قررت العديد من الفنادق المشاركة في برنامج «كنوز بلادي» الانسحاب من العرض المقدم ضمن هذا البرنامج، والذي أطلقته وزارة السياحة في مارس الماضي لتلبية حاجيات السياح المغاربة لعرض فندقي بأسعار في المتناول، فمن أصل 9 فنادق مشاركة اتصلت «المساء» بإداراتها أوضحت 6 فنادق أنها لم تعد تقدم عرضا ضمن برنامج «كنوز بلادي»، أو أنه عرض صالح لفترة الصيف فقط، في حين أن هذا البرنامج الذي انطلق في 9 مارس الماضي يفترض أن يستمر طيلة السنة الجارية، ويشمل أزيد من 200 مؤسسة فندقية وإيوائية في العديد من مدن المغرب السياحية وغير السياحية. فقد قالت إدارة فندق بمدينة تطوان من فئة 3 نجوم إن مشاركته في البرنامج ستنتهي في 6 غشت المقبل، فيما قالت إدارة فندق آخر بمدينة المضيق الشاطئية إنه أنهى مشاركته في 30 يونيو الماضي، وبالتالي لن يستقبل أي مغربي ضمن الأثمنة التفضيلية التي يقدمها برنامج «كنوز بلادي»، والتي حددت في 360 درهما لليلة الواحدة في فنادق 3 نجوم. وفي مدينة مراكش، أفادت إدارتا فندقين اثنين بأن مشاركتهما في «كنوز بلادي» منحصرة في فترة الصيف، بحيث سيتوقف فندق من فئة نجمتين عن تقديم العرض التحفيزي المحدد في 260 درهما لليلة الواحدة في آخر شهر يوليوز الجاري، فيما أعلن فندق آخر من فئة 4 نجوم أن العرض صالح لفترة الصيف فقط. انسحاب بعض الفنادق المشاركة في البرنامج يشمل مدناً عديدة في شمال المغرب، ولكن أيضا وسطه وبالضبط في مدينة الدارالبيضاء، حيث كان ل «المساء» اتصال بثلاثة فنادق أكد أحدها أنه ليس معنيا أصلا ب»كنوز بلادي» وهو فندق من فئة 3 نجوم، في ما أكد الثاني وهو من فئة نجمتين مشاركته طيلة السنة، كما جرى الاتفاق حولها بين وزارة السياحة والفدرالية الوطنية للصناعة الفندقية، في حين أوضحت إدارة فندق من فئة 4 نجوم أن العرض صالح لموسم الصيف فقط. هذه الانسحابات أدت بعدد من المواطنين المغاربة إلى توجيه شكايات إلى بعض جمعيات حماية المستهلك، على أساس أن الموقع الرسمي الذي أطلقه المكتب المغربي للسياحة والخاص ببرنامج «كنوز بلادي» يحدد قائمة باسم وهواتف الفنادق المشاركة والأسعار المحددة، في حين تفاجأ العديد من الذين قصدوا بعض الفنادق بعدم التزامها بتقديم العرض الفندقي المتضمن في برنامج «كنوز بلادي» أو بقلة الغرف المخصصة للسياحة الداخلية، أو بتحديد آجال انتهاء العرض قبل المدة المتفق عليها رسمياً. وفي هذا السياق، صرح رئيس جمعية المستهلكين المتحدين وادي مديح ل «المساء» أن جمعيته تلقت خلال الأسبوع الماضي 9 شكايات من مواطنين رفضت فنادق مشاركة في «كنوز بلادي» إيواءهم وفق الشروط المنصوص عليها، رغم أن أسماءها مدرجة ضمن القائمة في الموقع الإلكتروني الرسمي للبرنامج. وأضاف مديح أن الجمعية بعثت، السبت الماضي، بشكاية إلى الموقع الرسمي للبرنامج في شبكة الأنترنت دون أن تتلقى إلى حد الساعة أي توضيحات. وقد حاولت «المساء» من جانبها الحصول على توضيحات من المكتب الوطني المغربي للسياحة المكلفة بتنفيذ وتتبع «كنوز بلادي» إلا أن الاتصالات المتوالية طيلة صباح أمس الاثنين مع المدير العام ومسؤولة التواصل والمسؤولة المباشرة عن تتبع البرنامج باءت كلها بالفشل. وتعيد هذه الانسحابات للأذهان الفشل الذي أصاب «كنوز بلادي» في نسختها الأولى في سنة 2005 إبان استوزار عادل الدويري لوزارة السياحة، وقد كان من بين الأسباب الرئيسية لعدم نجاح البرنامج غياب انخراط كافة الفاعلين الفندقيين في هذا العرض الذي يهدف إلى تقديم عرض للسياح المغاربة الذين لا يجدون عرضا فندقيا يتناسب وقدراتهم الشرائية، فيفضلون القطاع غير المهيكل أو قضاء العطلة لدى العائلة أو الأصدقاء... يشار إلى أن «كنوز بلادي» هو نتاج شراكة بين الدولة والفنادق لتقديم إيواء سياحي للسياح الداخليين بأثمنة مناسبة تتراوح بين 260 درهما لليلة الواحدة بالنسبة إلى فنادق من فئة نجمتين و560 درهما لليلة الواحدة بالنسبة إلى فنادق 4 نجوم، أما فنادق 5 نجوم فيفترض أن تقدم خصماً بنسبة 60 % لسعر المبيت في الغرفة.