دخلت مذكرة الاتحاد الدولي لكرة القدم التي تدعو المنتخبات إلى تحمل مصاريف إقامتها في تنقلاتها بالخارج طيلة مراحل التصفيات المؤهلة لنهائيات كأسي إفريقيا والعالم، حيز التنفيذ ابتداء من الدور التمهيدي. وإذا كان المنتخب المغربي قد توصل مع نظيره الإثيوبي قبيل المواجهة التي انتهت بفوز الفريق الوطني بثلاثة أهداف لصفر، إلى اتفاق يقضي بتكفل الجامعة المغربية لكرة القدم بأداء مصاريف إقامة المنتخب الإثيوبي طيلة مدة تواجده في الدارالبيضاء، التي حل بها يوم الأربعاء ولم يغادرها إلا يوم الإثنين، كما تحمل نفقات تنقل البعثة داخل المغرب والتغذية لأعضاء الوفد الإثيوبي المكون من 23 فردا من بينهم 19 لاعبا. وأمام مراقب المباراة وقع الطرفان المغربي والإثيوبي اتفاقية تقضي بالمعاملة بالمثل، حيث التزم رئيس الوفد الإثيوبي كتابيا خلال الاجتماع التقني بتعهد الجامعة الإثيوبية بتحمل نفقات الإقامة الكاملة ل23 شخصا، على أن تتكلف جامعة المغرب بتحمل مصاريف ما تبقى من أعضاء الوفد الذي يفوق عادة 32 فردا من لاعبين وإداريين وطاقم تقني وطبي.. وإذا كان المنتخب المغربي قد توصل إلى اتفاق مع الإثيوبيين حول صيغة تفاهم، فإن الجامعة المغربية مطالبة بتحمل نفقات رحلة موريطانيا، بعد أن تعذر التوصل إلى اتفاق ثنائي حول صيغة المعاملة بالمثل مما دفع بالجامعة إلى إيفاد رضا المسؤول المالي والإداري عن المنتخب إلى الديار الموريطانية لحجز الفندق ووسائل النقل وكل المتطلبات المتعلقة بالرحلة، رغم أنه كان من المحتمل أن يتم إيفاد تقني وإداري إلى نواكشوط ويتعلق الأمر بإدريس مرباح وعزيز الميلاني. وستكون الجامعة ملزمة بأداء صوائر الرحلة المنتظرة إلى رواندا أيضا، بعد أن اطلعت عبر الموفد التقني عبد الرزاق الشليح إلى رواندا، على أدق تفاصيل الخصم ليس تقنيا فقط بل لوجيستيكيا، وحجز المنتخب المغربي فندقا مصنفا يسمى «ألف هضبة» نسبة للميزة الطبيعية لهذا البلد الذي يشتهر بتعدد هضابه وجمالية طبيعته. وأمام هذا الوضع الذي فرضته مذكرة الاتحاد الدولي أصبح لزاما على الجامعة يقول أحد المسؤولين الاهتمام بالجانب المالي والتقني على حد سواء، بعد أن كان الهم الأول هو الحصول على معلومات تقنية وجغرافية حول الخصوم، وأضاف المسؤول ذاته بأن المذكرة تفرض على التمثيليات الديبلوماسية المغربية أو من يقوم مقامها الانخراط في هذا الجهد من أجل تدليل الصعوبات التي تعترض المنتخبات الوطنية في رحلاتها، وتزداد المخاوف حين يتعلق الأمر بمباريات مصيرية. وحسب أحد مسؤولي الجامعة فإن المذكرة الصادرة عن الاتحاد الدولي لم تعرف التطبيق الفوري من طرف العديد من الاتحادات المحلية، بل إن انتداب العربي العوفير أمين مال الجامعة لرئاسة الوفد المغربي في موريطانيا، له دلالاته حيث سيكون ملزما بأداء نفقات الرحلة بكل تفاصيلها. وكانت جامعة الكرة قد اتصلت بنظيرتها الموريطانية قصد حجز فندق من الطراز الرفيع للمنتخب المغربي لكن الجيران لم يستجيبوا للطلب وأحالوا المغاربة على المذكرة الصادرة عن الاتحاد الدولي.