عبر بعض سكان إقليمآسفي عن قلقهم من تردي الواقع الصحي بالمنطقة، نتيجة غياب مراكز استشفائية، خاصة في المناطق النائية التي تعيش عزلة تامة، (بعد المسافة وإمكانيات مادية محدودة للتنقل)،ما يدفع السكان إلى التوجه إلى المستشفى الإقليميبآسفي، الذي قالوا إنه "لا يتوفر على تجهيزات كافية، من شأنها استيعاب عدد المرضى المتوافدين عليه بشكل يومي". خصاص في معدات التطبيب داخل المستشفى الإقليميبآسفي، وحالات مرضية متفاوتة الخطورة، واقع وصفه السكان ب"الحرج"، في وقت لا يملكون خيارا آخر، غير القبول بما يجود عليهم المستشفى من فحوصات واستشارات طبية بسيطة، ما لا يساعد على تفادي بعض المضاعفات الصحية والإكراهات النفسية، التي يتكبدها المرضى في صمت، ما داموا يفتقدون إلى بدائل ناجعة تغنيهم عن تحمل تبعات صحية قد تودي بحياتهم. أحد السكان أفاد أن حالات الوفيات عديدة بإقليمآسفي وضواحيه، جراء النقص الحاصل في عدد المراكز الصحية، إلى جانب ضعف الآليات والعناية الطبية، في وقت لا يحرك القائمون على القطاع الصحي ساكنا، للخلاص من حكايات الوفيات، التي يسجلها السكان بقلق وارتباك. من جهة أخرى، أكد السكان أن وضعهم الاجتماعي المتردي، لا يشجع على خوض غمار نقل مرضاهم إلى مدن أخرى للعلاج، لهذا يحاولون قدر الإمكان التعايش مع ما تيسر لهم من حلول، في إشارة إلى أن النساء الحوامل، يفضلن الإنجاب في بيوتهن، على قطع مسافات طويلة نحو مستشفى لن يسخر لهم عناية طبية جيدة، وإن كان هذا الاختيار يكلف بعضهن حياتهن. حالة وفاة امرأة في عقدها الثالث من دوار السماحات، التابع لتراب الجماعة القروية اجنان ابيه دائرة احمر، توفتها المنية يوم 4 دجنبر الماضي، بعد أن أنجبت مولودها بمحل سكناها، متأثرة بمضاعفات صحية أثرت على جهازها التنفسي، يقول أحد أقربائها ل"المغربية"، موضحا أن المرأة لم تجد بدا غير الإنجاب في بيتها، بسبب غياب دار للولادة، وكذا بعد بيتها عن المركز الاستشفائي بإقليمآسفي، إلا أن ذلك كلفها حياتها مقابل يُتم رضيعها. وذكر الشخص نفسه، أن زوج الهالكة عجز عن إنقاذ زوجته، التي تدهورت صحتها رغم زيارته لأحد الأطباء، الذي لم تنفع استشارته، ما اضطر الزوج إلى نقل زوجته وهي على شفا الموت، إلى المستشفى الإقليمي، مستعينا بسيارات الأجرة، التي لم تعفهم من طول المسافة وصعوبة الطرق غير المعبدة. ويضيف المصدر ذاته، أن وصول الرجل وزوجته إلى المستشفى، لم يزدهما إلى عناء وارتباكا، بعدما صادفا ازدحام المرضى، الذين جاؤوا من مختلف المناطق للعلاج، ما يعني أن الزوج كان ملزما بانتظار دوره رغم الآلام الحادة التي أرهقت زوجته، ولأن اكتظاظ المرضى كان واضحا بالمستشفى، لم يكن على الأطباء والممرضين إلا التعجيل في الفحص، وهو ما لم يسفر عن نتائج إيجابية لصالح الزوجة، التي بقيت في المستشفى قصد تلقي العلاج. وأضاف المصدر نفسه، أن زوج الهالكة غادر المستشفى بعد أن دفع تكاليف العلاج، ليفاجأ بتضخم الوضع الصحي لزوجته (انتفاخ في الجسم)، وفضاء مثير للحسرة (أنين المرضى وانشغال الممرضين عنهم)، مشيرا إلى أن تفاقم وضع الزوجة المفاجئ وغير المبرر، دفع بالأطباء إلى إجراء عملية جراحية، لم تحسم في المشكل، بقدر ما حسمت في حياتها، إذ توفيت الزوجة دون أن تدرك أسرتها ملابسات ذلك.