افتتحت، مساء الجمعة الماضي، فعاليات الدورة التاسعة من المهرجان السينمائي الدولي بمراكش، على إقاعات أحيدوس والإيقاعات الكورية بقيادة المايسترو أشيبان، وتميزت بتقديم أعضاء لجنة التحكيم الدولية إلى جانب النجوم المكرمين، لينطلق بعد ذلك أول عروض المسابقة الرسمية. تميز حفل الافتتاح الذي تابعه العشرات من الفنانين المغاربة والأجانب بالعرض الموسيقي الباهر الذي قاده المايسترو أشيبان، إذ امتزجت الإيقاعات الأصيلة لأحيدوس الحاملة لتاريخ الفن الأمازيغي المغربي، بالإيقاعات الأسيوية التي جسدتها فرقة»صامو نوري»، ففي لحظة تحول الإيقاعين الكوري والمغربي، إلى إيقاع واحد يمنح للفن الحق في التأكيد على أنه قادر على التقريب بين الشعوب والثقافات، إيقاع استحق معه المايسترو الوقوف والتصفيق المتواصل من طرف الجمهور الأجنبي، قبل المغربي. وشهد حفل الافتتاح تقديم لجنة التحكيم الذي تكفل بها رئيسها في هذه الدورة المخرج الإيراني الكبير عباس كايروستاني، هذا الأخير الذي عبر عن سعادته بالتواجد في المغرب الذي زاره كضيف في مهرجان مراكش في دورات سابقة، وذكر بالزيارة التي قام بها قبل خمس سنوات، وقال إن هذه السنة مختلفة، بالنظر إلى أن تعرف تكفله برئاسة لجنة التحكيم. واعتبر عباس أن مسؤولية لجنة التحكيم صعبة، على أساس أن تقييم الفن يعتمد على معايير ذاتية، وهو برأيه تقييم اعتباطي، فليس هناك قاعدة مطلقة في التقييم، وأضاف أن القيمة لا يؤسسها النقاد أو الجمهور، فالزمن هو الكفيل بإبراز قيمة عمل ما، «نتمنى أن نتوقف في اكتشاف أفلام ومواهب جديدة»، يقول كايروستامي. وعرفت الليلة ذاتها، عرض فيلم الافتتاح، تحت عنوان «جون رابي»، وهو فيلم يؤرخ للحرب العالمية الثانية،من خلال شخصية جون رابي الذي سيقرر العودة إلى برلين، بعد أن قضى ثلاثين سنة في إدارة فرع لشركة «سيمنس» في العاصمة الصينية،وقبيل مغادرته،سيهجم الجيش الياباني، مما سيفرض على رابي رفقة بعض الأجانب خلق منطقة آمنة لحماية المدنيين الصينيين. ونوه فلوريان كاليتبيركر مخرج فيلم الافتتاح بالمهرجان، واعتبر أن إدراج فيلمه في الافتتاح شرف كبير، وأكد على أهمية الفيلم باعتباره يتحدث عن القيم الإنسانية. وعبرت بطلة الفيلم السينمائي عن اعتزازها بهذه التجربة السينمائية، واعتبرت الفيلم مهما في حياتها، لطبيعة القصة التي تم الاشتغال عليها. وافتتح اليوم الثاني بعقد نور الدين الصايل، مدير المركز السينمائي المغربي، للقاء مع ممثلي الصحافة الوطنية، عبر فيه عن احترامه لدور الصحافة الوطنية في إنجاح هذه التظاهرة السينمائية الدولية، والتمس تفهم الصحافة عند وقوع بعض الهفوات. ونظمت بعد ذلك ندوة للنجم الهوليودي كريستوفر والكن، رصدت محطات من مساره السينمائي الطويل. وشهد اليوم الثاني للمهرجان افتتاح المسابقة الرسمية للمهرجان بعرض فيلم «امرأة بدون بيانو»، هو فيلم يحكي عن مسار حياة متزوجة منعزلة،لا أصدقاء لها،تعيش بعيدة عن الناس، تكرس كل وقتها لعائلتها،فجأة انخرطت في حياة الليل. وعرض في اليوم ذاته فيلم ثان يندرج ضمن المسابقة الرسمية بعنوان» إذا صمد أحدهم،سيتبعه الآخرون»، هو فيلم فرنسي، تدور قصته حول شخصية «زهرة»، وهي امرأة جزائرية، تحل بفرنسا للقاء قاتل ابنها، أما لو فهي تحاول أن تساعد حبيبها السجين، وستدخل شخصية ستيفان لتمنح القصة ثلاثة خطوط متداخلة. وكانت لحظة تكريم النجم الأمريكي «كريستوفر والكن» أهم لحظات المهرجان إلى حدود اليوم الثاني لهذه التظاهرة، فما أن بدا الممثل الهوليودي على الخشبة، حتى وقف كل الجمهور بدون استثناء تحية لمسار فنان كبير يعد أحد أهم الأسماء الشهيرة في عالم السينما. وقال والكن في كلمة مقتضبة: «أود في البداية أن أشكر الأمير مولاي رشيد، وأشكر مهرجان مراكش، إنني أعلم أن هناك أناسا يشتغلون على صناعة السينما، وأتمنى أن أشتغل في عمل سينمائي الآن». وتلا التكريم عرض فيلم «أحبك شينكدو» للمخرج كون جيان،هو فيلم رومانسي، يحكي عن قصتي حب، الأولى ترصد طموح راقصة السامبا لتحقيق لقاء الشاب الذي أنقذها عندما كانت طفلة، وللعثور على الرجل الذي كان سببا في معاناة قريب لها، أما القصة الثانية، فتعود بالمشاهد إلى سنوات السبعينات، حين أحب صاحب مقصف لتقديم الشاي نادلة جميلة.