أكد السيد نوفل الرغاي ، المدير المركزي في الشركة الوطنية للإذاعة والتفلزة ، أن الشركة " منخرطة بقوة " في مشروع " أوروميد نيوز " وهو مبادرة للجنة الأوروبية تهدف إلى النهوض بالشراكة الأورومتوسطية في المجال السمعي البصري . وقال السيد الرغاي ، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مشاركته في الدورة 17 للمؤتمر الدائم للسمعي البصري في حوض البحر الأبيض المتوسط الذي ستختتم أشغاله اليوم الأحد في باريس، " إننا متقدمون جدا بالمقارنة مع أهداف هذا البرنامج الذي يطمح إلى إنتاج وتبادل وبث 300 خبر و40 مجلة و9 برامج وثائقية من الآن وإلى غاية شهر ماي 2010 ". وأضاف أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تجازوت ، ب96 برنامجا تم إنجازها حتى الآن ، الحصة المخصصة لها، وقال إنه " بغض النظر عن هذا المقاربة الكمية فإن هذا المشروع قد أظهر لنا أنه بإمكان الفاعلين المتوسطيين في المجال السمعي البصري العمل سويا لانتاج برامج مشتركة وتبادل إنتاجهم ". وقال السيد الرغاي إن العمل المشترك " واعد جدا بالنسبة لمجموع المشاريع المستقبلية ، وخاصة تلك التي سيتم إعدادها في إطار الاتحاد من أجل المتوسط ". ويهدف مشروع " أوروميد نيوز " ، الذي تم إطلاقه في 2009 ، إلى إنتاج وتبادل المعلومات والمجلات والبرامج الوثائقية ذات الطابع الجهوي وإطلاع جمهور جنوب المتوسط على الجهود التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي لفائدة منطقة الجوار . ويعد هذا المشروع ، الذي تمت المصادقة عليه من قبل الجمعية العامة للمؤتمر الدائم للسمعي البصري في حوض المتوسط في أبريل 2009 بالقاهرة ، أحد المشاريع الرائدة المقدمة في إطار الدورة 17 للمؤتمر الدائم للسمعي البصري في حوض المتوسط. وباعتبارها عضوا كامل العضوية في هذه الهيئة التي تجمع نخبة كبيرة ومتنوعة من الفاعلين من العالم السمعي البصري ومن عالم الثقافة من 20 بلدا على الأقل ، تشارك الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في العديد من المشاريع في أفق المساهمة في إقامة فضاء سمعي بصري متوسطي. وقال السيد الرغاي إن من بين مشاريع هذه الشراكة مشروع "الذاكرة السمعية البصرية للمتوسط " ميد ميم" الذي تم تقديمه خلال المؤتمر الدائم للسمعي البصري المتوسطي . ويتمثل هذا المشروع في إحداث موقع على شبكة الانترنت بثلاث لغات (الانكليزية والفرنسية والعربية) خاص بالتراث المادي وغير المادي لبلدان البحر الأبيض المتوسط ، لتسهيل الولوج إلى الأرشيف السمعي البصري المتوسطي ذي المنحى الثقافي والتربوي والعلمي والمهني. وأوضح السيد الرغاي أنه "في اطار هذا المشروع ، الذي من المقرر أن يكون جاهزا في نهاية سنة 2011 ، ستتولى الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة إعداد دليل للأرشفة ، ودليل آخر يحدد الممارسات القانونية السليمة في هذا المجال، لاجل احترام الملكية الفكرية". وأضاف أن الهدف من هذه الوثائق ، هو "مواكبة الاذاعيين المتوسطيين الذين يتوفرون على حقوق استغلال الارشيف السمعي البصري لرقمنة هذه الأعمال ونشرها في الموقع في اطار احترام القواعد الوطنية والدولية المتعلقة بالملكية الادبية والفنية" . ويندرج مشروع "ميد ميم" ، الذي تشارك فيه 18 مؤسسة من بينها عشر محطات تلفزية وهيئات علمية ومهنية ، في سياق مشروع "كاب ميد" الذي يشرف عليه المعهد الوطني الفرنسي للسمعي البصري (إينا) وكذا في إطار برنامج الأوروميد السمعي البصري. ويقترح في المرحلة الاولى الولوج إلى أربعة آلاف وثيقة مرقمة وذات محتوى تحريري بمقاربة تعتمد تشجيع الحوار بين الثقافات وفهم التاريخ المشترك لبلدان منطقة البحر الأبيض المتوسط. ويرأس المؤتمر الدائم للسمعي البصري المتوسطي (كوبيام) إمانويل هوغ المدير العام المعهد الوطني الفرنسي للسمعي البصري ، ويتوفر على أمانة عامة تحتضنها مؤسسة الإذاعة والتلفزة الايطالية " راي " وتتولاها السيدة اليساندرا باراديسي. ويحضر هذا المؤتمر سنويا فاعلون في مجال السمعي البصري والثقافة بالمنطقة الارومتوسطية. ويهدف الى توحيد جهود مختلف الفاعلين العموميين والخواص" في مجال السمعي البصري (التلفزة والإذاعة والانترنيت والإنتاج ) وإلى المساهمة في تنظيم تظاهرات ثقافية. ويعتبر " كوبيام" الذي تأسس في القاهرة سنة 1996 مخاطبا معترفا بمن لدن الهيئات المسيرة للمؤسسات الاوروبية والعربية.