أحالت عناصر الدرك الملكي بالهراويين، بضواحي الدارالبيضاء، أخيرا، على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، متهما بالاعتداء الجنسي على طفل لا يتجاوز عمره 8 سنوات، وتابعته بتهمة "الاعتداء الجنسي على قاصر".انطلقت وقائع القضية، أواخر شتنبر الماضي، كما يحكي والد الطفل الضحية، المصطفى بوكرن، القاطن بدوار الحاج صالح بالهراويين، الذي زار مقر الجريدة، ودموعه تملأ عينيه تحسرا على ما وقع لابنه من معاناة نفسية، جراء الاعتداء عليه جنسيا من طرف المتهم، الذي يسكن إلى جوار أسرته. قال والد القاصر الضحية ل"المغربية" إنه اكتشف بعد أزيد من سنة تعرض ابنه الأصغر دون الثامنة للاعتداء الجنسي من طرف أحد أبناء الجيران، عندما استدرجه لمرافقته إلى الحمام. وأضاف الأب أنه عندما عاد ابنه، لاحظت أمه أنه كان في حالة غير طبيعية، وبدا مرتبكا ولون وجهه يميل إلى الصفرة، إذ انزوى في أحد أماكن البيت، وما إن اقتربت منه حتى اكتشفت أن حرارته مرتفعة وجميع فرائسه ترتعد، فسألته عما جرى له فشرع في البكاء، وسرد على مسامعها بكل تلقائية ما ارتكبه في حقه جاره البالغ، الذي انتهك براءته بكل وحشية، واعتدى عليه بطريقة شاذة، مضيفا أنه هدده بألا يخبر أحدا بالأمر. وتابع الأب تصريحاته، قائلا إن زوجته، التي صعقت من هول ما سمعت من ابنها، أمسكت يده وانتقلت معه إلى منزل المتهم، وأخبرت أسرته بما قام به، فصدم أفراد أسرته وعددهم ثمانية، يستطرد الأب قائلا "تدخل أفراد أسرة المعتدي بكل وسيلة لثني زوجتي عن إخباري بما حل بولدنا، بعد أن تيقنوا أن ابنهم ارتكب جريمة يعاقب عليها القانون، فبدأوا في التوسل لزوجتي بألا ترفع دعوى قضائية، وألا تخبر أحدا، كما استعملوا كل الكلمات المعسولة والأساليب التقليدية كرمي العار، حتى كسبوا عطفها وتسامحها، وحتى لا يفتضح أمرهم بين الجيران...". وأشار الأب إلى أن زوجته أذعنت لتوسلات أفراد عائلة المتهم، وأخفت الأمر عنه أيضا، وتكتمت عما جرى لابنها، مضيفا أنها أخبرت باقي الأبناء، أيضا، بألا يخبروا أباهم بما جرى لشقيقهم الأصغر، حتى لا يتضخم الأمر، في حين، ظل الابن الضحية يعاني في صمت تبعات الاعتداء الجنسي الذي تعرض له، وهو لا يعي ما جرى له وما قام به جاره البالغ من افتراس لبراءته بكل وحشية. ومضى الأب قائلا "بعد مرور أكثر من سنة، وعلى إثر خصام تافه صغير بين زوجتي وأم المتهم تطور إلى عنف، أدى إلى إصابة زوجتي بنوبة سكري، اضطرت معها إلى الهرولة نحو مركز الدرك الملكي بالهراويين، حيث قدمت شكاية أخبرتهم فيها بكل ما جرى لابنها قبل سنة، لأفاجأ، أخيرا، باستدعائي من طرف عناصر الدرك الملكي، وحين ذهبت أخبروني أن ابني تعرض للاعتداء الجنسي"، إذ زاد الأب قائلا، دون أن يتمكن من تمالك أعصابه ودموعه، "ما حدث لابني الأصغر كانت صدمة قوية، توقف قلبي وشلت حركتي، وأحسست بالدوران، ولم أقدر على التحرك مما جرى لابني ومن تصرف زوجتي وباقي أبنائي"، مضيفا "استشطت غضبا وأصررت على متابعة المتهم قضائيا مهما كلفني الأمر". اعتقلت عناصر الدرك الملكي المتهم، بناء على شكاية والدي الضحية، وبعد توصلها بنتائج الخبرة الطبية الشرعية، التي عرض عليها الطفل الضحية، وتبين أنه تعرض للاعتداء الجنسي ثلاث مرات، وأن الاعتداء جرى، منذ فترة طويلة. وأحيل المتهم بعد التحقيق معه، في حالة اعتقال، على النيابة العامة باستئنافية البيضاء، لكن الأب فوجئ بإطلاق سراحه، وعدم اتخاذ أي إجراء في حقه، فالتجأ الأب إلى جمعية "ما تقيش أولادي" لعرض قصته، ومساعدته في تحريك المتابعة ضد المتهم، لأن ظروفه المادية ضعيفة، إذ نصبت الجمعية نفسها طرفا مدنيا في القضية، لمتابعة جميع أطوارها وإنصاف الطفل الضحية.