قال المندوب السامي للتخطيط، أحمد لحليمي علمي، إن المغرب أول بلد عربي وإفريقي يحتضن الدورة السادسة والعشرين، بمدينة مراكش، بمشاركة حوالي 3000 باحث، يمثلون أكتر من 114 دولة على الصعيد العالمي.سيعرضون خلاصة أبحاثهم العلمية في مجال السكان، وسيتدارسون مواضيع في علم الاجتماع والأنتربولوجيا. وأضاف المندوب السامي للتخطيط، في كلمته بمناسبة افتتاح أشغال المؤتمر، مساء أول أمس الأحد، بقصر المؤتمرات في مراكش، التي ستستمر إلى يوم الجمعة المقبل، أن المؤتمر ستتخلله مجموعة من العروض العلمية، من ضمنها 900 عرض شفوي، وباقي العروض كتابية ستتطرق إلى مواضيع مختلفة، تحظى بأهمية خاصة، تهم قضايا الأسرة وصحة الإنجاب والتعليم والتكوين والقضايا الثقافية. من جانبها، دعت ثريا أحمد عبيد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، إلى التركيز على التنمية البشرية والتخفيف من حدة وطأة الأزمات على الإنسان الفقير. وأضافت المديرة التنفيذية لصندوق الأممالمتحدة للسكان في كلمتها، أن دور الأممالمتحدة في مثل هذه الأزمات هو العمل في إطار شراكة مع المؤسسات الرسمية المختلفة، لمساعدة المسؤولين في اتخاذ قرارات مناسبة، لإيجاد حلول للأزمة الغذائية والتغيرات المناخية، مؤكدة أن جزءا كبيرا من الأزمة الاقتصادية له آثار سلبية على السكان، خصوصا الطبقة الوسطى، أولها غياب عدد الوظائف وإمكانية العمل، بالإضافة إلى التغيرات المناخية التي ستسبب حركة غير منظمة في السكان من خلال البحث عن الماء والبحت عن الغذاء، مما سيؤدي إلى عدم التوازن الاجتماعي في عدد من المجتمعات. وأوضحت عبيد، المرأة العربية الأولى، التي تتبوأ منصبا مهما داخل منظومة الأممالمتحدة، أن "وجودها في المغرب مرتبط بالسياسات الوطنية للدولة، التي نعمل في إطار شراكة معها خاصة في ما يتعلق بخطة التنمية البشرية". وتحدثت ريما خلف، مديرة المكتب الجهوي للدول العربية لبرنامج الأممالمتحدة للتنمية، عن السياسات التي يجري اعتمادها في الدول العربية، واستعرضت عددا من المشاكل التي تعرقل خطة التنمية البشرية. وركزت النائبة السابقة للأمين العام للأمم المتحدة، في كلمتها، على المنجزات التي جرى تحقيقها في البلدان ذات المستويات المرتفعة في التنمية البشرية، وأشارت إلى التطور الذي شهدته مجموعة من الدول العربية بخصوص انخفاض نسبة الأمية. وأشرف المندوب السامي للتخطيط، أحمد لحليمي علمي، الذي يشرف على اللجنة الدولية والوطنية، التي تضم أعضاء من المغرب والاتحاد الدولي للدراسات العلمية للسكان المكلفة بتنظيم المؤتمر، على افتتاح المعرض، المنظم على هامش المؤتمر، الذي يهدف إلى تحسيس المشاركين بالإشكاليات الكبرى للسكان في المغرب والعالم. وسيتدارس المشاركون في المؤتمر، المنظم بعد مؤتمر مدينة تور الفرنسية سنة 2005، مجموعة من المواضيع، تهم التحديات الديمغرافية في المجتمعات العربية والتغيرات المناخية ومدى تأتيرها على حركية السكان ومصادر المعطيات الإحصائية حول السكان، بالإضافة إلى مواضيع رئيسية مرتبطة بالسكان والتنمية والمتغيرات الديمغرافية، الناتجة عن مختلف التفاعلات لعوامل الخصوبة والوفاة والهجرة والصحة والتغذية والوقاية، والهجرة الدولية والأزمات الاقتصادية، وكل ما يتعلق بقضايا تهم البنيات العائلية والأسرية والعلاقة مابين الأجيال، سيجري توزيعها على 220 جلسة عادية، بالإضافة إلى أربع جلسات عمومية ستشكل فرصة لتدارس إشكاليات السكان، والعروض العلمية الخاصة بالسياسات المتعلقة بالسكان والنظريات الديمغرافية.