تتواصل، اليوم الاثنين، بمدينة مراكش فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بعرض مجموعة من الأفلام في مختلف أصناف المهرجان، تتقدمهم المسابقة الرسمية.المايسترو أشيبان مع العازف الكوري (خاص) وتميز حفل افتتاح المهرجان، مساء الجمعة الماضي، بالمزج الرائع بين الفولكلور المغربي، المتمثل في موسيقى "أحيدوس"، بقيادة المايسترو الحسين آشيبان، والموسيقى الكورية الجنوبية، التي أبدعتها مجموعة "سامول ناوي"، التي مكنت الجمهور الحاضر والمتتبع لفعاليات المهرجان، من التعريف بالثقافتين المغربية والكورية، التي يخصها المهرجان، خلال هذه الدورة، بتكريم خاص. توالت فقرات حفل افتتاح المهرجان، الذي أعقب توافد نجوم السينما العالمية على البساط الأحمر لقصر المؤتمرات بعاصمة النخيل، إلى استقبال أعضاء لجنة التحكيم، التي يرأسها المخرج الإيراني عباس كيارو ستامي، وتضم في عضويتها المخرج المغربي لحسن زينون. وأبرز المخرج الإيراني عباس كيارو ستامي، رئيس لجنة التحكيم في كلمة له بمناسبة حفل افتتاح المهرجان، أن القيمة الحقيقية للأفلام لا تقاس بقرار لجنة التحكيم وإنما بأحكام النقاد، مشيرا إلى أن الزمن وحده الكفيل بالحكم على مدى بقاء هذه الأفلام واستمراريتها، مؤكدا في الآن ذاته أن أهمية هذه الدورة تكمن في اكتشاف مواهب جديدة في مجالات الإخراج والتمثيل، معربا عن الأمل في أن يشاطره الجمهور رأي لجنة التحكيم بخصوص قراراتها، التي من الصعب أن تخلو من المعايير الذاتية والتقييم الاعتباطي. حضر حفل افتتاح المهرجان العديد من الوجوه السينمائية المغربية والعالمية، الذين توافدوا على مدينة مراكش للاحتفاء بالفن السابع، في هذا اللقاء الفني السنوي، الذي نجح على غرار كبريات المهرجانات السينمائية العالمية منذ انطلاقته في استقطاب عشاق السينما. من جهة أخرى يقترح المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، خلال هذه الدورة، سلسلة من الدروس ضمن فقرة "ماستر كلاس"، ينشطها الناقد السينمائي الفرنسي جون بيير لافوانيا، يمنح من خلالها للطلبة وجمهور مدينة مراكش فرصة اكتشاف شاشة العرض ومشاهدة السينما في مسارها التصنيعي، وبعد التجربة السابقة التي قادها المخرج العالمي مارتن سكورسيزي سنة 2007، خلال التظاهرة ذاتها تزامنا مع افتتاح المدرسة العليا للسينما بمراكش. وتستضيف فقرة "ماستر كلاس"، خلال هذه الدورة، مجموعة من الوجوه الفنية من بينها المخرج والسيناريست المكسيكي ألفونسو كوران، ومدير التصوير والمخرج الأسترالي كريستوفر دويل، والمخرج والسناريست الأميركي جيم جارموش، والمخرج والسناريست الصربي أمير كوستوريتشا، الذي يحظى بتكريم خلال هذه الدورة. وكان لجمهور مدينة مراكش، مساء أمس الأحد، موعدا مع "يوم البيئة"، الذي خصصته إدارة المهرجان للاحتفاء ب"البيئة"، إذ برمجت إدارة المهرجان ثلاثة أفلام توزعت بين الفيلم الفرنسي "هوم" لمخرجه يان أرتيس بيرترون، الذي تدور قصته حول سنة 200 ألف، إذ سيخل الإنسان بالتوازن الذي كانت عليه الأرض منذ أربعة مليارات سنة ليجعل بذلك مكان عيشه يتهدد الخطر، وبذلك لم يعد أمام الإنسانية سوى عشر سنوات ليدرك ما تسبب فيه من استغلال مفرط لمواد الأرض، ولتسعى إلى تغيير نمط الاستهلاك. وعرض ضمن الفقرة ذاتها الفيلم الأميركي "حقيقة مزعجة" لمخرجه ديفيس كوكنهيم، الذي يتمحور حول معطيات علمية تقيم الدليل على ظاهرة الاحتباس الحراري، يتجلى المسار الشخصي لآل كور، نائب الرئيس الأميركي الأسبق، وصراعه من أجل التخفيف من حدة الغازات المسببة في التغير المناخي. وقدم المخرجان الفرنسيان جون ألبير لييفير، ونيكولا إيلو فيلمها "وان – أعراض تيتانيك"، الذي يحذر خلاله العالم البيئي، نيكولا إيلو من الحالة التي آلت إليها الأرض ومواردها من خلال هذا الفيلم الوثائقي، الذي يظهر علاقة الإنسان بكوكب أصبح مهددا أكثر من أي وقت مضى. وكان حفل افتتاح المهرجان تميز بحضور بالعديد من الوجوه السياسية من بينها وعزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، ومحمد بوسعيد، وزير السياحة، بنسالم حميش، وزير الثقافة، ومحمد سعد العلمي، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، وأنيس بيرو، كاتب الدولة في الصناعة التقليدية. بالإضافة إلى مجموعة من الوجوه الأخرى من بينها نور الدين الصايل، المدير العام للمركز السينمائي المغربي، وفيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للقطب العمومي للاتصال السمعي البصري، نائبا الرئيس المنتدبين، إلى جانب مسؤولي ورؤساء ومالكي مجموعة من المؤسسات الإعلامية الوطنية، فضلا عن مسؤولين في العديد من المؤسسات الوطنية.