أجمعت تقديرات مسؤولين سياسيين ووسائل إعلام إسرائيلية، أمس الثلاثاء، على أن هيئة السباعية الوزارية الإسرائيلية وافقت على اقتراح الوسيط الألماني لصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، لكنها اشترطت إبعاد قسم منهم من الضفة الغربية إلى قطاع غزة أو خارج البلاد.ونقلت صحيفة هآرتس عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن إسرائيل سترد بالإيجاب على اقتراح الوسيط الألماني، لكنها تطالب بإطلاق أغلبية الأسرى من الوزن الثقيل إلى خارج البلاد أو إلى غزة وليس إلى الضفة. من جهة ثانية، نقلت صحيفة (يسرائيل هيوم) عن مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قولهم، إن خلافات كبيرة بين وزراء السباعية في ما يتعلق بالثمن المطالبة إسرائيل بدفعه مقابل الجندي المخطوف، غلعاد شاليط، هي التي تعيق تنفيذ الصفقة. وقدر هؤلاء أنه يوجد اقتراح نهائي يجري التداول حوله، لكن المفاوضات مستمرة. وكانت هيئة (السباعية) أنهت اجتماعها، بعد منتصف ليلة الاثنين الثلاثاء، وأصدر مكتب رئيس الوزراء بيانا في ختام الاجتماع جاء فيه أنه انتهت المداولات في هيئة السباعية مع طاقم المفاوضات ورؤساء الأجهزة الأمنية. وقدم المبعوث الإسرائيلي الخاص لمفاوضات التبادل حجاي هداس تقريرا لرئيس الوزراء والوزراء، حول سير المفاوضات حتى الآن. وأصدر رئيس الوزراء والوزراء تعليمات لطاقم المفاوضات تتعلق باستمرار الجهد، من أجل إعادة غلعاد شاليط إلى البيت سليما ومعافى. ووفقا ل(يسرائيل هيوم)، فإن بيان مكتب نتنياهو يعني أن السباعية أعطت هداس رد إسرائيل على الصفقة لتسليمه إلى الوسيط الألماني واستمرار معالجة الموضوع. وقالت التقارير الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، إن الانقسام في الموقف حيال الصفقة داخل السباعية ما زال على حاله، وأن الوزراء ايهود باراك ودان مريدور وإلياهو يشاي يؤيدون الصفقة فيما يعارضها الوزراء أفيغدور ليبرمان وموشيه يعلون وبيني بيغن، وأن نتنياهو ما يزال مترددا وحتى أنه غير موقفه من الصفقة عدة مرات في الأيام الأخيرة. يذكر أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية تواصل فرض حظر على نشر معلومات حول تفاصيل الصفقة التي بحثتها السباعية. ورغم ذلك ذكرت هآرتس أن نتنياهو يريد إنهاء الصفقة وتنفيذها، فقد قرر فور توليه منصبه استئناف المفاوضات حول صفقة التبادل من النقطة، التي توقفت عندها وعمليا قرر تجاوز الخطوط الحمراء، التي رسمها سلفه ايهود أولمرت، ولولا أن نتنياهو لم يرغب بصفقة ترافقها تنازلات كبيرة لما وافق أبدا على بث الشريط المصور للجندي المخطوف في أكتوبرالماضي. لكن الرجل المركزي في هذه الصفقة، وفقا لهآرتس، هو رئيس الشاباك يوفال ديسكين، الذي تحظر الرقابة العسكرية نشر موقفه من الصفقة والذي عرضه خلال مداولات السباعية، مقابل نشر موقفي رئيس أركان الجيش غابي أشكنازي المؤيد للصفقة ورئيس الموساد مائير داغان المعارض لها. وأفادت يديعوت أحرونوت أنه خلال اجتماع السباعية جرى إبقاء أشكنازي خارج غرفة الاجتماع فيما جرى إدخال ديسكين إليها، وأنه لم يجر إدخال أشكنازي إلى الاجتماع إلا بعد خروج باراك وتهديده بأنه لن يعود إلى المداولات إلا في حالة إدخال أشكنازي. من جانبها، اتهمت حركة المقاومة الإسلامية حماس الحكومة الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، بعرقلة التوصل إلى اتفاق لتبادل الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط، مؤكدة في الوقت عينه أنها لن تغلق باب المفاوضات. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس لوكالة فرانس برس، نعتبر أن المشهد الذي حدث داخل الحكومة الإسرائيلية المصغرة دليلا على أن إسرائيل مسؤولة عن عرقلة وتأخير التوصل لاتفاق بشأن تبادل الأسرى. وأضاف أن الانقسام داخل الحكومة الإسرائيلية مسؤول عن عرقلة التوصل لاتفاق. وشدد أبو زهري على أن حركته لن تغلق باب المفاوضات بهذا الشأن على قاعدة المواقف والشروط التي تتمسك بها الحركة.