مرة أخرى تولي وزارة السياحة وجهها جهة السياح المغاربة، فقد أعلن أول أمس الإثنين، عن الطبعة السادسة من برنامج «كنوز بلادي» الذي يخاطب السياح المحليين طيلة السنة. في تقديمها لهذا العرض الجديد، يرتقب أن تمتد هذه العملية على مدى السنة في جميع التراب الوطني ، خلافا للعمليات السابقة التي كانت تأخذ طابعا موسميا يحددها في زمن، حيث إنها كانت توجه إلى السياح المغاربة خلال العطل فقط. ويتناول العرض الجديد أسعار الإقامة في الفنادق المصنفة التي انخرطت في العملية، بحيث يقترح سعر 260 درهما لغرفة في الفنادق من نجمتين و 360 درهما لغرفة في فندق من ثلاث نجمات، و 560 درهما في غرفة في فندق من أربع نجوم ، ناقص 60 في المائة بالنسبة لسعر غرفة فندق من خمس نجوم . و تنخرط في هذه العملية، التي تجري بتنسيق مع الفيدرالية الوطنية للصناعة الفندقية، أكثر من 225 مؤسسة فندقية، مما يعني توفير 8 آلاف سرير في جميع أصناف الفنادق في جميع أنحاء المغرب، في ذات الوقت ستواكب العملية حوالي 180 و كالة أسفار في جميع أنحاء المغرب. و أوضح على غنام، رئيس الفيدرالية الوطنية للصناعة الفندقية، في تصريح ل«المساء» ميزانية مهمة، لم يشأ الإفصاح عن قيمتها، قد تم رصدها من أجل التواصل حول العروض التي يراد منها إنعاش السياحة الداخلية، علما أن السياح المحليين يمثلون ثاني زبون للفنادق المغربية، بعد السياح الفرنسيين. و أشار غنام إلى أن مطويات وموقعا إلكترونيا وضعا رهن إشارة الزبناء من أجل التعرف على الفنادق التي تنخرط في عملية كنوز بلادي في طبعتها السادسة، بحيث يمكن للسائح المغربي المرور عبر وكالات الأسفار المعتمدة أو التعامل مباشرة مع الفنادق شريطة الحجز ثلاثة أيام قبل الحلول بها، مضيفا أن العرض الجديد من كنوز بلادي يتوقع بعض الامتيازات التي تمنح لأطفال الأسر التي تحل بالفنادق المعتمدة. ومن جانبه شدد، محمد بوسعيد، وزير السياحة والصناعة التقليدية، على أن عرض كنوز بلادي الجديد لم تمله الأزمة الحالية، بل يندرج ضمن رؤية تحاول الاستجابة لانتظارات الأسر المغربية، وهو الرأي الذي يشاطره غنام، الذي اعتبر أنه بعد وضع الخطة الاستباقية لمواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية الحالية على النشاط السياحي في المغرب، تصدى المهنيون بمعية المكتب الوطني المغربي للسياح لبلورة مخطط يهم السياحة الداخلية، وهو مخطط يحاول تجاوز الطابع الموسمي للعروض السابقة من « كنوز بلادي» في طبعاتها الخمس. يشار إلى أن وزارة السياحة و الصناعة التقليدية بلورت من أجل تطوير السياحة الداخلية، مخطط عمل يضع السياحة الداخلية ضمن أولوياته، حيث يمتد من 2008 إلى 2012 ، ويروم هذا المخطط توفير تسع محطات سياحية، تخول رفع ليالي المبيت إلى 9 ملايين ليلة سياحية في2012، مقابل 3 ملايين ليلة سياحية في 2007.و قد تم تفويت صفقة بناء ثلاث محطات سياحية، المتمثلة في محطة إفران و محطة إمي وادرا بأكادير ومحطة سيدي عابد بالجديدة، بينما توجد ثلاث محطات أخرى موضع طلبات عروض، و يتعلق الأمر بمحطات المهدية وواد المالح و راس الما. يشار إلى أن عائدات السياحة تراجعت في المغرب ب 20 في المائة في الشهر الأول من السنة الجارية، مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية، و هو ما يشكل أولى تداعيات الأزمة التي استعد لها المغرب بوضع مخطط «كاب 2009» الذي اعتبر خطة استباقية يحاول من خلالها المغرب الدفاع عن حصصه في الأسواق السياحية التقليدية و فتح أسواق جديدة.