هو الصوت الإذاعي الذي لا تخطئه أذن عشاق الإذاعة.. هو الشاعر الذي يفيض قريضُه حيوية وتعلقا بالأرض المغربية، هو الأديب الفلسطيني الذي بحث في المغرب عمن ينصت إلى إبداعه.. هو أحد رجالات الإذاعة المغاربة الذين طواهم النسيان. من يعرف الاسم الكبير وجيه فهمي صلاح يعرف أنه الشاعر الذي منح الأغنية المغربية والعربية أحلى التحف والتي حملت اسم «الفرحة الكبرى»، إلا أن القليلين يعرفون أن لوجيه علاقة غريبة مع المغرب، بدأت بالتعلق العاطفي، قبل أن تتقوى بمنحه الجنسية المغربية في ما بعد. اشتغل الشاعر وجيه فهمي صلاح، في بداية مساره المهني الإعلامي، في أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات في إذاعة الشرق الأقصى، وشاءت الظروف أن يكون حاضرا ضمن الوفد الذي استقبل الملك الراحل محمد الخامس أثناء زيارته للقدس الشريف والشرق الأوسط في سنة 1960.. وتم لقاؤه مع الملك الذي جاء به إلى المغرب، ليدشن وجيه فهمي صلاح المسار الطويل في المغرب الذي سيصبح الحضنَ الذي يتكئ عليه الشاعر الراحل. في بداية مساره، اشتغل فهمي وجيه صلاح إذاعيا، قبل أن يتم تعيينه مسوؤلا عن البرامج الإذاعية، إذ ساهم في بلورة العديد من التصورات التي لاقت نجاحا في سنوات التألق الإذاعي المغربي. وبعد سنوات من العمل، تخصص الشاعر في تقديم البرامج الفكرية والأدبية، ويتذكر محبوه اللحظات التاريخية التي أشرف فيها على برنامج »ناشئة الأدب»، الذي كان يُعِدُّه ويقدمه قبله ادريس الجاي، ويتذكرون الصوت غيرَ المنسي لفهمي وجه صلاح في مداعبة الكلمة واختبار الإيقاع الشعري الممزوج بسحر الإلقاء... هو وجيه فهمي صلاح، الذي وصلت شاعريته إلى كل البقاع العربية، ويتذكر عشاق الفن الطربي العربي والمغربي اللحظة التي أهدى فيها للموسيقار الراحل أحمد البيضاوي تحفة غنائية اسمها «الفرحة الكبرى»، التي برع في تلحينها مبدع «يا صاحب الصولة والصولجان»، وهي التحفة التي تألقت في أدائها الفنانة الراحلة هدى سلطان في زمان تألقها في الغناء، قبل أن تعتزل وتتخصص في التمثيل، دون نسيان الإشارة إلى أن الراحل سبق وأن منح الأغنية المغربية العديد من الأشعار من بينها الأغنية الشهيرة «لمن البنود الخافقات على الربى؟»...