دخل ملف اغتصاب الطفل القاصر داخل مقر حزب الاستقلال بمدينة العرائش منعطفا جديدا بعد دخول جمعيات دولية حقوقية لحماية الطفل على الخط، حيث أفاد (خ.و) والد الطفل أن جمعية إسبانية تدافع عن حقوق الطفل ستوكل محاميا لمؤازرته، كما أن جمعية «ما تقيش ولدي» قامت بزيارة لمنزل الطفل حيث التقت رئيستها نجاة أنور بالطفل المغتصب الذي سرد عليها كل الوقائع، كما تحدثت مع والده الذي أكد لها كل ما ورد في تصريحاته. وعبرت نجاة أنور لوالد الطفل القاصر أنها ستوكل بدورها محاميا لمؤازرة الطفل بعد جمع كل المعطيات القانونية حول الحادث والاطلاع على الملف فور إحالته على المحكمة. وتوجهت رئيسة «جمعية ما تقيش ولدي» إلى المحكمة حيث التقت مسؤولين قضائيين، كما التقت الأستاذة فاطمة كطيبي، دفاع الطفل القاصر. من جهته، وجه الأب مساء أول أمس شكاية أخرى إلى الضابطة القضائية بالعرائش يعرب فيها عن «تخوفه من التهديدات التي أصبحت تطاله من طرف أعضاء الحزب بالعرائش»، كما يحذر الأجهزة الأمنية بالمدينة من «إمكانية تعرضه وعائلته لمكروه» جراء تقديمه شكاية إلى وكيل الملك باغتصاب ابنه القاصر من طرف أعضاء في حزب الاستقلال داخل المقر الرئيسي للحزب بمدينة العرائش. وشكلت قضية اغتصاب الطفل القاصر داخل المقر الحزبي تداعيات دولية، حيث تم إدراج مجموعة خاصة لمساندة الضحية ضمن موقع «فايسبوك» العالمي الاجتماعي. كما ذكرت مصادر من عائلة الطفل أن قناة تلفزيونية إسبانية توجهت إلى العرائش بهدف استغلال الحادث في حلقة خاصة حول الملف مع الأب وطفله. واستغرقت الضابطة القضائية لعدة أيام قبل الاستماع إلى عضو حزب الاستقلال المتهم بالاغتصاب، حيث أفادت مصادرنا أن الضابطة القضائية «عجزت» في العثور على محل إقامته إلى غاية يوم أول أمس، إذ أنجزت محضر استماع لأقواله بخصوص اتهامه، وهو ما «أخر إحالة الملف على المحكمة»، منذ ما يزيد عن أسبوع، تقول ل «المساء» الأستاذة فاطمة كطيبي، محامية الطفل القاصر. ويعاني الطفل المغتصب من حالة نفسية متأزمة خصوصا بعد استدعائه رفقة والده إلى مفوضية الأمن بهدف الاستماع إلى أقوالهما. حيث بدأ الطفل يسرد كل ما كان يخضع له داخل مقر حزب الاستقلال من طرف أحد أعضائه، «لقد كان يقبلني ويلامسني قبل أن ينزع عني سروالي»، يصرح الطفل في أقواله، وهو ما جعله يتذكر بألم ما كان يخضع له داخل فرع الحزب. ومن جانبه يصر وكيل الملك على متابعة المتهمين، إذ وجه في السابق تذكيرين إلى الضابطة القضائية من أجل المتابعة، رغم تنازل الأب «تحت الضغط والإكراه» عن الشكاية، قبل أن يقرر عدم التنازل عنها لاحقا. وكان والد الطفل قد أكد للمحققين داخل مفوضية أمن مدينة العرائش أن المفتش الإقليمي لحزب الاستقلال وبعضا من أعضاء الحزب بالعرائش قدموا إلى منزله بهدف الضغط عليه ومساومته ماديا من أجل التنازل عن الشكاية في ملف اغتصاب ابنه البالغ من العمر 13 سنة داخل مقر الحزب. «قدموا عندي إلى المنزل ومارسوا علي ضغوطات ترهيبية وترغيبية أجبرتني على التنازل خوفا من بطشهم»، يقول الأب. وذكر الأب وفق الشكاية المقدمة إلى الأمن تحت رقم 1871/08 ش، إن ابنه كان يتعرض لممارسات جنسية شاذة داخل مقر حزب الاستقلال بالمدينة. «لقد كانوا يمارسون الجنس على طفلي، كما أنهم كانوا يبعثون بأحد الشبان للتغرير به واستدراجه إلى مقر الحزب لممارسة شذوذهم الجنسي. ابني مجرد حالة واحدة ضمن حالات متعددة لم تخرج إلى العلن»، يقول والد الطفل والدموع تغالبه أثناء لقاء «المساء» به في منزله بالعرائش.