أدار محمّد روراوة، رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، أمس، ظهره لرجال الإعلام الجزائريين المتواجدين بفرنسا لتغطية تربّص المنتخب الوطني، حيث أصدر تعليمات صارمة لحرّاس الملاعب التي يتدرّب فيها المنتخب الوطني لمنع دخول أي صحفي جزائري. وحسب جريدة الخبرالجزائرية فإن الإعلاميين الجزائريين قد عانوا من قرار المقاطعة مع كل صحفي جزائري قادم من الجزائر لتغطية الحدث، بل إن غلق أبواب الملاعب في وجه الإعلاميين الجزائريين تم مع سبق الإصرار والترصّد، وتم تعمّد التعتيم الإعلامي. واضطر عدد من الإعلاميين الجزائريين إلى شراء الجرائد الفرنسية بغرض الاطّلاع على جديد المنتخب الوطني، بعد أن فضل روراوة منح الأفضلية للفرنسيين في كل شيء يتعلّق بالجزائر، إذ منح «كنال بلوس» و«فرانس» 2 في السابق أفضلية إجراء حوارات وروبورتاجات مع لاعبي «الخضر» بالجزائر، وسمح لهم بمرافقة النخبة الوطنية في رحلة القاهرة والخرطوم، وهو اليوم يواصل «فرنسة منتخب الجزائر» إعلاميا، حين صدّ باب الملعب في وجه الصحفيين الجزائريين الذين تابعوا الحصة التدريبية من وراء السياج، في الوقت الذي كان فيه الصحفيون الفرنسيون يتابعون الحصة في أرضية الملعب. من جهته انتقد روراوة الإعلام الجزائري واتهمه بنقل معلومات مغرضة عن المنتخب الوطني، علما أنه يكلف إداريا، يدعى صادي، للرد على استفسارات الإعلاميين، وهو ما اعتبره رجال الصحافة محاولة لتضليل الرأي العام بعد أن اتهموا الناطق بتقديم معلومات خاطئة تضليلية عن المنتخب الوطني ومكان إجرائه تدريباته، وهو سلوك أثار سخط كل أنصار المنتخب الوطني المتواجدين بمدينة تولون الفرنسية. وكان رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، قد وضع النقاط على الحروف مع اللاعبين، خلال الاجتماع الذي انعقد ليلة الثلاثاء الماضي، بمقر إقامة المنتخب الوطني بفندق «غران بري». وتناول الاجتماع العديد من القضايا الشائكة التي شغلت بال اللاعبين والرأي العام الجزائري في الآونة الأخيرة، وفي مقدمتها العقود الإشهارية، والعلاوات الخاصة بكأس أمم إفريقيا. وانتهى الاجتماع وسط رضا جميع الأطراف عما آلت إليه نتائج الاجتماع، وهو ما ارتاح له الجميع في المنتخب الوطني. ودام الاجتماع الذي عقده محمد روراوة، بحضور كل اللاعبين والمدرب رابح سعدان، حوالي ساعتين، حيث شدد على ضرورة احترام القانون الداخلي للمنتخب، خاصة فيما يتعلق بقضية العقود الإشهارية التي يصر اللاعبون على التصرف فيها بكل حرية ودون الحصول على ترخيص مثلما يقتضيه القانون الداخلي. ولم يفصل رئيس «الفاف» في هذا الموضوع خلال الاجتماع، حيث شرح للاعبين وجهة نظره حول هذا الموضوع بالذات، وطالب اللاعبين بأن يتحلوا بالحكمة والتعقل وأن يحافظوا على المصلحة العامة للمنتخب، وألاّ يكونوا أنانيين خاصة وأن العديد من زملائهم لا يستفيدون من عوائد العقود الإشهارية. ولهذا الغرض، طلب روراوة من اللاعبين تجاوز هذه القضية، قصد ترسيخ المساواة بين اللاعبين وتفادي زرع الفتنة بينهم فيما يخص الأمور المالية. فيما اتفق اللاعبون والرئيس على إعادة الحديث حول هذا الموضوع في مناسبة أخرى، خاصة وأن الوقت الحالي يقتضي تركيز الجميع على المنافسة الإفريقية والبحث عن توفير أفضل الظروف لتحقيق أفضل النتائج في دورة أنغولا، على غرار ما قاله قائد المنتخب يزيد منصوري، والذي تناول الكلمة خلال الاجتماع نيابة عن كل زملائه، حيث قام بتقديم لائحة المطالب والانشغالات الخاصة باللاعبين.