احتجت، يوم الثلاثاء الماضي، كل من نقابة "الاتحاد العام للشغالين بالمغرب"، و"الاتحاد المغربي للشغل"، و"الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب"، أمام عمالة إقليم طاطا، في وقفة نظمتها بدعم من نقابات أخرى، للتأكيد على أحقية "الشغيلة التعليمية في التعويض عن العمل بالمناطق النائية"جانب من الوقفة الاحتجاجية (خاص) وتعبيرا عن رفض رجال ونساء التعليم لكل أشكال الإقصاء والتهميش، التي تضخم معاناتهم النفسية والاجتماعية. في سياق الوقفة الاحتجاجية، التي اعتبرتها الشغيلة التعليمية حلقة من سلسلة الاحتجاجات المزمع خوضها، صرح سعيد انخيلي، الكاتب المحلي للجامعة الوطنية للتعليم، التابعة للاتحاد المغربي للشغل بطاطا، ل"المغربية" أن خروج رجال ونساء التعليم للاحتجاج، جاء بناء على استمرار الواقع المتردي، الذي تعيشه الشغيلة بالإقليم، خاصة أنهم محرومون من التعويض عن العمل في المناطق النائية"، مشيرا في الآن نفسه إلى أن "هناك استياء وتذمرا في وسط الشغيلة، التي ما فتئت تؤكد في كل مرة أن حقها في التعويض ليس إلا حقا مشروعا، خاصة أن واقع إقليم طاطا صعب وليس من اليسر التأقلم معه". كما أوضح انخيلي أن "الموقع الجغرافي لإقليم طاطا، لا يشجع على الاستقرار فيه على نحو مريح يخلو من الإكراهات، إذ أن أقرب مدينة من الإقليم هي أكادير، التي تبعد ب 300 كيلومتر، بمعنى أن السكان يضطرون إلى قطع هذه المسافة لقضاء بعض المصالح، كالتطبيب والعلاج"، مضيفا أن "إقليم طاطا يفتقر إلى مراكز صحية، ما يجعل العديد من المواطنين عرضة للموت قبل الوصول إلى المستشفى بأكادير، مادام المركز الوحيد في طاطا يفتقد إلى آليات العلاج، ولا يلبي احتياجات السكان". عزلة المنطقة واعتبارا للبنية التحتية "الهشة"، كما يصفها سكان طاطا، فإن "الشغيلة التعليمية، التي ساندها في الوقفة الاحتجاجية موظفو قطاع الصحة، أكدوا أثناء احتجاجهم جميعا أن "المنطقة تشهد ضعفا في قطاع الصحة (خصاص في أدوات العلاج)، إلى جانب محدودية عدد موظفي قطاع الصحة، مقابل عدم تعويض عن العمل بالإقليم، كما هو الشأن بالنسبة على الشغيلة التعليمية. كما أكد المحتجون أن العزلة التي تعيشها المنطقة بسبب بعدها عن باقي الأقاليم والمدن المغربية، ينجم عنه ارتفاع في تكاليف المعيشة بالإقليم بفعل الغلاء الفاحش للمواد الأساسية من خضر وفواكه ولحم وغيره، ليجبر المواطن المحلي على دفع فاتورة البعد، وارتفاع تكاليف النقل، وما يصاحبها. من جهة أخرى، أشار المحتجون إلى أن الظروف المناخية الصعبة، التي يتسم بها إقليم طاطا، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة أغلب السنة، يزيد من معاناة رجال ونساء التعليم، وكذا موظفي الصحة، لهذا فهم عازمون على مواصلة النضال إلى حين تسوية موضوع تعويضهم عن العمل بالإقليم، باعتباره منطقة نائية، مؤكدين أن وزارة التعليم عليها أن تأخذ بعين الاعتبار وضع الشغيلة التعليمية بما يساعد على مواصلة عملها في المنطقة، في إشارة إلى أنها ستواصل خوض كل الأشكال النضالية، إلى حين تحقيق مطلبها.