يؤكد عدد من الأطباء الاختصاصيين في التغذية والحمية أن لمادة "النخالة"، المعروفة بمصطلح "الحمرة" وسط عموم المغاربة، فوائد صحية متنوعة لجسم الإنسان.تقي من أمراض خطيرة، وتساعد على تجنب أمراض أكثر خطورة، أبرزها سرطان المعي الغليظ. وقال محمد خلافة، أخصائي في أمراض التغذية والغدد وداء السكري، ل "المغربية"، إن مادة "النخالة" تعد عنصرا غذائيا في غاية الأهمية بالنسبة لجسم الإنسان، لاحتوائها على مواد كثيرة، أبرزها الألياف والفيتامينات، خصوصا منها المنتمية إلى المجموعة "باء". وأكد خلافة، الذي يشغل أيضا منصب رئيس "الجامعة المغربية لداء السكري"، أن من أول فوائد مادة "النخالة" نجاعتها وفعاليتها في علاج الإمساك، ومساعدة الجهاز الهضمي على أداء دوره بشكل طبيعي، ودون مشاكل تتسبب في عسر الهضم، لاحتوائها على الألياف المساعدة على سهولة حركة الأمعاء، والتخلص من الفضلات. وأوضح أن من آخر الفوائد، التي توصل إليها الأخصائيون في المجال حول مادة "النخالة"، هي حماية الإنسان من الإصابة بسرطان القولون، أو ما يصطلح عليه ب"المصران الغليظ". ويعد الخبز المحتوي على مادة النخالة، وهي القشرة الخارجية لحبة القمح، المعروف ب"الخبز الكامل"، عنصرا غذائيا مهما، يساعد على تزويد جسم الإنسان بالكثير من حاجاته الضرورية، سيما مساعدته على علاج الإمساك وعسر الهضم، لاحتواء خبز "النخالة" على مستويات أقل من السعرات الحرارية الموجودة في الخبز الأبيض، شريطة أن يحتوي هذا الخبز على الثلثين من مادة القمح، وثلث من مادة "النخالة"، يضيف الأخصائي محمد خلافة. ويستحسن أكل الخبز الكامل المحضر في البيت، لضمان خلوه من أي مواد سكرية مضافة، تعطي لونا أحمر براقا خارجيا، تجنبا للغش الذي قد يتعرض له تحضير الخبز الكامل في بعض المحلات التجارية، بما ينعكس سلبا على صحة المريض بداء السكري. وأبرز الأخصائي ذاته أن مادة "النخالة" مهمة جدا بالنسبة لمرضى السكري، لأنها تمنع امتصاص السكريات الموجودة في التغذية، وتحول دون وصولها إلى الدم، سواء منها الموجودة في الخضر أو الفواكه أو الخبز، ما ينعكس إيجابا على جودة حياة مرضى داء السكري. مقابل ذلك، ذكر خلافة أن لمادة النخالة فوائد للوقاية والعلاج من الدهنيات، إلا أن نسبة الفائدة منها قليلة مقارنة بما ذكر سالفا، والأمر ذاته يصدق على تأثيرها على خفض نسبة ضغط الدم في جسم الإنسان. وورد في دراسة أميركية، نشرت نتائجها في موقع "هلث داي نيوز"، أخيرا، أن تناول المأكولات التي تحتوي على الحبوب "غير المقشرة" ومادة "النخالة" أو المأكولات المصنوعة من دقيق الحبوب الكاملة، يساعد على تخفيض ضغط الدم، لأن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من "النخالة" مفيدة للقلب، سواء بالنسبة إلى الرجال أو النساء. وجاء في الدراسة أن الألياف التي تحتوي عليها "النخالة" تساعد على خفض مستوى سكر الدم عند مرضى السكري، شريطة الاستمرار في استخدامه، إلى جانب مساهمتها في تعديل مستوى دهون الدم، مثل "البليسيدات الثلاثية"، و"الكلوسترول"، كما تؤثر "النخالة" على دهون وسكر الدم عند زائدي الوزن، من خلال عزل الدهون الغذائية وإعاقة امتصاص بعضها. وتعقيبا على ذلك، قلل أطباء مغاربة، تحدثت إليهم "المغربية"، من نجاعة مادة "النخالة" في خفض ضغط الدم عند الإنسان، إذ لا يوجد ما يثبت تأثيرها المباشر على ضغط الدم مباشرة بعد تناولها، مقابل تأكيدهم على مساعدتها، على المدى البعيد، في خفض السمنة والسكري، شريطة التقيد بأسلوب غذائي سليم، يومي، ومستمر.