فندق الفرح، وفندق الياسمين، وفندق النزاهة، وفندق الباهية، أسماء ليست لمجموعة من فنادق أحدثتها وزارة السياحة للرفع من معدل عدد الفنادق على المستوى الوطني، خاصة مع الخصاص، الذي يشهده هذا القطاع، لكنها، بكل بساطة، أسماء لمجموعة من الخيام، تحولت بمناسبة عيد الأضحى إلى أماكن لاستقبال خرفان بعض المواطنين. فبمجرد حلول الأيام الأولى من شهر ذي الحجة، بادر عدد من الشباب إلى نصب خيام في أحيائهم، وتعليق لا فتات تحاول استمالة المواطنين لوضع ثقتهم في هذه الوسلية للاهتمام بالخرفان قبل يوم عيد الأضحى. وإذا كانت أثمنة الفنادق تختلف من فندق إلى آخر، حسب عدد النجوم في التصنيف، فالأمر نفسه ينطبق على هذه الخيام، إذ يتراوح الثمن بين 10 دراهم و20 درهما، وهذا يرجع إلى مستوى الخدمات المقدمة من "فندق" إلى آخر. وبدأت الخيام تنصب منذ النصف الثاني من الأسبوع الماضي في عدد من المناطق البيضاوية، ويضطر عدد من المواطنين للاستعانة بهذه "الفنادق"، نظرا لضيق شققهم، خاصة بالنسبة إلى الذين يقطنون بالشقق الاقتصادية. من بين المواطنين الذين اعتادوا الاستعانة بهذه الخدمة كل سنة، عبد القادر، وهو واحد من سكان حي الألفة، يعتبر أن هذه الوسلية طريقة للتخلص من "صداع الرأس"، الذي ينجم عن وجود الخروف في منزله، إضافة إلى أنها أحسن وسيلة كي لا يشعر الخروف بأي نوع من الغربة. وإذا كان عبد القادر واحدا من بين العديد من المواطنين يلجأون إلى هذه الطريقة للتخلص نهائيا من مخلفات وجود الخروف وسط الشقة، فإن مواطنين آخرين يعتبرون ألا قيمة للعيد إلا بسماع ثغاء الخروف داخل الشقة، إضافة أن الأطفال يبتهجون بهذا الضيف، وهو يقاسمهم فرحة العيد. وتعد هذه الخيام طريقة أخرى لكسب المال بالنسبة لمجموعة من الشباب العاطلين، الذين تتحول المناسبات الدينية بالنسبة إليهم وسيلة لتوفير بعض المال، يعينهم على قضاء حوائجهم في الأيام المقبلة.