انقلبت بعض الصحف في الجزائر رأسا على عقب هذه الأيام في تناولها للأخبار داخل معسكر المنتخب الجزائري، الذي يجري منذ الأسبوع الماضي بمنطقة تولون الفرنسية. وتحاول هذه الصحف، التي تعد على رؤوس الأصابع، التركيز على بعض النقاط السلبية وتضخيمها وإحداث مشاكل داخل النخبة الجزائرية، التي تعيش مرحلة استقرار منذ عامين تقريبا، وتستعد هذه الأيام بجدية لكأس إفريقيا 2010 بأنغولا . ومن بين الأخبار التي استاء لها الجمهور الجزائري كثيرا ورفض تصديقها جملة وتفصيلا، محمّلا في نفس الوقت المسؤولية كاملة لبعض الاعلاميين الجزائريين، الذين يتحينون الفرصة لتسوية خلافاتهم الشخصية مع الطاقم الفني، تلك الأخبار التي تتحدث عن وجود خلافات داخلية بين سعدان وبعض المسؤولين بالمنتخب في قضية التحاق مهدي لحسن، لاعب راسينغ سانتاندير الإسباني بالمنتخب الجزائري. وكانت الأوضاع قد تفجرت بشكل رهيب بين المنتخب وبعض الاعلاميين، حين نشرت أخبار أخرى تتحدث عن رفض بعض اللاعبين التوقيع على القانون الداخلي الجديد بسبب منعه لأي لاعب في المنتخب توقيع عقود إشهارية دون استشارة الجهاز الإداري . وجاء اليوم ذلك الخبر الذي سيكون بمثابة الشعرة التي ستقسم ظهر البعير في علاقة سعدان ببعض الصحف التي أكدت أن رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة يستعد لطرد بعض اللاعبين الذين يسربون أسرار المنتخب إلى الصحافة. وكانت للأسف بعض الصحف قد روجت قبل يومين قصة بعيدة عن التصديق حين تحدثت عن كسر اللاعبين لقرار الجهاز الفني الذي منعهم من مغادرة المعسكر قبل يوم الثلاثاء الماضي، لتأتي قضية الألبسة الرياضية لشركة «بيما» ، وهي القضية التي تناولتها الصحف الجزائرية حسب علاقتها بالشركة، إذ أكد بعضها أن الألبسة رديئة، فيما أصر البعض الآخر على جودة الألبسة . وجاء رد الجمهور الجزائري قويا وانعكس في منتدى كوورة جزائرية أين صب جل الاعضاء غضبهم على بعض الاعلاميين الجزائريين وبعض الصحف التي اتهموها بمحاولة رفع المبيعات على حساب مصلحة المنتخب الوطني . ومن دون شك، فإن محمد روراوة ورابح سعدان سيتخذان إجراءات حاسمة في هذا الموضوع الذي سبب فوضى كبيرة قبيل أيام من إنطلاق دورة أنغولا التي يسعى فيها المنتخب الجزائري لتقديم عروض كروية قوية ولم لا العودة بالتاج الافريقي . وأعلن رابح سعدان، مدرب المنتخب الجزائري، أنه لا يوجد أي عائق يدفعه للتفكير في الاستقالة من منصبه قبل أيام من انطلاق نهائيات كأس الأمم الإفريقية. وقال سعدان لوكالة الأنباء الجزائرية «إنني باق في منصبي ولم أفكر أبدا في الانسحاب.. أنا متأسف لنشر معلومات صحفية مغرضة ولا أساس لها من الصحة، مفادها أنني قررت الاستقالة من الطاقم التقني للمنتخب الجزائري.» ونفى الاتحاد الجزائري لكرة القدم في وقت سابق تقارير إعلامية تحدثت عن اعتزام سعدان الإستقالة من منصبه بسبب مشاكل تحيط بمعسكر المنتخب. وأضاف سعدان «إنني في منصبي ولن أغادره، بل على العكس إنني جد متحفز لمواصلة المشوار إلى النهاية لأني لا أرى عائقا على مستوى المنتخب يمكن أن يمنعني من مواصلة مهمة الاشراف على الجهاز الفني.» وفي موضوع ذي صلة، توصل الاتحاد الجزائري لكرة القدم إلى اتفاق مع لاعبي المنتخب بشأن مكافآت الفريق، قبل انطلاق بطولة كأس إفريقيا 2010 بأنغولا. وذكر الاتحاد في موقعه الإلكتروني أن رئيسه محمد روراوة زار معسكر الفريق جنوبي فرنسا واجتمع بالمدررب رابح سعدان واللاعبين، حيث بحث معهم مختلف النقاط المتعلقة بمشاركة الجزائر في بطولة إفريقيا ومنها المكافآت وعقود الرعاية، مؤكدا على سعادة اللاعبين بنتائج الاجتماع الذي «يضع حدا للإشاعات المتداولة». ورغم ذلك يبقى منتخب الجزائر من بين أقوى المرشحين لنيل اللقب القاري، حيث يتطلع إلى تعويض غيابه عن الدورتين السابقتين للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، واستعادة أمجاده وفوزه بثاني لقب قاري في مشواره. فبعد تألق الخضر وفرض ذاتهم على الساحة الإفريقية في الثمانينيات بفضل جيل ضم العديد من النجوم أمثال رابح مادجر والأخضر بلومي، فشلت كرة القدم الجزائرية ردحا من الزمن يقارب العقدين في ترك بصمة حقيقية في مسارها. وشهدت كرة القدم الجزائرية بما فيها المنتخب القومي انتكاسات وتراجع مستواها في العشرية الأخيرة، لكن الفريق ما لبث أن عاد إلى سابق عهده ببلوغه نهائيات كأسي إفريقيا للأمم والعالم 2010 على التوالي بأنغولا وجنوب إفريقيا، بعدما تصدر مجموعته في الإقصائيات.