تشهد بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا في أنغولا «معركة» مصيرية بين المنتخبين المصري والجزائري، في طريق الوصول للدور النهائي من الكأس الإفريقية، حيث ستكون مدينة بنغيلا الأنغولية مسرحًا لهذه المباراة، في مواجهة مثيرة بين المنتخبين، اللذين تصادما العام الماضي في أم درمان السودانية، في سباق الوصول للمونديال، الذي حجز بطاقته المنتخب الجزائري. ويرى مراقبون أن مواجهة مصر والجزائر ستكون واحدة من أصعب المباريات في تاريخ بطولات كأس الأمم الإفريقية، خاصة وأنها تأتي بعد شهرين فقط من مباراتهما الفاصلة التي أقيمت بالسودان على بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا والتي فاز فيها المنتخب الجزائري بهدف واحد. كما قد يشهد الدور قبل النهائي مواجهة عصيبة أخرى بين المنتخب النيجيري، الذي نجح في التغلب على نظيره الزامبي بركلات الجزاء، ليلتقي مع نظيره الغاني في العاصمة الأنغولية لواندا، حيث فاز المنتخب الغاني على نظيره الأنغولي 1 - 0، حيث تتسم المباريات بين المنتخبين الغاني والنيجيري دائمًا بالإثارة والندية والعصبية الزائدة. وسيكون على المنتخب المصري أن يتجاوز مهمة صعبة للغاية وعقبة كبيرة إذا أراد الفوز باللقب الإفريقي للمرة الثالثة على التوالي والسابعة في تاريخه (رقم قياسي)، وهو المنتخب الجزائري الذي قدم مستويات قوية ورائعة في البطولة، آخرها فوزه التاريخي والمستحق على الكوت ديفوار، لإحراز اللقب. والمواجهة في نصف النهائي بين المنتخبين المصري والجزائري، لها أيضًا حسابات خاصة، فالمنتخب المصري فهو يسعى لرد إعتباره بعد الخسارة أمام الجزائر بالذات في المباراة الفاصلة والمؤهلة للمونديال، علاوة على الأحداث التي واكبت مباراة أم درمان، إلى جانب تأكيد أحقيته بأنه كان الأفضل للوصول للمونديال، على الرغم من الخسارة أمام الجزائر. كما سيسعى أيضاً لإثبات جدارته الإفريقية والحفاظ على لقبه الذي يحتكره منذ 4 سنوات، إلى جانب طموحه في الفوز بلقب جديد يوسع الفارق بينه وبين المنتخبات الأخرى الفائزة باللقب الإفريقي. ويمثل المنتخب المصري ركيزة أساسية في تاريخ كأس الأمم الإفريقية ليس فقط لأنه صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب، ولكن لأنه أدى دورًا كبيرًا في وصول البطولة إلى هذا القدر من الأهمية. وعلى مدار 27 بطولة أقيمت حتى الآن شارك المنتخب المصري في 21 بطولة منها، ليكون صاحب أكبر عدد من المشاركات كما يشارك المنتخب الغاني في عدد مرات الوصول للمباراة النهائية برصيد سبع مرات لكل منهما، ولكن مصر تفوقت في عدد مرات الفوز باللقب. وعلى الجانب الآخر، يقف المنتخب الجزائري، الذي صدم جماهيره في بداية مشاركته في هذه الكأس بخسارة مدوية أمام منتخب مالاوي، على بعد خطوة من الوصول للنهائي الإفريقي واستعادة بريقه، الذي فقده بعد غيابه عن البطولتين السابقتين حاملا آمال وطموحات كرة القدم الجزائرية. ويعي الجزائريون مدى صعوبة المواجهة أمام مصر في الدور نصف النهائي، ولكن لهم طموحات خاصة بهم لا تقل شأنًا عن المصريين، فأول هذه الطموحات تأكيد جدارتهم بالوصول للمونديال العالمي وأحقيتهم في هذا الوصول، كذلك الاستفادة من المستويات الرائعة التي قدمها المنتخب الجزائري في البطولة الحالية كخير إعداد للمونديال. وعانت الكرة الجزائرية بشكل عام، والمنتخب الجزائري بشكل خاص، من تراجع المستوى على مدار العقدين الماضيين، بل وظهر ذلك في فشل الفريق في بلوغ نهائيات كأس الأمم الإفريقية في البطولتين الماضيتين. ولكن الفريق عاد أخيرًا للانتصارات وحقق إنجازين حقيقيين في الفترة الماضية بتأهله لنهائيات كأس الأمم الإفريقية 2010 بأنجولا وكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، بعدما تصدر مجموعته في التصفيات المزدوجة المؤهلة للبطولتين. وتتركز طموحات المنتخب الجزائري في هذه المرحلة في تكرار عروضه القوية التي قدمها خلال البطولة الحالية لتجاوز عقبة المنتخب المصري والوصول للنهائي. برنامج دور النصف يومه الخميس غانا - نيجيريا (الرابعة بعد الظهر) مصر - الجزائر (السابعة والنصف مساء)