علمت «المساء» من مصادر قضائية متطابقة بأن تصريحات عضو حزب الاستقلال والمتهم باغتصاب الطفل القاصر داخل مقر الحزب بمدينة العرائش تتخللها العديد من التناقضات مقارنة بما صرح به في الاستنطاق التفصيلي أمام وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالعرائش وبتصريحاته أمام قاضي التحقيق. فبينما كان قد أكد أمام وكيل الملك معرفته المسبقة بوالد الطفل الضحية، بحكم مشاركته ضمن جمعية للمعاقين، واعتراف بشذوذه الجنسي، فإنه أنكر معرفته بالوالد أمام قاضي التحقيق. وتضيف هذه الأخيرة أن عضو المكتب المحلي للشبيبة الاستقلالية، الذي يعمل مندوبا للفرع المحلي لمنظمة الكشاف المغربي، المنضوية تحت لواء حزب الاستقلال، ذكر أمام قاضي التحقيق أنه كان شاذا جنسيا منذ صغره، لكنه حاليا لم يعد بأي نوع من الشذوذ، وهي الأقوال التي تختلف مع ما سبق وأن ورد في محضر أمني اطلعت عليه «المساء»، حيث قال فيه «أعترف بشذوذي الجنسي»، كما شدد على أنه «معروف بذلك أمام العديد من الأشخاص بمدينة العرائش»، وذلك خلال أقواله في محضر الاستماع، الذي أنجز بناء على تعليمات النيابة العامة عدد 755/09ش. وسبق للمتهم أن أورد في أقواله أنه إضافة إلى اشتغاله كمندوب لفرع الكشاف المغربي، فإنه «يشغل منصب الكاتب العام لجمعية الأنوار للمديح والسماع بالعرائش، والكاتب العام لجمعية المكي التالوني للمديح والسماع والموسيقى الأندلسية» هذا بالإضافة إلى أنه «يزاول مهمة ضابط إيقاع بجوق المعهد الموسيقي للطرب الأندلسي، وأمين مال جمعية الرشاد للتنمية والثقافة والرياضة بالعرائش». ويشير المتهم، في معرض أقواله أمام فرقة محاربة الهجرة السرية والأخلاق العامة إلى أنه قد «تم انتخابه سنة 2006 مندوبا للفرع المحلي لمنظمة الكشاف المغربي» التابعة لحزب الاستقلال، كما أنه يشرف على «الأنشطة» الثقافية والترفيهية والموسيقية للأطفال. وكان الطفل القاصر البالغ من العمر 13 سنة، صرح في المحضر الأمني بأنه في حوالي الساعة الخامسة من مساء يوم 12 من أكتوبر الماضي، وأثناء مروره قرب مقر حزب الاستقلال، نادى عليه المتهم ياسين الذي لم يسبق له أن تعرف عليه، وبمجرد اقترابه منه سلمه مبلغ 20 درهما، وأمسكه من ملابسه وأدخله إلى مقر حزب الاستقلال، حيث بدأ يعمل على تقبيله من فمه، وبعد ذلك شرع في إزالة سرواله، وأخبره بأنه يرغب في ممارسة الجنس عليه» يقول الطفل في المحضر الأمني الذي قدم إلى وكيل الملك، مضيفا أنه «خاف وبدأ يستعطفه لكنه لم يعره أي اهتمام، وبعد علمه بأنه سوف لن يعمل على إخلاء سبيله لجأ إلى الصراخ بصوت عال طالبا النجدة من أي شخص قريب منه». في نفس السياق انطلق سكان مدينة العرائش في توقيع عريضة «تستنكر وبشدة حادثة هتك العرض التي تعرض لها الطفل القاصر من طرف ناشطي حزب الاستقلال»، مثلما تعلن العريضة التي توصلت «المساء» بنسخة منها «تضامنها المطلق واللامشروط مع أسرة المعتدى عليه».