يبدو الهدوء السمة البارزة على مدينة بنغيلا قبل 48 ساعة من استضافتها المباراة "العاصفة" بين المنتخبين المصري حامل لقب النسختين الاخيرتين ونظيره الجزائري بعد غد الخميس في الدور نصف النهائي لنهائيات كأس الامم الافريقية لكرة القدم المقامة حاليا في انغولا.وحدها اليافطات والملصقات الخاصة تستضيف مباريات نهائيات النسخة السابعة والعشرين للكأس القارية اقله في هذا اليوم كون اغلب منتخبات المجموعة الثالثة تركت المدينة لخروجها خالية الوفاض من البطولة وهي موزامبيق وبنين والكاميرون التي خسرت امام مصر 1-3 في ربع النهائي بالاضافة الى نيجيريا التي اضطرته الى السفر الى لوبانغو لخوض ربع النهائي امام زامبيا حيث نجحت في الفوز بركلات الترجيح. واقتصر التواجد في بنغيلا على منتخبي الفراعنة الذين يقيمون في المدينة منذ بداية البطولة، و"ثعالب الصحراء" وهو لقب المنتخب الجزائري والذين وصلوا عشية امس الاثنين في انتظار المواجهة الساخنة بين المنتخبين بعد غد الخميس والتي ستعيد الى الاذهان المباراتين التاريختين بينهما في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي سواء في القاهرة عندما فازت مصر 2-0 او في السودان عندما فازت الجزائر 1-0 في المباراة الفاصلة وحجزت بطاقتها الى المونديال للمرة الاولى منذ عام 1986 والثالثة بعد عام 1982. واسالت المواجهتان الكثير من المداد من وسائل الاعلام في البلدين خصوصا بسبب الاحداث الرياضية التي شهدتها المباراتان سواء في القاهرة عندما تعرضت حافلة الجزائر الى الرشق بالحجارة ما ادى الى اصابة ثلاثة لاعبين، او في السودان عندما هاجم "الجمهور الجزائري" نظيره المصري عقب التأهل الى العرس العالمي. وقتها حرص البلدان على تسهيل مهمة جماهيرهم للحضور بكثافة الى ملعب ام درمان، بيد ان الامور مختلفة تماما هنا في انغولا عموما وبنغيلا على الخصوص لان جماهير المنتخبين لن تاتي بكثافة بسبب غلاء المعيشة وتكلفة تذاكر السفر وكذلك الاقامة الى جانب غياب البنى التحتية الكافية لاستقبال الحشود الغفيرة للجماهير البلدين. بيد ان "اعداء الامس" أصبحوا "رفاق اليوم" حيث قامت مجموعة من الصحافيين المصريين بمساعدة بعض نظرائهم الجزائرين في ايجاد اماكن للاقامة في بنغيلا حتى غداة يوم المباراة. وقال احدهم "نحن اشقاء ورفاق الدرب، مهمتنا واحدة وهي نقل كل كبيرة وصغيرة عن منتخباتنا ولكن في اطار الاحترافية والمصداقية. نحن متأكدون باننا كنا سنلقى المساندة ذاتها من الصحافيين الجزائريين. طوينا صفحة الماضي ويجب ان نحرص على صفاء العلاقة في المستقبل". ويبدو ان جماهير البلدين أيضا تعلمت الدرس من "حادثتي القاهرةوام درمان" وحرص كل طرف على عدم الخوض فيما سبق والتركيز على المواجهة التي ستمكن من تأهل منتخب عربي الى المباراة النهائية وبالتالي ارتفاع الحظوظ بقائه في خزائنها بعدما توجت به تونس عام 2004 ومصر عامي 2006 و2008. وقال كريم الهداجي احد الفائزين الستة بتذاكر السفر الى انغولا وحضور العرس القاري في مسابقة احدى الشركات الراعية للمنتخب الجزائري في تصريح لوكالة "فرانس برس": "لا أعتقد ان تكون هناك مواجهات بين جماهير البلدين هنا في بنغيلا، ما حدث في القاهرةوام درمان كان استثنائيا بسبب الحملات الهوجاء التي شنها بعض وسائل الاعلام في البلدين، لقد هدأت الامور الان وفكر الجميع في عواقب ما حصل وانا متأكد بان المشهد لن يتكرر هنا في بنغيلا". واوضح مواطنه سفيان دزاز "سنشجع منتخب بلادنا حتى نهاية المباراة ولن نتوانى في ذلك لكن في ظل الطرق المشروعة وفي اطار الروح الرياضية، فنحن بلدان شقيقان وتجمعنا راوبط الاخوة والدين والحضارة". من جهته، قال محمد ابراهيم "نحن شعب مسالم وسنبقى كذلك. سنشجع مصر الخميس وسنصفق للمنتخب المتأهل". ويبدو ان الهدوء سيبقى سائدا في بنغيلا حتى يوم المباراة، لان وصول مشجعي المنتخبين لم يكون سوى يوم المباراة بعدما اكدت مصادر مقربة من الاتحاد الجزائري ان طائرتين ستقلان المشجعين الى انغولا يوم المباراة وسيعودون مباشرة الى الجزائر عقب انتهائها، والامر ذاته بالنسبة الى المصريين الذين حددوا مجموعة من المشجعين التابعين للجمعيات المشجعة للاندية في مصر حتى يضمنوا تواجد "جمهور حضاري يعي بالمسؤولية ويقوم بدوره كمساند لا كمخرب" بحسب مسؤول في الاتحاد المصري لكرة القدم. وصبت تصريحات ئيس الاتحاد المصري للعبة سمير زاهر في هذا الاتجاه، وقال "المواجهة لن تعدو كونها مباراة في كرة قدم بين منتخبين شقيقين، وليكن الفوز للافضل". من جهته، قال رئيس الاتحاد الجزائري محمد راوراوة "لن نكثرت بما يكتب او يقال، سنركز على المواجهة في اطارها الرياضي فقط لانها مصيرية بالنسبة للطريفين والفائز فيها سيخطو خطوة كبيرة نحو اللقب". وتابع "يجب ان نفتخر بوصول منتخبين عربيين الى نصف النهائي للمرة الاولى منذ عام 2004 "تونس والمغرب"، وبان التواجد العربي سيكون حاضرا في المباراة النهائية للمرة الرابعة على التوالي ولم لا اللقب". وحرصا منها على تفادي اي احداث شغب قبل وعقب المباراة، اكدت السلطات الامنية الانغولية انها ستتخذ جميع التدابير اللازمة لتفادي اي حادث وضمان امن وسلامة مشجعي منتخبي البلدين وكل من سيحضر المباراة. العرب أنلاين العرب أ