تعرف عمالة مقاطعات بن مسيك، خصاصا كبيرا في قطاع الصحة، إذ لا يتوفر تراب العمالة، والذي تقدر ساكنته ب288,553 نسمة، حسب إحصائيات وزارة الصحة لسنة 2006، إلا على 7 مراكز صحية، ومختبر للاوبئة وحفظ الصحة، الى جانب مركز لمعالجة السل والامراض التنفسية، في حين لايتوفر على أي مستشفى محلي، و بالتالي فمعدل المؤسسات الصحية الذي تتوفر عليها العمالة، لا يتعدى مؤسسة صحية لكل 41,221 نسمة. ويقدر عدد الاطباء التى تتوفر حاليا عليهم العمالة ب 804 أطباء، أي بمعدل طبيب واحد لكل 358 نسمة. مما يدفع العديد من سكان العمالة إلى التنقل وقطع عدة كيلومترات من أجل إجراء الفحوص الطبية بمستشفى سيدي عثمان، بالرغم من أن المهمة لا تكون عادة سهلة بسبب الاكتظاظ الكبير. ولمواجهة هذا الوضع، ووعيا بأهمية قطاع الصحة وضرورته في التنمية، تمخضت فكرة بناء مستشفى إقليمي بتراب العمالة، بعد تشخيص تشاركي، ضم مجموعة من الفعاليات المدنية و الجمعوية، ومنتخبين وسلطات معنية. فكرة المشروع تمت المصادقة عليها في إطار اتفاقية شراكة مندرجة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لجهة الدارالبيضاء الكبرى، ترأس توقيعها جلالة الملك محمد السادس في شتنبرمن سنة 2006. المشروع كلف غلافا ماديا قدر ب 23,000,000 مليون درهم، موزعة مابين 400 ألف درهم مساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لإنجاز الدراسات التقنية، و12,600 ألف درهم مساهمة من مؤسسة الجامعي للاعمال الاجتماعية، و10 ملايين درهم مناصفة بين مجلسي العمالة والجهة ووزارة الصحة لمواجهة مصاريف التجهيز. تبلغ الطاقة الاستيعابية لهذه المؤسسة 88 سريرا أي بمعدل سرير واحد لكل 3279 نسمة، بينما لم تحدد وزارة الصحة، عدد الطاقم الطبي، ولا اختصاصات المستشفى بعد، حسب مصادر من مندوبية الصحة ببن مسيك. ومن شأن هذه المؤسسة الاستشفائية التي ستستفيد منها بالدرجة الاولى ساكنة عمالة بن امسيك مديونة، تخفيف الضغط على المستشفى الاقليمي لسيدي عثمان ودعم التنمية الصحية بالمنطقة بتوفير عرض طبي قريب ومتوازن, غير ان النهوض بقطاع الصحة ببن مسيك، وتحسين جودة الخدمات الطبية بالعمالة، لم يقتصر على بناء المستشفى الاقليمي، فقد تمت برمجة مجموعة من المشاريع ، من أبرزها انشاء مركز تصفية الدم بالحسنية، والذي سيمكن العديد من مرضى القصور الكلوي من العلاج بتكلفة أقل، قد تصل حسب الدراسات الاولية للمشروع ل 100 درهم للحصة الواحدة، ومركز لتأهيل المعاقين بالسالمية. كم تم تجهيز مجموعة من المراكز الطبية بأدوات الفحص بالصدى للنساء الحوامل، بالمجان، والذي يكلف في القطاع الخاص 400 درهم للحصة الواحدة، غير ان مجموع هذه الجهود يبقى قاصرا إذا لم تؤخد بعين الاعتبار مجانية الخدمات وديمومتها، على اساس ان مجموعة كبيرة من ساكنة بن مسيك هي من الطبقات الشعبية والاسر المعوزة.