أحالت مصالح الشرطة القضائية بمفوضية أيت ملول التابعة لولاية أمن أكادير، الأسبوع الماضي، على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف في أكادير، شيخا، 66 عاما، متابعا على خلفية الاعتداء الجنسي على قاصرة..لا يتجاوز عمرها 5 سنوات، تقطن في حي الشهداء ببلدية أيت ملول، وتوبع بتهمة "هتك عرض فتاة قاصرة". وجرى إيقاف المتهم، الذي يعمل خياطا بالحي نفسه، بعد أن تقدمت أم الضحية بشكاية لدى المصالح الأمنية في القضية، مصحوبة بشهادة طبية تفيد تعرض ابنتها لاعتداء جنسي. وأكدت مصادر مقربة من الحادث، نقلا عن مصادر أمنية أن محضر الانتقال والمعاينة لمكان الاعتداء أثبت تطابق أوصاف المتهم ومكان الاعتداء، اللذين أفادت بهما الضحية للمحققين، خلال المواجهة بينها وبين المتهم، وخلال الاستماع إليها بحضور والدتها، كما أكدت ذلك أيضا خلال البحث التمهيدي، الذي أجرته عناصر الشرطة القضائية في الموضوع. يذكر أن حادث الاعتداء على هذه الطفلة، يأتي أياما بعد تفجرت قضية الاعتداء الجنسي على ستة أطفال من طرف أجنبي، ما يكشف تنامي هذه الظاهرة بمنطقة سوس في الآونة الأخيرة، وهو ما عبرت عنه جمعية "ماتقيش ولدي"، التي نصبت نفسها طرفا مدنيا في القضية للدفاع عن حقوق الأطفال الستة. وتصنف أكادير ثالث مدينة مغربية تقع فيها الاعتداءات على الأطفال بعد الدارالبيضاء ومراكش. وفي السياق ذاته، نظمت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع اليوسفية، بحر الأسبوع الماضي، وقفة احتجاجية بجماعة الكنثور (تبعد بخمسة كيلومترات عن مدينة اليوسفية)، احتجاجا على تنامي ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال القاصرين. وأوضح فرع الجمعية، في بيان صادر عنه، أن الجمعية سجلت، خلال الأسبوع الماضي، ثلاث حالات اعتداء جنسي على أطفال قاصرين، أولها تعرض طفل، 10 سنوات، لاعتداء جنسي من قبل شخص في عقده الثالث، حين كان قادما من المدرسة، وثانيها طفل، 12 عاما، تعرض لاعتداء جنسي في حدود السادسة مساء، ومباشرة بعد نهاية مباراة في كرة القدم، وأخيرا تعرض طفل معاق ذهنيا لهتك عرض، أيضا. وجاء في بيان الجمعية المغربية لحقوق الإنسان باليوسفية، أنها "توصلت بطلبي مؤازرة لطفلين جرى اغتصابهما، الملف الأول يتعلق بالطفل (س.ح) البالغ من العمر عشر سنوات، يتابع دراسته بالمستوى الرابع ابتدائي بجماعة الكنتور، أجريت له خبرة طبية أثبتت عجزا لمدة 25 يوما، وكان الضحية في طريقه إلى المدرسة يوم الجمعة 16/10/2009، إذ اعترض سبيله المتهم (ح.و.م) وجذبه إلى مكان بعيد فمارس عليه الجنس لأزيد من ساعتين. والملف الثاني يتعلق بالطفل (ت.ق) القاصر، الذي أمره المتهم بمرافقته تحت التهديد بالسلاح الأبيض إلى مكان قرب مقبرة، إذ ناوله الخمر رغما عنه كي يمارس عليه الجنس وهو فاقدا لشعوره. وسلمت للضحية شهادة طبية تثبث العجز لمدة 30 يوما". وأشارت الجمعية في البيان ذاته إلى أن ظاهرة الاغتصاب بجماعة الكنتور، استفحلت نظرا لانعدام الأمن وانتشار ظاهرة المخدرات، وسبق للجماعة نفسها أن عرفت العديد من حالات الاغتصاب، جرى الإبلاغ عنها دون معرفة مآلها. إذ من المنتظر أن يعرف الملف عدة تطورات نظرا لخطورته على أطفال المنطقة، واستغرب فرع الجمعية من إطلاق سراح أحد المتهمين في هذه الملفات المذكورة بعد اعتقاله، ما يشجع على تنامي الظاهرة واستفحالها.