أجلت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، الملحقة بابتدائية سلا، أول أمس الخميس، النظر في قضية ثلاثة متهمين من رجال الشرطة، لهم ارتباطات بعصابة إجرامية، إلى الثالث من دجنبر المقبل. وقررت هيئة الحكم تأجيل النظر في القضية، التي يتابع فيها عميد شرطة بتطوان، وضابط شرطة بمصلحة الشرطة القضائية بتطوان، ودركي، برتبة مساعد رئيس مركز، للمرة الثانية، من أجل إعداد الدفاع. ويتابع المتهمون الثلاثة، الذين اعتقلوا على خلفية وجود ارتباطات لهم بخلية "أبو ياسين" الإرهابية، التي جرى تفكيكها في يوليوز الماضي، بتهم "تحريف محضر بسوء نية، عن طريق إثبات صحة وقائع يعلم أنها غير صحيحة، وتلقي مبالغ مالية على سبيل الرشوة، مقابل تقديم مساعدة إلى عصابة إجرامية، وتهريب مجرم رهن الاعتقال، والحيلولة دون القبض عليه، والمشاركة في تقديم مساعدة إلى عصابة إجرامية"، كل حسب المنسوب إليه. وأفادت مصادر مقربة من القضية أن الغرفة الجنائية الابتدائية باستئنافية سلا، من المنتظر أن تضم ملف المتهمين الثلاثة إلى الملف الأصلي "خلية أبو ياسين"، التي يتزعمها عبد الله أهرام، الملقب ب"أبو ياسين"، كما ينتظر أن تحدد الغرفة للخلية، التي ستحال على الغرفة الجنائية الابتدائية، في دجنبر المقبل، تاريخ الجلسة نفسه، أي 3 دجنبر، الذي أجلت إليه جلسة المتهمين من رجال الأمن. وجاءت متابعة المتهمين الثلاثة على ضوء ما خلصت إليه التحريات الأمنية، عقب الكشف عن تفكيك خلية "أبو ياسين"، التي تنشط بين المغرب وإسبانيا، إذ أكدت التحريات أن المتهمين الثلاثة كانوا على علاقة بخلية "أبو ياسين" الإرهابية، وساعدوا بعض عناصرها على تسهيل عملية دخول سيارات إلى المغرب، بحكم أنهم يعملون بالنقطة الحدودية بباب سبتة. ويضيف الاتهام أنهم كانوا يتلقون مبالغ مالية عبارة عن رشاوى، للسماح بدخول سيارات مسروقة. وأشارت التحريات إلى أن المتهمين ساعدوا، أيضا، بعض عناصر المجموعة الإرهابية على الفرار، بتسريب معلومات تفيد بأنهم تحت المراقبة من طرف الأجهزة الأمنية. وكانت مصالح الأمن أعلنت، في يوليوز الماضي، عن تفكيك خلية "أبو ياسين"،التي أظهرت التحريات أنها خططت لاعتداءات إرهابية بسيارات مفخخة ضد منشآت سياحية، وأخرى عمومية. ويتابع في هذا الملف 12 متهما، بينهم ثلاثة أشقاء يحملون الجنسية الإسبانية، وجهت لهم تهم "تكوين عصابة إجرامية، لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية، وجمع وتدبير أموال بنية استخدامها في أفعال إرهابية، والاتجار في المخدرات، وتهريب السيارات، والسرقات والتزوير"، كل حسب ما نسب إليه. وأكدت مصادر أمنية أن هذه الخلية، التي تنشط بين إسبانيا والمغرب، تابعة لتنظيم "السلفية الجهادية"، ويترأسها الملقب ب"أبو ياسين"، من مواليد 1975 بتطوان، مقيم بسبتةالمحتلة، وكان معتقلا في إطار تنظيم "السلفية الجهادية"، ومحكوم عليه بسنتين حبسا نافذا، ضمن ما يعرف بخلية "أنصار المهدي"، التي فككت سنة 2006. وكان "أبو ياسين" يعمل، منذ إطلاق سراحه في يوليوز 2008، على تشكيل هذه الخلية بسبتة السليبة، واضعا رهن إشارة أعضائها تجربته كناشط إسلامي متمرس، ومهرب سابق للمخدرات في إسبانيا.