على الرغم من السمعة الكروية الجيدة، التي حققها المنتخب الجزائري في الثمانينيات من القرن الماضي بعد المستوى الجيد، الذي ظهر عليه في نهائيات كأس العالم 1982 باسبانيا وعودته إلى المشاركة في نهائيات كأس العالم في البطولة التالية مباشرة عام 1986 تبدو الإحصائيات مخيبة لآمال كرة القدم الجزائرية، إذ اقتصرت إنجازاته الأفريقية على الفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها بلاده عام 1990. وبعد تألق الكرة الجزائرية وفرض نفسها على الساحة الأفريقية بقوة في الثمانينيات في ظل وجود جيل رائع يضم العديد من النجوم مثل رابح ماجر والأخضر بلومي، شُلت الكرة الجزائرية بعد ذلك على مدار ما يقرب من عقدين من الزمان ولم تنجح في ترك بصمة حقيقية على الساحة الكروية رغم عشق الجزائريين لكرة القدم وارتفاع نسبة الشبان بين سكان هذا البلد الذي يقترب تعداده من 40 مليون نسمة. ذكريات بطولة العالم 1982 باسبانيا لا تزال حاضرة وما زالت ذكريات بطولة العالم 1982 باسبانيا تطغى على أي حديث عن كرة القدم الجزائرية بعدما فجر الفريق في هذه البطولة مفاجأة من العيار الثقيل بفوزه ب 2/1 على منتخب ألمانياالغربية وهي المباراة التي منحت رابح وبلومي شهرة عالمية. وبعدها بأربع سنوات عاد المنتخب الجزائري للظهور في نهائيات كأس العالم 1986 بالمكسيك ولكن القرعة لم تخدم الفريق حيث أوقعته في مجموعة واحدة مع نظيريه البرازيلي والأسباني ليخسر المباراتين صفر/1 وصفر/3 على الترتيب بينما تعادل 1/1 في مباراته مع أيرلندا الشمالية. وحالف المنتخب الجزائري الحظ للمرة الوحيدة في تاريخه عندما استضافت بلاده نهائيات كأس الأمم الأفريقية عام 1990 ليتوج الفريق بلقبها بعد الفوز على نظيره النيجيري 1/صفر في النهائي. لكن هذه البطولة كانت بمثابة نهاية عصر التألق للمنتخب الجزائري، حيث اعتزال جيل من لاعبيه البارزين. سجل حافل للكرة الجزائرية في بطولات كأس الأمم الأفريقية ويحظى المنتخب الجزائري بسجل رائع من المشاركات في بطولات كأس الأمم الأفريقية حيث تأهل للنهائيات 14 مرة سابقة. وكانت بداية مشاركاته في النهائيات عبر بطولة عام 1968 ، التي خرج فيها الفريق من الدور الأول ثم فشل في بلوغ النهائيات على مدار البطولات الخمس التالية. وعاد الفريق للمشاركة في النهائيات مع بطولة عام 1980، التي نجح بعدها في المشاركة باستمرار في كأس الأمم الأفريقية وعلى مدار 13 بطولة متتالية حتى عام 2004 ولكنه غاب عن آخر بطولتين قبل أن يحجز مكانه في البطولة القادمة بأنجولا. وعلى مدار مسيرته في بطولات كأس الأمم الأفريقية، أحرز الفريق لقب البطولة مرة واحدة عام 1990 بينما فاز بالمركز الثاني في عام 1980 ووصل للدور قبل النهائي أعوام 1982 و1984 و1988 ودور الثمانية أعوام 1996 و2000 و2004 بينما خرج من الدور الأول في باقي البطولات. وعانت الكرة الجزائرية بشكل عام والمنتخب الجزائري بشكل خاص من تراجع المستوى على مدار العقدين الماضيين بل وظهر ذلك في فشل الفريق في بلوغ نهائيات كأس الأمم الأفريقية في البطولتين الماضيتين عامي 2006 بمصر و2008 بغانا. لكن الفريق عاد أخيرا للانتصارات وحقق إنجازين حقيقيين في الفترة الماضية بتأهله لنهائيات كأس الأمم الأفريقية 2010 بأنجولا وكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا بعدما تصدر مجموعته في التصفيات المزدوجة المؤهلة للبطولتين. وربما يمثل المنتخب الجزائري من حيث المستوى العام أحد أضعف المنتخبات المتأهلة لنهائيات كأس العالم ولكنه من المرشحين للصعود إلى الأدوار النهائية في كأس الأمم الأفريقية القادمة. طموح جزائري بالوصول إلى المربع الذهبي وتتركز طموحات الفريق بقيادة مديره الفني الوطني رابح سعدان على سعيه إلى تكرار عروضه القوية التي قدمها في عصره الذهبي خلال ثمانينيات من القرن الماضي مع محاولة عبور الدور الأول والمنافسة على الوصول إلى المربع الذهبي. ويعتمد سعدان في ذلك على مجموعة من اللاعبين تجمع بين الشباب وأصحاب الخبرة كما تجمع بين لاعبي الدوري الجزائري والمحترفين في بعض الأندية بالخارج مثل رفيق صايفي /34 عاما/ نجم الخور القطري، وكريم مطمور /24 عاما/ مهاجم بوروسيا مونشنجلادباخ، وكريم زياني /27 عاما/ لاعب خط وسط فولفسبورج الألماني. كما يعتمد الفريق بشكل كبير على بعض اللاعبين، الذين ولدوا بفرنسا حيث ساهمت اللوائح الجديدة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في انضمام بعض هؤلاء اللاعبين لمنتخبات أخرى غير منتخبات البلدان التي ولدوا فيها. ولكن المشكلة الحقيقية التي يواجهها المنتخب الجزائري في الدور الأول للبطولة هي وقوعه في نفس المجموعة مع نظيريه الأنجولي صاحب الأرض والمالي المفعم بالنجوم البارزين المحترفين في أكبر الأندية الأوروبية. لذلك يأمل الفريق في استغلال مباراته الأولى الأسهل نسبيا أمام منتخب مالاوي في المجموعة الأولى بالنهائيات لاكتساب الثقة والاقتراب خطوة جيدة من حسم التأهل لدور الثمانية قبل مواجهة المنتخب الأنجولي في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة. وإذا نجح المنتخب الجزائري في عبور الدور الأول فإنه قد يصبح الحصان الأسود للبطولة ومن ثم سيحصل على دفعة معنوية هائلة قبل خوض نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.