قضت المحكمة الابتدائية بمدينة العرائش، أول أمس، في حق عضو حزب الاستقلال ياسين آيت تملحيت، عضو المكتب المحلي للشبيبة الاستقلالية ومندوب الفرع المحلي لمنظمة الكشاف المغربي، المنضوية تحت لواء حزب الاستقلال، بسنة ونصف حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 50 ألف درهم لقيامه باغتصاب طفل قاصر، عمره 13 سنة، داخل مقر فرع حزب الاستقلال بالمدينة نفسها. واستمعت المحكمة إلى إفادات شاهد قاصر، أكد فيها أن الجاني كان يدعو الطفل القاصر إلى داخل حزب الاستقلال، وبعدها كان الطفل يخرج وبيده ورقة من فئة خمسين درهما، هي من ضمن المبالغ المالية التي كان الجاني، عضو حزب عباس الفاسي، يغري بها الضحية لممارسة شذوذه الجنسي عليه. وأفادت محامية الطفل القاصر، الأستادة فاطمة كاطيبي، «المساء» بأنها تمكنت من إقناع القاصرين الآخرين بالإدلاء بشهاداتهم، التي كانت حاسمة في إدانة الجاني، مضيفة أنها ستلجأ إلى استئناف الحكم. وحاول دفاع الجاني تسييس الملف في مرافعته، معتبرا أن الحادث كانت له أهداف انتخابية نظرا إلى تزامنه مع الاستعدادات للانتخابات الجماعية الماضية، وذلك للنيل من حزب الاستقلال، وهي الاعتبارات التي لم تأخذ بها هيئة المحكمة، نظرا إلى أن إفادات الشهود كانت مفحمة، كما أن تقرير الخبرة الطبية، المنجز من طرف طبيب مختص، أثبت تعرض الطفل للاغتصاب وهتك عرضه، إذ سلمت إليه حينها شهادة طبية تثبت عجزا وتحدده في مدة 30 يوما. ونصب محام آخر نفسه ممثلا عن اتحاد جمعية آباء وأولياء التلاميذ بالعرائش، للدفاع عن الطفل القاصر، فيما «تغيب» دفاع جمعية «ما تقيش ولدي» لأسباب لم يتم الكشف عنها. وعلمت «المساء» بأن (خ.و)، والد الطفل (أ.و) الضحية، يعتزم رفع دعوى قضائية ضد كل من حزب الاستقلال بالعرائش وجريدة العلم، «لسان» حال الحزب، لاتهامها إياه في إحدى مقالاتها بالابتزاز، كما يعتزم رفع دعوى قضائية ضد جريدة «الصباح». وكانت جريدة «العلم» قد قامت في عدد من المقالات بالهجوم على والد الطفل الضحية وعلى كاتب الخبر الذي انفردت به «المساء»، متهمة الجميع بتهم خطيرة، الأمر الذي اضطر الأب إلى اللجوء إلى القضاء. وتعود أطوار الملف «الفضيحة» إلى شهر أبريل من السنة الماضية، حيث كانت «المساء» قد كشفت عن خيوط حادثة الاغتصاب داخل مقر حزب الاستقلال بمدينة العرائش، بعدما علمت بأن أب الطفل قدم إلى المصالح الأمنية شكاية تحت رقم 1871/08 ش يؤكد فيها تعرض ابنه لممارسات جنسية شاذة داخل مقر الحزب، لتنطلق بعدها سلسلة من التحقيقات مع جماعة من المتورطين في الملف، فيما تعرض الأب لضغوطات قوية ومساومات مادية بهدف التنازل عن الشكاية.. «قدموا عندي إلى المنزل ومارسوا علي ضغوطات ترهيبية وترغيبية»، يقول الأب، مما أجبره على التنازل خوفا من بطشهم، ليوجه بعدها، بتاريخ 09 أبريل الجاري، شكاية ثانية إلى وكيل الملك بابتدائية العرائش يقول فيها إنه «أرغم على التنازل عن الدعوى تحت الإكراه»، ولذلك فإنه «يطالب بمتابعة المشتكى بهما». «لقد كانوا يمارسون الجنس على طفلي، كما أنهم كانوا يبعثون بأحد الشبان للتغرير به واستدراجه إلى مقر الحزب لممارسة شذوذهم الجنسي عليه. ابني مجرد حالة واحدة ضمن حالات متعددة لم تعلن»، يقول والد الطفل والدموع تغالبه أثناء لقاء «المساء» به في منزله بمدينة العرائش. وكان الجاني قد اعترف أمام وكيل الملك بشذوذه الجنسي، وفق ما هو وارد في محاضر الاستماع التي تمكنت «المساء» من الاطلاع عليها، حيث أكد في أقواله على أنه «معروف بذلك أمام العديد من الأشخاص بمدينة العرائش»، وكذا في المحضر الأمني الذي أنجز بناء على تعليمات النيابة العامة عدد 755/09 ش. وجاء في معرض أقوال المتهم أنه إضافة إلى اشتغاله كمندوب لفرع الكشاف المغربي، فإنه «يشغل منصب الكاتب العام لجمعية الأنوار للمديح والسماع بالعرائش، ومنصب الكاتب العام لجمعية المكي التالوني للمديح والسماع والموسيقى الأندلسية»، هذا بالإضافة، يقول المتهم، إلى أنه «يزاول مهمة ضابط إيقاع بجوق المعهد الموسيقي للطرب الأندلسي، ويتولى مسؤولية أمين مال جمعية الرشاد للتنمية والثقافة والرياضة بالعرائش». وأشار المتهم، في معرض أقواله أمام فرقة محاربة الهجرة السرية والأخلاق العامة، إلى أنه «تم انتخابه سنة 2006 كمندوب للفرع المحلي لمنظمة الكشاف المغربي» التابعة لحزب الاستقلال، كما أنه يشرف على «الأنشطة» الثقافية والترفيهية والموسيقية للأطفال. من جهته، صرح الطفل القاصر في المحضر الأمني الذي قدم إلى وكيل الملك بأنه في حوالي الساعة الخامسة من مساء 12 أكتوبر الماضي، وأثناء مروره بالقرب من مقر حزب الاستقلال، نادى عليه المتهم ياسين الذي لم يسبق له أن تعرف عليه، وبمجرد اقترابه منه سلمه مبلغا ماليا، وأمسكه من ملابسه وأدخله إلى مقر حزب الاستقلال، حيث بدأ يعمل على تقبيله من فمه، وبعد ذلك شرع في خلع سرواله، وأخبره بأنه يرغب في ممارسة الجنس عليه». وضاف الطفل أنه خاف وبدأ يستعطفه، لكنه لن يعره أي اهتمام. وبعد علمه بأنه لن يعمل على إخلاء سبيله، لجأ إلى الصراخ بصوت عال طالبا النجدة من أي شخص قريب منه. بعد ذلك، يقول الطفل، «وخوفا من افتضاح أمره، أخلى سبيلي»، حيث ذهب إلى حال سبيله، لكنه بقي مصابا بالخوف والهلع، يوضح الطفل، مشيرا في المحضر الأمني إلى أنه خاف أن يتعقبه المتهم. وفور وصوله إلى المنزل، أخبر والده بما وقع، فعمد هذا الأخير إلى تسجيل الشكاية لدى المصالح الأمنية. وتعرف الطفل على المتهم، حيث يقول: أؤكد لكم أن المسمى ياسين هو الذي نادى علي باسمي، وما إن اقتربت منه حتى سلمني مبلغ 20 درهما وأدخلني إلى مقر حزب الاستقلال وحاول هتك عرضي بعد أن عمل على خلع سروالي».