتها منذ أكثر من 40 عاماً    كليفلاند كلينك أبوظبي يحصد لقب أفضل مستشفى للأبحاث في دولة الإمارات للعام الثاني على التوالي    السيتي يستعد للجلسات الختامية من محاكمته    زنيبر: ينبغي القيام بالمزيد لوضع حقوق الإنسان في صميم انشغالات الشركات    الرئيس الفلسطيني يصدر إعلانا دستوريا لتحديد آلية انتقال السلطة في حال شغور منصبه    أسعار اللحوم تفوق القدرة الشرائية للمواطن رغم دعمها من طرف الحكومة    أهمية التطعيم ضد الأنفلونزا أثناء الحمل    توقعات أحوال الطقس لليوم الخميس    ملخص الأيام الأولى للتراث والبيئة للجديدة    مبادرة تستحضر عطاءات محمد زنيبر في عوالم الأدب والتاريخ والسياسة    طنجة تستقبل المسيرة العالمية الثالثة للسلام خلال افتتاح المنتدى الإنساني الدولي السابع    احتفال عالمي بالتراث في الناظور: 3 أيام من الأناقة والثقافة بمشاركة الجالية وإسبانيا    نقص حاد في دواء السل بمدينة طنجة يثير قلق المرضى والأطر الصحية    حوار مع جني : لقاء !        لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سلموا على الأفاعي وأنتم تترحمون على موتاكم بآسفي
الناس بالمدينة أصبحوا كبني حارث الذين ألهاهم التكاثر عن زيارة المقابر

لم يعد الناس بآسفي يترحمون على أهاليهم وذويهم، ولم تعد العجائز والجدات والأرامل يزورون مقابر عائلاتهم،... ولم تعد تجد بمقابر المدينة أطفالا يحملون ماء ولا فقهاء يرتلون آيات من الذكر الحكيم ولا ضعفاء وفقراء يتسولون،...حتى أصبحت آسفي مدينة تشبه قبيلة بني الحارث التي أعماها التفاخر وصح فيها قول الباري تعالى: «ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر» .
بآسفي، لم يشغل الناس عن زيارة مقابرهم وصلة الرحم مع الموتى وتذكر الآخرة ما شغل قبيلة بني حارث، ذلك أن أهالي مدينة الخزف لم يتفاخروا ولا نسوا موتاهم بل إن زيارة القبور بالمدينة أصبحت مثل زيارة أدغال آسيا الوسطى حيث الأفاعي الجائعة التي اتخذت من آسفي ومن التوابيت الخشبية للقبور موطنا تتوالد فيه وتعيش به على مر السنين.
الأفاعي بمقابر آسفي، لعلم من لم يشاهدها، ضخمة، تتخذ من حواشي القبور مساكن عبارة عن حفر بقنوات طويلة تتصل بأكثر من تابوت خشبي.. به تضع بيضها وسط ظلمة القبور، أما أفظع ما يشاهده حراس المقابر هو هجوم الأفاعي على قبور حديثة الدفن، حيث تأخذ نصيبها من اللحم البشري للميت قبل حتى أن يُسأل عن أفعاله من قبل ملاك الموت.
المقابر بآسفي تحولت إلى غابة استوائية بفعل التساقطات المطرية التي شهدتها المدينة حيث حولتها إلى غابة بنباتات وأشجار عشوائية ضخمة غطت القبور وتحولت إلى موطن مناسب للأفاعي والعقارب السامة والخطرة، مما اضطر الناس إلى العدول عن زيارة موتاهم، ليس لأن الدنيا ألهتهم كما ألهت بني حارث، وإنما لأن الأفاعي والعقارب هي بمثابة الأسياد الجدد للمكان.
أهالي آسفي لم يتخلوا فقط عن تقليد زيارة المقابر، بل حتى النساء الحوامل والنفساء منهم أصبحن يترددن ألف مرة قبل وضع مواليدهن بمستشفى المدينة، وصار مألوفا أن تسمع ممرضة تقول لحامل جاءها المخاض: «كاين شي حد معاك يحضي ولدك من الطوبات؟»،... فقط لأن الجرذان السمان أصبح لها شأن في قسم الولادة بمستشفى محمد الخامس حيث اللحم البشري الطازج للمواليد متروك للأنياب الحادة ل»الطوبات».
مستشفى المدينة التابع لوزارة ياسمينة بادو الاستقلالية لا يجد اعتمادات مالية كافية لتوفير السلامة الصحية للمواليد الجدد، لكنه يجد في المقابل السيولة المالية الكافية لتشغيل «فيدورات» من شركة خاصة للحراسة يتكلفون برفس المرضى والزوار عند بوابة المستشفى، فيما «الطوبات» تتكفل بهم داخل قسم الجراحة وقسم الولادة، حيث تتسابق وتتصارع الجرذان على فضلات وبقايا العمليات الجراحية البشرية، في منظر ألفه الأطباء والمرضى.. تقشعر الأبدان عند رؤيته.
للمرضى والمواليد الجدد بآسفي جرذان وللموتى في مقابرهم أفاع، لكن هناك جرذان وأفاع أخرى لا تستوطن المستشفيات ولا المقابر، يسهل التعرف عليها بالمدينة فقط لأن هيئتها آدمية وشهيتها وأنيابها حيوانية تعض كل ما يتحرك ويتراقص من أرقام دسمة بداخل ميزانيات المجالس المنتخبة وميزانيات المهرجانات وأموال التنمية البشرية ورمال الشاطئ المنهوبة، ولا تكترث لمآل المدينة ولا حتى للأحياء فيها قبل الأموات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.