نظمت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة السبت الماضي حفلا فنيا أعلنت فيه عن نتائج المسابقة المغربية الإذاعية في دورتها الثالثة التي أطلق عليها دورة عبد النبي الجراري، وكانت اللجنة التنظيمية قد تلقت 32 أغنية عصرية و 86 أغنية أمازيغية بتعبيراتها الثلاث، في الفترة الممتدة من 5 نونبر إلى 20دجنبر الجاري . حضرت الأغنية الدينية بقوة من خلال تتويجها مرتين بجائزة الجمهور عبرعملية التصويت التي وصلت أكثر من 400ألف رسالة صوتيةsms ()؛ فقد فازت أغنية الرحمة في الله التي لحنها عزالدين منتصروأداها برقة الفنان محمود الإدريسي بالجائزة البرونزية، تدور بنية هذه الأغنية حول استمداد الرحمة من الله سبحانه، وجاء في كلماتها التي كتبها مصطفى بغداد : الرحمة فالله مولايا غاية قصدي ورجايا نور سعدي وهنايا والرحمة فالله مولايا طريق الأمل والخير مول القدرة والتيسير والجاه لعظيم القدير والرحمة فالله مولايا يشملني بلطافوالخفية يعنى بيا يجود عليا وآلت الجائزة الفضية لأغنية لا حب إلا حب الله التي لحنها الطاهر طه وغنى محمد علي كلاما مرصعا لأحمد وهبي تنتظمه اللازمة التالية: لا حب إلا حب الله لا غالب سواه الحي الدايم هو الله لاحد من غير الله وتدعو الأغنية في أحد مقاطعها التي ينصهر فيها حسن الأداء مع عذوبة اللحن فتتفتق النصيحة بالعدل وعدم التجبر، الذي حرمه الله وذكره في القرآن الكريم من خلال قصة فرعون: لا تتجبر يا إنسان وربي حرم الطغيان حرمو فجميع الأديان مكتوب واضح في القرآن منزل على النبي العدنان الصلاة عليه فكل زمان سمع وتمعن يا إنسان في قصة فرعون وهامان كفرو وزادوفي الطغيان وبقاوعبرة للزمان ومنح الجمهورالجائزة الذهبية لأغنية أرض السلام التي كتب كلماتها محمد الجباري ولحنها شكيب العاصمي وغناها محمد الغاوي الذي عبرعن سعادته بهذا الفوز بسجدة شكرلله ، غير أن تقديره لأستاذه عبد النبي الجراري،ملك عليه نفسه واضطره إلى محاولة تقبيل الغاوي لرجل الجراري بعدما قبل رأسه أكثر من مرة . وضمن هذه المسابقة تم تتويج أغنية دينية أخرى بجائزة أفضل لحن للأستاذ أحمد العلوي في أغنية آربي مولاي التي كتب كلماتها علي الحداني وقام بغنائها الفنان عبد الهادي بلخياط، وهي الأغنية التي اختيرت ضمن أحسن ثلاث أغنيات في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون لهذه السنة. وفي نفس السياق تم تتويج الأغنية الأمازيغية بتعبيراتها الثلاث بالإضافة إلى جائزة الجمهور، ولم تخرج مضامين الأغنيات المتوجة عن هذا المنحى الفني في بعده الديني . وقد أثارت مسألة التصنيف نقاشا واسعا في أوساط لجنة التحكيم، فأوصت بإحداث جائزتين؛ واحدة خاصة بالأغنية الأمازيغية التقليدية والأخرى بالأغنية العصرية وأوصت كذلك بالاحتفاظ بالأصالة والطابع الأمازيغيين في اللحن والموسيقى وضرورة اعتماد لغة نقية وشاعرية بعيدة عن الابتذال والاستهلاك والدعوة إلى الاجتهاد في المواضيع المناسبة للعصر والقضايا الإنسانية وتشجيع العمل الجماعي. ولأن القانون المنظم للمسابقة ينص على تباري الأغنيات التي سجلت ابتداء من فاتح دجنبر 2004 إلى غاية 30أكتوبر 2005شريطة أن تكون موثقة بخزانة الإذاعة الوطنية، فقد أوصت لجنة التحكيم بتشجيع أكثر من فائز في المسابقة الخاصة بالتحكيم وفتح المنافسة في وجه كل الأغاني الأمازيغية غير المسجلة بالإذاعة المغربية. وخلافا لما أثاره بعض المهتمين من كون الإذاعة الوطنية قد أقصت الأغنية الحسانية، نفى كل المسؤولين الإذاعيين على هذه المسابقة أن تكون الإذاعة المغربية قد توصلت بأي أغنية حسانية طبقا للشروط المنصوص عليها في قانون المسابقة،ولذلك تم إدراج أغنية حسانية لمحمد عمرالناجم ضمن سهرة الإعلان عن النتائج من باب الوفاء لهذا التراث الغنائي وليس من باب تدارك الخطإ كما عبر عن ذلك محمد عمورة مقدم السهرة . وإن كان الجمهور قد اختار أن يتوج الأغنية الدينية بصنفيها العربي والأمازيغي، فإن ذلك لم يرض كثيرا من الفنانين والملحنين، الذين طالبوا بحذف هذه الجائزة لأنها تعطي الحكم لانطباعات شريحة اجتماعية بعيدة عن الميدان الموسيقي وجاهلة بقواعد وفنيات هذا المجال، بالإضافة إلى لجوء بعض الفنانين إلى وسائل بغيضة لا تختلف عما يلجأ إليه بعض المنتخبين من أساليب تمس مصداقية العملية الإنتخابية الفنية والسياسية، إلا أن مصدرا من الإذاعة الوطنية اعتبر هذا الكلام مجانبا للصواب لأن الفنان ينتج أولا وأخيرا للجمهور، والإذاعة الوطنية تعتمد على طلبات المستمعين لقياس نجاح الأغاني التي تبثها، ومن غير المعقول يضيف المصدر نفسه أن نقصي طرفا مهما وأساس هذه العملية وترمومتر نجاح العمل الإبداعي الفني أو فشله.