تشهد الساحة الغنائية المغربية ظهور موجة من المواهب الصاعدة، التي تتمتع بأصوات جميلة، لكن أغلبها يختفي بمجرد المشاركة في إحدى السهرات التلفزيونية، أو في بعض المهرجانات الوطنية.يمكن أن نقسم هذه الأصوات إلى ثلاث فئات، منها التي تحظى باهتمام المسؤولين عن الميدان، من خلال مساعدتها على إنجاز ألبومات غنائية، وإبراز طاقتها الغنائية في بلدها، ومنها التي فضلت الهجرة إلى الشرق، بحثا عن آفاق جديدة وفرص عمل وانتشار أوسع، بحيث تفتح الأبواب لكل موهبة صاعدة ترغب في الوصول إلى النجومية. أما الفئة الثالثة فتظل حبيسة الكواليس، لا أحد يطرق بابها، ولا يهتم بصوتها، فتتجه نحو الفنادق، حيث تبحث عن الظهور ولو بشكل نسبي لا يرضي طموحاتها. عزيزة دلال، واحدة من الأصوات المغربية، التي تعشق الأغنية المغربية، وترغب في أن يصبح لها يوما ما اسم فني، إلى جانب باقي الوجوه الغنائية المغربية. عشقت الغناء، منذ الصغر، واشتغالها في مجال تربية الأطفال بدار الشباب، ساعدها على أن تظل متعلقة بالغناء، إذ كانت تغني للأطفال باستمرار. لاحظت في ما بعد أن الله وهبها نعمة الصوت الجميل، وبإرادتها الشخصية وثقتها، إلى جانب مساعدة أسرتها، شاركت دلال في أحد المهرجانات الوطنية بطنجة، مسقط رأسها، ونالت المرتبة الأولى سنة 2004، عن أغنية "سيرت الحب" لكوكب الشرق. بذلك الفوز، ظنت عزيزة أن الأبواب ستفتح أمامها لاحتضان صوتها، ورغم المشاكل التي يعرفها الميدان، ظلت تحلم بمعانقة الجمهور المغربي، إلى أن أتيحت لها فرصة المشاركة في بعض السهرات الغنائية، على القناة الأولى، وكانت أهمها حضورها في "نغموتاي". قالت عزيزة في تصريح ل"المغربية" "أستعد لإنجاز ألبومي الأول، "حبيبي مالو"، الذي سيرى النور، في أبريل 2010، ويضم ثلاث أغاني مغربية. اخترت كلماتها، ولحنها العربي كنمي". ككل صوت صاعد، تحلم عزيزة بالذهاب إلى الشرق، لكن الثقة التي أصبحت مفقودة في الأشخاص الذين يهتمون بالميدان، تدفعها لتغيير رأيها، وتتمنى أن تحظى بفرصة أفضل في بلدها. تعمل حاليا مطربة في أحد الفنادق الكبرى بالدارالبيضاء، موضحة أن غناءها هو المورد الوحيد، الذي تساعد به أسرتها وابنتها الوحيدة "نعمة"، لأنها مطلقة، وتعتني بمسؤولية ابنتها. وعن أسباب الطلاق، كشفت عزيزة أن الغناء لم يكن السبب في انفصالها عن زوجها. تعشق عزيزة، دلال صوت نعيمة سميح، لأنه يتميز ببحة توجد في صوتها، على حد تعبيرها، كما يلهمها غناء ليلى مراد وأم كلثوم، اللتين تجيد الغناء لهما. من جهة أخرى، تقول عزيزة "أمثالي كثيرون في الوسط الفني، وعلى القيمين عن الميدان ألا يتركوا مثل هذه الأصوات تضيع، لأنه في الشرق أبسط الأصوات تحيرهم، حيث تجدهم يتهافتون عليها، من أجل دعمها ومساندتها، في حين أنه في بلدنا نتوفر على طاقات مبدعة وجميلة، ونتركها تحتضر". وتضيف "عوض أن يشارك هؤلاء المطربون في مسارح ومؤسسات ثقافية، ومناسبات تليق بمستوى أصواتهم، نتركهم يطرقون أبواب الحانات والفنادق، بحثا عن فرصة عمل. يجب إعادة النظر في الميدان الغنائي المغربي، وإلا سيصبح في خبر كان، فالجمهور المغربي في حاجة إلى سماع الأغنية الأصيلة، كما كان الشأن في سنوات الثمانينيات والتسعينيات، عندما كانت الأغنية المغربية في أوجها، كلمة ولحنا وغناء. نحن لذلك الزمن الجميل، إذ الأصوات الجميلة، التي ظلت حية في وجدان كل غيور على الساحة الغنائية المغربية. يجب ألا نعيش على الماضي، فبمساعدة الأصوات الصاعدة، ستمضي الأغنية المغربية إلى الأمام، وستسترجع مكانتها، وطنيا وعربيا".