أعلنت المندوبية السامية للتخطيط عن احتضان المغرب للدورة 26 للمؤتمر الدولي للسكان، المزمع عقده بمراكش بين 27 شتنبر الجاري، إلى غاية ثاني أكتوبر المقبل. وجاء هذا الإعلان في إطار الورشة الإخبارية والتحسيسية المنظمة من قبل المندوبية لفائدة الصحافيين حول المؤتمر العالمي، وحول الجوانب التنظيمية والعلمية لهذه التظاهرة. وأبرز المتدخلون في هذا اللقاء المنعقد بالدارالبيضاء يوم الخميس الماضي، أن هذه التظاهرة، التي ستعرف مشاركة أزيد من 2000 أخصائي في الدراسات الديموغرافية والسكان والتنمية، تنظم لأول مرة بالمغرب الذي يعتبر بذلك، أول بلد عربي وإفريقي يحتضن هذا الملتقى الدولي، بعدما كان حكرا على دول أوروبا وأميركا وآسيا. وعرفت الورشة الإخبارية، المنظمة بشراكة مع صندوق الأممالمتحدة للسكان، تقديم البرنامج العلمي للمؤتمر، ودراسة حول مصادر المعطيات الإحصائية حول السكان، إلى جانب عروض أخرى همت مواضيع الدينامية الديمغرافية، والوضعية والآفاق والتحديات الديمغرافية على الصعيد الدولي. ويشارك في هذا المؤتمر حوالي 2500 من أصحاب القرار ومجموعة الخبراء والمختصين، الذين سينكبون على دراسة الإشكاليات، التي يطرحها المجال المتعلق بالسكان. وأفاد المتدخلون، خلال هذه الورشة، أن اللجنة الوطنية للتنظيم، التي يترأسها المندوب السامي للتخطيط، تكمن مهمتها في السهر على إعداد البرنامج العلمي المغربي، وتتكلف بتوفير الوسائل اللوجستيكية الخاصة بتنظيم المؤتمر. وتشمل لائحة المنظمين، الاتحاد الدولي للدراسات العلمية للسكان، وسيتكلف بتحديد البرنامج العلمي. وبالنسبة للبرنامج العلمي العام، فإنه يتضمن الجلسات العامة، وهي عبارة عن أربع حصص للمناقشة، بالإضافة إلى الحصص الافتتاحية والختامية، أما بخصوص الحصص العادية، يشار إلى أنها كانت موضوع طلب للمشاركة، انطلق من أبريل 2008 إلى غاية 15 شتنبر 2008، وجرى تسجيل رقم قياسي ناهز 3156 طلب مشاركة من قبل 114 دولة، جرى اختيار 1900 مداخلة منها 900 شفوية، موزعة على 220 حصة، ستجري بالتوازي بمعدل 11 في الوقت ذاته، و1000 مداخلة جدارية (لوحات العرض). ويشكل البرنامج العلمي المغربي، جزءا من البرنامج العلمي العام، ويتمحور حول موضوع "العالم العربي: ملتقى القارات بين الانتقال الديمغرافي وحركات السكان"، ويضم 10 حصص، تهم "النقلة الديمغرافية: الوضع العام والاستثناءات"، و"الهجرات الداخلية والتمدين في العالم العربي"، والهجرة في بلدان الشرق الأوسط، والهجرة في العالم العربي: مميزات خاصة، والديمغرافية والنزاعات في العالم العربي، والظواهر الديمغرافية والاجتماعية في العالم العربي، إلى جانب مواضيع أخرى من قبيل "سياسات ومقاربات تحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر في العالم العربي"، و"الصحة والأمومة في العالم العربي" (هذه الحصة سيجري تنظيمها بتعاون مع صندوق الأممالمتحدة للإسكان). وعلى هامش هذا الملتقى الدولي، ستشهد التظاهرة تنظيم أروقة لعرض إصدارات خاصة بقضايا السكان، وعروض ديموغرافية على الحاسوب، وأفلام وثائقية، إلى جانب مداخلات يومية لديموغرافيين وباحثين في مجال الإسكان، ستتناول مواضيع مرتبطة بالنقلة الديموغرافية والتنمية، والتربية الجنسية، والصحة الإنجابية، والتعفنات المتنقلة جنسيا، والساكنة الهشة، والنوع الاجتماعي، والتنمية، والهجرة والتنمية، والسكان والأهداف الإنمائية للألفية. كما سيحاول المؤتمرون، خلال هاته التظاهرة، التي ينظمها الاتحاد الدولي للدراسات العلمية للسكان، تعميق النقاش بخصوص الدراسات الجديدة حول السكان على المستوى العالمي، وكذا استكشاف طرق جديدة للبحث حول إشكالية النمو الديمغرافي. وأوضح المتدخلون، خلال هذه الورشة، أن المؤتمر سيكون مناسبة لتنظيم ورشات للتكوين حول السكان، موجهة إلى المؤتمرين، إلى جانب الاجتماعات الموازية المحددة في 40 اجتماعا، سيجري عقدها على هامش الحصص العادية، وسيجري تنظيمها من طرف مؤسسات مهتمة بقضايا السكان.