كانت السينما التايلاندية, مساء الخميس الماضي، موضوع احتفاء في إطار الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي تختتم فعالياته يومه السبت 12 دجنبر الجاري بمراكش، بحضور أربعة مخرجين ومنتجين بارزين يمثلون الفن السابع بالتايلاند.وفي كلمة بالمناسبة أعرب وفد المخرجين التايلانديين عن عميق امتنانهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس, ولصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، مشيرين إلى أن هذه الإطلالة على السينما التايلاندية تشكل نافذة مفتوحة على الصناعة السينمائية بهذا البلد الأسيوي، خلال العشرية الأخيرة. وأضافوا أن المهرجان يحرك فيهم مشاعر قوية، وأن جمال المغرب وعفوية سكانه لا نظير لهما، وقالوا إنهم لا يعرفون شيئا عن السينما المغربية، وسيعملون على استضافتها في بلدهم ليحدث التواصل والتعارف. وأكد كونكديج جاتيرانترا سامي بين، أحد مخرجي الفيلم التايلاندي "سواسدي بانكوك"، الذي عرض ضمن فعاليات الدورة التاسعة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، احتفاء بالسينما التايلاندية، أن هذه الأخيرة عرفت خلال السنوات الماضية طفرة نوعية، خصوصا مع جيل المؤلفين الشباب، الذين أصبحت لهم شهرة عالمية ساهمت في التعريف بالسينما التايلاندية، التي تسعى إلى إمتاع الجمهور. وأضاف كونكديج، الذي كان رفقة وفد من المخرجين التايلانديين، في ندوة صحفية نظمت على هامش الاحتفاء بالسينما التايلاندية، أن المخرج في التايلاندي يعاني الهيمنة التجارية على إنتاج الأفلام، إذ من الصعب العثور على التمويل اللازم للإنتاج ، مشيرا في السياق ذاته بأن هناك أرباحا تذرها الأفلام، التي يعيد إنتاجها رغم ضعفها. من جانبه، أعرب سونكيوس سوكماكانان، مخرج الفيلم التايلاندي "المدرسة الداخلية"، عن عميق امتنانه لمؤسسة مهرجان مراكش الدولي للفيلم وارتياحه جراء الاهتمام، الذي حظيت به السينما التايلاندية، وهو ما يشكل نافذة مفتوحة على الصناعة السينمائية بهذا البلد الأسيوي خلال العشرية الأخيرة، معبرا في الوقت نفسه عن استيائه العميق من اللامبالاة التي تعانيها السينما التايلاندية من طرف المسؤولين، من خلال الرقابة التي كان يمارسها النظام التقليدي القديم على إنتاج الأفلام. في المقابل أجمع وفد المخرجين التايلانديين على أن من أهم مميزات السينما التايلاندية، توظيف المناظر الطبيعية، التي يركز فيها المخرج على البحر والغابات، لأن هذه النقطة مرتبطة أساسا بفكرة البحث عن الاستقلالية الذاتية وإبعاد الآخر، بالإضافة إلى قلة الحركة واعتماد الممثلين في تشخيصهم للأحداث على حركة الجسد وتقاسيم الوجه. وأوضحوا أن كاتب سيناريو الفيلم بالتايلاند، يعتمد على تقنية الفلاش باك أو ما يعرف بتقنية الاسترجاع، التي يهدف من خلالها إلى بناء أحداث مستقبلية ليبقى الزمن حاضرا في الفيلم التايلاندي بشكل عاد. وكانت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، قررت الاحتفاء بالسينما التايلاندية، التي شهدت ازدهارا فنيا خلال ال 15 سنة الأخيرة، في الدورة الحالية عبر عرض مجموعة من الإنتاجات السينمائية لهذا البلد. وشهدت السينما التايلاندية في السنوات الأخيرة طفرة نوعية، خصوصا مع المؤلفين الشباب نونزي نيميبوتر، وبن إك راتاناروانغ، وويسيت ساساناتينغ، وأكسيد بانغ، والمخرجين المرموقين كشاتيشاليرم يوكول، إضافة إلى بروز مواهب جديدة من قبيل أبيتشابونغ، ويراسيتاكول، وسونغس سوغماكانان، وتاناكورن بونغسوان، الذين أصبحت لهم شهرة عالمية ساهمت في التعريف بالسينما التايلاندية في مختلف الدول الأجنبية. وبهذه المناسبة برمج المهرجان عرض مجموعة من الأفلام التايلاندية، التي تعطي نظرة شاملة عن السينما بهذا البلد من بينها فيلم "سواسدي بانكوك" (2009) لأربعة مخرجين، كانوا حاضرين في المهرجان وهم ويسيت ساساناتيينك، الذي كتب سيناريو الفيلم أيضا، وأديتيا أسارات، وكونكديج جاتيرانتراسامي وبين، وإيك راطانانيوريك، ويقدم الفيلم رؤية أربعة مخرجين تايلانديين عن عاصمة بلادهم بانكوك، من خلال أربع وجهات نظر حول المدينة، وعن حياة سكانها كبارا وصغارا وأغنياء وفقراء، فيتشكل من كل ذلك تمازج غني بالألوان، كما هي صورة بانكوك. ويعد هذا الفيلم بمثابة قصيدة مدح في السينما التايلاندية. كما جرى عرض باقة مختارة من الإنتاجات السينمائية التايلاندية، ويتعلق الأمر ب"دموع النمر الأسود" (2000)، و "ساتريليكس نساء من حديد" (2000)، و"جان دارا" (2001)، و"مونراك ترونسيستور" ( 2001)، و"فتاتي" ( 2002)، و"أونك باك" ( 2003)، و"مرض استوائي" (2004)، و"ميدنايت ماي لوف" ( 2005)، و"المدرسة الداخلية" ( 2006)، و"الملك ناريسوان" (2006)، و"مدينة رائعة" (2007).