تحسين مداخيل المدينة، الفيضانات، البيئة، النقل الحضري، هذه القضايا وغيرها، شكلت المحاور الأساسية في أول ندوة لرؤساء المقاطعات بالدار البيضاء. وأكد عدد من رؤساء القطاعات أن لقاء يوم الخميس شكل أرضية ممهدة لمجموعة من اللقاءات، التي ستنكب على مناقشة القضايا الكبرى للمدينة.ساجد في نقاش سابق مع عضوين من مجلس المدينة (سوري) انتظر رؤساء مقاطعات الدارالبيضاء والعمدة محمد ساجد حوالي ستة أشهر لعقد أول ندوة لرؤساء المقاطعات، التي يؤكد عليها الفصل الثامن من الميثاق الجماعي الجديد. وحاول رؤساء المقاطعات أن يخرجوا من هذا اللقاء كالبنيان المرصوص، وأن يظهروا لمن يترصدون هفوات هذه التجربة أنهم يد واحدة، وليس هناك من يعكر صفو هذه التجربة. وكانت الرغبة في تغيير الصورة، التي رسمت على العلاقة بين نواب الرئيس ورؤساء المقاطعات، الهاجس الذي هيمن على هذا اللقاء، خاصة أن العديد من المراقبين سبق أن أكدوا أن هناك عدة حروب داخلية بين هؤلاء الرؤساء وبين نواب العمدة، على اعتبار أن كل واحد "تيدرب على عراموا". ونفى رئيس مقاطعة سيدي مومن، أحمد بريجة، هذا الكلام، وأكد في تصريح ل"المغربية" أنه تبين خلال ندوة رؤساء المقاطعات أن هناك انسجاما كبيرا بين نواب الرئيس، وكذا بين جميع رؤساء المقاطعات، ونفى أن تكون ندوة رؤساء المقاطعات تأخرت في عقد اجتماعها، موضحا أن الميثاق الجماعي يتحدث على ضرورة عقد هذه الندوة مرتين في السنة. وقال في هذا السياق "ليس هناك أي تأخير، فلم تمر على الاستحقاقات الجماعية سوى شهور قليلة، والشيء الذي يؤكد حسن نيتنا، هو أننا اتفقنا على عقد لقاءات بين رؤساء المقاطعات بشكل دوري وخلال هذه اللقاءات سنناقش كل المشاكل الحقيقية التي تعانيها المدينة". وأبرز أحمد بريجة أن نجاح أي مقاطعة هو في حد ذاته نجاح للمدينة عموما، الشيء الذي يستدعي تضامن جميع رؤساء المقاطعات لإنجاح التجربة. الأمطار في الواجهة وكانت الأمطار، التي تهاطلت على الدارالبيضاء خلال الأيام الأخيرة، المحور الأساسي في لقاء ندوة رؤساء المقاطعات التي عقدت يوم أول أمس الخميس، إذ أكدت مصادر "المغربية" أنه ركز خلال هذا اللقاء الأول من نوعه بين والي الدارالبيضاء، محمد حلاب، والعمدة، محمد ساجد، ورؤساء المقاطعات، على القضايا التي تهم التطهير السائل التي تتكلف به شركة "ليدك"، بموجب عقد التدبير المفوض الموقع بين الشركة و المدينة، وركز رؤساء المقاطعات على ضرورة إعطاء الأولوية للمنطقة الشرقية في الدار البيضاء. ولم يكن موضوع الأمطار وحده القضية التي نوقشت في ندوة رؤساء المقاطعات، حسب المصادر ذاتها، فقد طرحت العديد من النقاط الأخرى كالقضايا المتعلقة بتحسين مداخيل مجلس المدينة والمشاكل المتعلقة بالنقل الحضري والبيئة، إضافة إلى قضية انهيار منازل بالمدينة القديمة. ولم يحضر كل من الوزيرة ياسمينة بادو، رئيسة مقاطعة أنفا، ومحمد الحداوي، رئيس مقاطعة مرس السلطان، وشفيق بن كيران، رئيس مقاطعة عين الشق، في أول ندوة لرؤساء المقاطعات، واكتفوا فقط ببعث نوابهم لحضور هذا اللقاء، الأول من نوعه في سلسلة ندوات رؤساء المقاطعات، التي أكد عليها الفصل الثامن، وبالضبط المادة 132 مكرر من الميثاق الجماعي الجديد، والتي تؤكد على أن ندوة رؤساء المقاطعات تستشار في برامج التجهيز والتنشيط المحلي، الذي يهم المقاطعات التي يعتزم إنجازها على تراب الجماعة، وكذا حول مشاريع تفويض تدبير المرافق العمومية، ويرأس هذه الندوة رئيس المجلس الجماعي، الذي يحدد جدول أعمالها بعد استشارة رؤساء المقاطعات، ويستدعيها للاجتماع مرتين على الأقل في السنة وكلما دعت الضرورة إلى ذلك. وأوضحت بعض المصادر في وقت سابق أن من شأن هذه الندوات أن تقرب من وجهات النظر بين رؤساء المقاطعات ورئيس المجلس الجماعي، كما أنها تكون فرصة مواتية للجميع، لمعرفة المشاكل الحقيقية التي تعانيها هذه المقاطعات، والبحث عن حلول جدية لتجاوزها، وسبق أن أكد مستشار جماعي أن الأمر لم يعد يقتصر فقط على التقصير في عدم عقد ندوات رؤساء المقاطعات، بل إن هذا الأمر وصل إلى عدم إيلاء الأهمية القصوى للاجتماعات المكتب المسير، وهذا ما يعني أن هناك مشاكل كثيرة بين أعضاء هذا المكتب التي يرجع السبب فيها بشكل كبير إلى قضية التفويضات. نقطة في كل لقاء وبالنسبة إلى مصطفى الحايا، رئيس مقاطعة مولاي رشيد، فإن هذا الأمر غير وارد، على اعتبار أن عددا من رؤساء المقاطعات يشغلون كذلك مهام النيابة، وأكد أن ندوة رؤساء المقاطعات، التي عقدت الخميس الماضي، تميزت بطرح عدة قضايا، وقال "لقد اتفقنا خلال أول لقاء على تشكيل لجنة ستتدارس عدد اللقاءات، التي يعقدها رؤساء المقاطعات، وسيخصص كل لقاء لمناقشة نقطة واحدة تهم المدينة عموما، وأضاف رئيس مقاطعة مولاي رشيد اء أن الندوة الأولى لرؤساء المقاطعات مهدت لعقد عدة لقاءات أخرى ستنكب على طرح ومناقشة القضايا، التي تهم الشأن المحلي للمدينة.