في تطور مفاجئ، أمرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف في الرباط، الملحقة بابتدائية سلا، أول أمس الخميس، بضم قضية ثلاثة متهمين من جهازي الأمن والدرك، إلى ملف خلية المدعو"أبو ياسين" المتابعة أمام القضاء بموجب قانون الإرهاب، أي محاكمتهم أمام محكمة مكافحة الإرهاب بدل غرفة الجنايات. وقررت هيئة المحكمة، في جلسة أول أمس الخميس، تأجيل النظر في هذه القضية إلى الرابع عشر من شهر يناير المقبل، بعدما أضحى يتابع فيها عميد شرطة بتطوان، وضابط شرطة بمصلحة الشرطة القضائية بالمدينة نفسها، ودركي، برتبة مساعد رئيس مركز، جنبا إلى جنبا مع أفراد خلية "أبو ياسين". ويتابع المتهمون الثلاثة، الذين اعتقلوا على خلفية وجود ارتباطات لهم بالخلية المذكورة، التي جرى تفكيكها في يوليوز الماضي، بتهم "تحريف محضر بسوء نية، عن طريق إثبات صحة وقائع يعلم أنها غير صحيحة، وتلقي مبالغ مالية على سبيل الرشوة، مقابل تقديم مساعدة إلى عصابة إجرامية، وتهريب مجرم رهن الاعتقال، والحيلولة دون القبض عليه، والمشاركة في تقديم مساعدة إلى عصابة إجرامية"، كل حسب المنسوب إليه. وجاء ضم ملف المتهمين الثلاثة إلى الملف الأصلي لخلية المدعو" أبو ياسين"، التي يتزعمها عبد الله أهرام، بموجب أمر قضائي غير قابل للطعن فيه، بعدما سبق للغرفة الجنائية الابتدائية بسلا أن أجلت جلسة الاستماع للمتهمين عدة مرات بطلب من الدفاع. وجاءت متابعة المتهمين الثلاثة على ضوء ما خلصت إليه التحريات الأمنية، عقب الكشف عن تفكيك خلية "أبو ياسين"، التي تنشط بين المغرب وإسبانيا، إذ أكدت التحريات أن المتهمين الثلاثة كانوا على علاقة بخلية المدعو "أبو ياسين"، وساعدوا بعض عناصرها على تسهيل عملية دخول سيارات إلى المغرب، بحكم أنهم يعملون بالنقطة الحدودية بباب سبتة. ويضيف صك الاتهام أنهم كانوا يتلقون مبالغ مالية عبارة عن رشاوى، للسماح بدخول سيارات مسروقة. وأشارت التحريات إلى أن المتهمين ساعدوا، أيضا، بعض عناصر المجموعة الإرهابية على الفرار، بتسريب معلومات تفيد أنهم تحت المراقبة من طرف الأجهزة الأمنية. وكانت مصالح الأمن أعلنت، في يوليوز الماضي، عن تفكيك خلية "أبو ياسين"، التي أظهرت التحريات أنها خططت لاعتداءات إرهابية بسيارات مفخخة ضد منشآت سياحية، وأخرى عمومية. ويتابع في هذا الملف 12 متهما، بينهم ثلاثة أشقاء يحملون الجنسية الإسبانية، وجهت لهم تهم "تكوين عصابة إجرامية، لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية، وجمع وتدبير أموال بنية استخدامها في أفعال إرهابية، والاتجار في المخدرات، وتهريب السيارات، والسرقات والتزوير"، كل حسب ما نسب إليه. وأكدت مصادر أمنية أن هذه الخلية، التي تنشط بين إسبانيا والمغرب، تابعة لتنظيم "السلفية الجهادية"، ويترأسها الملقب ب" أبو ياسين"، من مواليد 1975 بتطوان، مقيم بسبتةالمحتلة، وكان معتقلا في إطار تنظيم "السلفية الجهادية"، ومحكوما عليه بسنتين حبسا نافذا، ضمن ما يعرف بخلية "أنصار المهدي"، التي فككت سنة 2006. وكان عبد الله يعمل، منذ إطلاق سراحه في يوليوز 2008، على تشكيل هذه الخلية بسبتة السليبة، واضعا رهن إشارة أعضائها تجربته كناشط إسلامي متمرس، ومهرب سابق للمخدرات في إسبانيا.