قررت "الجمعية المغربية لمحاربة داء المياه الزرقاء" وجمعية "قافلة ضد العمى"، تنظيم حملة الكشف المبكر عن أمراض قصر النظر عند الأطفال المتمدرسين في المدارس الابتدائية، المنتمين إلى الأحياء الفقيرة في عدد من المدن المغربية، بشراكة مع شركة "إيكدوم"، التي تعهدت بموجب اتفاقية مبرمة مع الجمعيات المذكورة، تحمل مصاريف توزيع 1000 نظارة، عبر اعتماد غلاف مالي قدره 750 ألف درهم. وقال منظمو الحملة، في ندوة صحفية، يوم الثلاثاء المنصرم بالدارالبيضاء، بمناسبة الإعلان عن انطلاق العملية يوم 13 شتنبر الجاري، بإحدى المدارس الابتدائية في سيدي مومن، بالدارالبيضاء، إن العملية تتوخى الرصد المبكر لمشاكل العيون عند الأطفال المتمدرسين، تزامنا مع بداية الموسم الدراسي، نظرا لوجود عدد من الأطفال يعانون مشاكل بسبب ضعف بصرهم وعجزهم عن التعبير عن ذلك، ما يؤثر على مسارهم التعليمي وعلى تحصيلهم الدراسي واندماجهم في حجرة الدرس. ويرتقب أن يستفيد من عملية الكشف المبكر عن ضعف البصر أزيد من 8 آلاف متمدرس في المستوى الابتدائي، موزعين على 5 مدارس، تقع في الأحياء الفقيرة في الدارالبيضاء، والمحمدية، وبني ملال، وفاس، وتطوان. وقال فؤاد النصيري، رئيس جمعية "قافلة ضد العمى"، إن الهدف من العملية هو تحسيس آباء وأولياء التلاميذ بأهمية الكشف المبكر عن قصر نظرهم، من خلال تصحيح بصرهم بواسطة النظارات لوقف احتمالات فقدان بصرهم، أو تقهقره، خلال 10 سنوات، بعد إصابتهم بضعف النظر، إلى جانب الكشف عن مدى سلامتهم أو إصابتهم بداء "المياه الزرقاء". وأوضح أن داء "العمى الأزرق"، كما يعرف لدى عموم الناس، يعتبر من الأمراض الصامتة، التي لا يشعر معها المصاب بألم، بسبب عدم مصاحبة الإصابة به بحمرة في العين أو وجود مضاعفات صحية يمكن الاستدلال من خلالها على المرض، بينما يتطور بشكل صامت، لينتهي بتراجع الرؤية بشكل تدريجي، إلى أن يصل إلى مرحلة فقدانها الكامل. من جهته، تحدث عبد الرحيم الغياثي، المدير العام لشركة "إيكدوم"، عن أن العملية تأتي في إطار إخراج الشركة من أنشطتها المالية إلى المساهمة في العمليات الاجتماعية، وضمنها المنفذة لفائدة الأطفال المتمدرسين المعوزين، مذكرا بأن العملية، التي تحمل اسم "نظارات القلوب"، تطمح إلى المساهمة في منح نعمة الرؤية لأطفال صغار، ينتمون لأسر يحاصرها الفقر المادي والجهل بمخاطر أمراض العيون. وأشار إلى أن المساهمة في هذه العملية تأتي عقب "النتائج الخيرية الإيجابية"، التي حققتها المؤسسة من انخراطها في العمل الاجتماعي، من خلال توزيع 10 آلاف محفظة السنة الماضية، ومساندة "الجمعية المغربية للطالب اليتيم"، ومنح أدوية لفائدة جمعية "إسعاف قرى الأطفال"، ومشاركة مؤسسات تضامنية واجتماعية أخرى. من جهة أخرى، أكد محمد الزهيري، رئيس الجمعية المغربية لمكافحة داء المياه الزرقاء" ل "المغربية"، أهمية الكشف المبكر عن داء المياه الزرقاء، لتجنب الفقدان الكلي للبصر، سيما أن 80 في المائة من المصابين يبلغون مرحلة فقدان البصر. وأكد الزهيري أن مرض المياه الزرقاء يعد أول مرض يتسبب في فقدان البصر في العالم، إذ تشير التقديرات إلى أن 180 مليون شخص مصابون به، ويرتقب أن يتضاعف العدد بحلول 2020، ويمكن تفادي نتائجه السلبية بالخضوع لفحص طبي منتظم، على الأقل مرة في السنة، للتأكد من مدى الإصابة بالمرض. وأشار إلى أنه يمكن للأمهات الانتباه إلى إصابة مواليدهن الجدد، إذ كلما كان الطفل بعيون كبيرة بشكل لافث للانتباه، فإن ذلك يعد دليلا أوليا على الإصابة بداء المياه الزرقاء، في انتظار إجراء باقي الفحوصات الطبية. وتتمثل الإصابة بداء "العمى الأزرق" في وجود حاجز يحول دون التدفق العادي للمزاج المائي، ينتج عنه ارتفاع الضغط داخل العين، ويؤثر على العصب البصري، مؤديا إلى اضطراب في المجال البصري.