الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية شاركت بأرشيفات مهرجان مراكش الدولي للفيلمنظم مشروع ذاكرة البحر الأبيض المتوسط، دورة تدريبية عن الفهرسة، من 12 إلى 14 أكتوبر الجاري، بمدينة الإسكندرية، في مصر العربية. ويعتبر المشروع، الذي بادر بإنشائه المعهد الوطني الفرنسي للسمعيات والبصريات INA ، والذي سيستغرق إنجازه ثلاث سنوات بتمويل من الاتحاد الأوروبي، جزءا من برنامج التراث الأوروبي المتوسطي الرابع. وتوجهت هذه الدورة التدريبية إلى عشرين موثق أتوا من منظمات ومراكز شريكة في المشروع، ومالكين للأرشيف، إذ ركزت على تبادل وتبني الخبرات في مجال الفهرسة. وتهدف الدورة إلى إنشاء قاعدة بيانات مشتركة لتسهيل الوصول إلى الأعمال السمعية والبصرية الهامة الخاصة بالبحر المتوسط ورقمنتها، بمشاركة أكثر من عشرين مفهرسا، من عشر شركات تلفزيونية، كما وفر القائمون على مشروع "ذكريات البحر الأبيض المتوسط" معدات الرقمنة اللازمة للتدريب. وتضمنت الدورة التدريبية تمارين عملية باستخدام الأعمال السمعية البصرية، المحفوظة في أرشيفات الشركات التلفزيونية المشاركة في الدورة، ومنها: انتشار الطحالب القاتلة عبر البحر الأبيض المتوسط، والكنيسة المعلقة في القاهرة، ومدينة القدس القديمة، ومدينة مادبا (الأردن)، ومهرجان مراكش السينمائي الدولي، والقصبة في الجزائر العاصمة، ومباني باوهاوس في تل أبيب. وفي السياق ذاته، عُقِد خلال الدورة التدريبية اجتماع بين باحثين من عدة جهات مشاركة في مشروع Imasud، لمناقشة وتنظيم الأوجه التوثيقية والتحريرية والعلمية للمشروعين. ويقوم شركاء المشروع، منذ شهر مارس الماضي، بتحديد وانتقاء أرشيفاتهم والوثائق السمعية البصرية، تبعا لستة مواضيع، وهي الثقافة والفنون، والتاريخ والحضارات، والمجتمعات وطرق العيش، والمشاهد والبيئة والسياحة، وهي المعالجة التي ستمكن من إعطاء نظرة شاملة عن التراث الثقافي الأورو متوسطي. وبعد جمع هذه المعطيات، التي تشمل أكثر من 100 وثيقة لكل مالك للأرشيف، يجري إنجاز دراسة لتنسيق أساليب انتقاء الوثائق بين مختلف الشركاء. والمشروع عبارة عن انطلاقة جديدة لآلية مشتركة بين شركاء المشروع، وملاءمة التطبيقات المهنية لفائدة مستعملي الأنترنت المستقبليين. ويشرف على المشروع المعهد الوطني للسمعي البصري، إذ سيقدم إلى العموم وثائق سمعية بصرية تهم نشر تراث غني وغير معروف، وملتقى النظرات حول المتوسط، وصيانة تراث غير مادي في خطر، والتحسيس بحمايته القانونية على مستوى البحر الأبيض المتوسط. ومثل المغرب في هذه الدورة، الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، بتقديمها أرشيفات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. وستعتمد الدورة التدريبية، التي نظمت بمكتبة الإسكندرية، على نتائج هذه الدراسة. وعالجت الحصة الأولى من الدورة الجانبين الخاصين بالنشر والتوثيق، بمشاركة موثقين وباحثين ومتخصصين في هذا المجال، فيما عالجت الحصص الأخرى للدورة موضوع فهرسة الوثائق من الجانبين النظري والتطبيقي. وسيتيح المشروع للجمهور لأول مرة عبر الإنترنت، الأرشيفات السمعية والبصرية لأكثر من 17 مؤسسة شريكة في المشروع، إضافة إلى أرشيفات قنوات تلفزيونية، ومؤسسات عاملة في هذا المجال. ويعد هذا المشروع متعدد الأوجه، حيث يتيح تراث غني ونادر عبر تشجيع وجهات النظر الثقافية المختلفة عبر البحر الأبيض المتوسط، وهو يركز على المحافظة على التراث الثقافي المهدد بالانقراض، في حين نشر الوعي بالجوانب القانونية المتضمنة في طرق المحافظة على هذا التراث. ويستمر، في الوقت نفسه، في إرساء محطات رقمية ليتسلمها الشركاء من المراكز السمعية البصرية، بعد فعاليات الدورة التدريبية الخاصة بالتوثيق الرقمي، التي عقدت في يوليوز الماضي، في مقر RAI بتورينو، في إيطاليا. للإشارة، فبرنامج التراث الأوروبي المتوسطي Euromed Heritage يساهم في تعميق التفاهم المتبادل بين حضارات البحر المتوسط، من خلال تعزيز التراث الثقافي. ويتيح البرنامج برسم (2008-2012) 4 فرص جديدة لشعوب المتوسط كي تعي أهمية إرثها الثقافي الرائع.